لبنان أمام تحدي تسليم سلاح “حزب الله”.. حوار مستمر وضغوط إقليمية!

تدور الأوساط السياسية اللبنانية في حالة من الترقب والجدل بشأن ملف سلاح حزب الله. في هذا السياق، أظهرت تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيده على دعم الحوار بين رئيس الجمهورية جوزاف عون وحزب الله، مشدداً على أهمية الضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها في اتفاق وقف إطلاق النار. في ظل ذلك، تبقى مواقف الكتل السياسية اللبنانية متباينة، بين من يدعو لتسليم السلاح وحصره بيد الدولة، ومن يرى أنّ الحل يكمن في انتظار نتائج المفاوضات الإقليمية والدولية.
ونقلت أوساط عين التينة في حديث لـ”الأنباء” الالكترونية أنَّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أيّد الحوار بين رئيس الجمهورية وحزب الله، معبراً عن ارتياحه من تمسك عون بمواصفاته وشروطه، إلا أنه لفت إلى أنّ من المهم الضغط على الجيش الإسرائيلي كي ينفذ ما عليه من التزامات بما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار معتبراً أنّ حزب الله نفذ المطلوب منه ولا أحد يشكك بذلك.
بدوره، نفى الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد جورج نادر في حديث لجريدة “الأنباء الالكترونية” الكلام المنسوب لرئيس الجمهورية بأنه لن يفاوض حزب الله حول تسليم سلاحه قبل انسحاب إسرائيل من المواقع التي تتمركز فيها في الجنوب، لافتاً إلى أنه لم يصدر أيّ شيء رسمي بهذا الموضوع.
كما أفادت معلومات أن الحوار بين الرئيس عون وحزب الله حول ملف السلاح، يتم عبر مستشار الرئيس العسكري العميد المتقاعد أندره رحال ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، وحول هذا الأمر، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، “اننا لن نسلّم السلاح الآن قبل تنفيذ الشروط المطلوبة من إسرائيل”.
وقال: “سلاحنا هو أوراقنا التي لن نتخلّى عنها بلا تطبيق فعليّ لاتّفاق وقف النار والذهاب إلى حوار حول مصيره”.
وإذ أكد تأييده للحوار بين رئيس الجمهورية وحزب الله، وأعرب عن إرتياحه إلى تمسّك عون بمواصفاته وشروطه. وقال بري في حديث لـ “أساس ميديا”: “من المهمّ أيضاً الضغط على الجيش الإسرائيلي لكي ينفّذ ما عليه من التزامات اتّفاق وقف النار. نحن نفّذنا المطلوب منّا ولا أحد يشكّك في ذلك. أمّا هو فلا. هذه مسؤولية الأميركيين حتماً، وذلك يعني أيضاً أنه لا يجب أن نسلّم كلّ أوراقنا ونضعها على الطاولة. المطلوب منّا أمران اثنان أنجزهما لبنان، وهما نشر الجيش في الجنوب وانسحاب “الحزب” منه، وهو مذّاك لم يطلق رصاصة. كلاهما تمّا. أمّا المطلوب من إسرائيل فليس كذلك. عليها وقف إطلاق النار بشكل نهائي والانسحاب من الأراضي اللبنانية، وكلاهما لم يحصلا، بل تضاعف إسرائيل من خروقاتها وغاراتها. لتوقف النار على الأقلّ”.
من جانبها عمدت كتلة “الاعتدال الوطني” إلى تكثيف اللقاءات من أجل تسريع تسليم السلاح، وفي هذا الإطار يؤكد النائب وليد البعريني لـ “نداء الوطن” أنه “لا مفر من تسليم السلاح وحصره بيد الدولة، ونحن ككتلة ندعم عمل الرئيس عون في هذا الإطار، وأي تأخير في حل هذا الملف سيجلب الويلات على لبنان، لذلك ندعو “حزب الله” إلى المبادرة وتسليم سلاحه إلى الجيش لأنه حامي الجميع”.
من جهة ثانية، لا توقيت رئاسياً لبدء الحوار الثنائي مع “حزب الله” حول ملف السلاح، والموعد وفق ما يجري التداول حوله في أوساط رسمية مؤجّل إلى حين اكتمال ظروفه، علماً أنّ ترجيحات بعض المسؤولين تُقلّل من احتمال حصوله قبل انسحاب إسرائيل من المناطق اللبنانية التي تتمركز فيها، ولا سيما من النقاط الخمس على الحدود الجنوبية.
واللافت في هذا السياق، ما أكّد عليه مسؤول كبير، بقوله لـ”الجمهورية”: “إنّ ملف سلاح “حزب الله” أبعد من لبنان، والضغط الأميركي قديم جديد حوله، وفي الداخل هناك مستعجلون للخلاص من سلاح الحزب، لكن لننتظر ما ستفضي إليه المفاوضات الأميركية- الإيرانية، التي على ضَوء نتائجها ستتحدّد بوصلة التعاطي مع سلاح “حزب الله”.
مواضيع ذات صلة :
![]() تدابير سير في جبيل لهذا السبب | ![]() ضمن إطار التدابير الأمنية.. الجيش يوقف 4 مواطنين في مناطق مختلفة | ![]() قطر تؤكد دعمها المستمر للبنان خلال زيارة طارق متري |