وداعٌ مهيب للبابا فرنسيس… ولبنان يحضر في الفاتيكان بملفاته وعلاقاته التاريخية

في مشهدٍ مهيبٍ، ودّع العالم أمس البابا فرنسيس في جنازة رسمية حملت رمزية عميقة تجسّد القيم والمبادئ الإنسانية التي ناضل من أجلها طوال نحو 12 عامًا من قيادته للكنيسة الكاثوليكية.
ولم يغِب لبنان الرسمي عن هذا الحدث البارز، إذ شارك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى نعمت عون، مؤكدَيْن حضور لبنان في لحظة جامعة للعالم.
وعلى هامش مراسم التشييع، التقى الرئيس عون عددًا من قادة وزعماء الدول، حيث لم تقتصر الأحاديث على المجاملات البروتوكولية، بل تمّ التطرق، وإنْ بشكل سريع، إلى ملفاتٍ أساسيةٍ تتعلّق بلبنان، مما أعاد ملفّه إلى الواجهة في أروقة الفاتيكان.
وسُجِّلَت مُصافحات عديدة وتبادل لأطراف الحديث بين الرئيس عون وعددٍ من قادة وزعماء الاردن، وفرنسا، وإيطاليا، واليونان، وليشتنشتاين، وليتوانيا.
وكان الرئيس عون وعقيلته انضمّا الى المسؤولين الرسميين، وحشد من الكرادلة والمطارنة ورجال الدين، ومئات الآلاف من المؤمنين الذين بدا عليهم التأثر برحيل البابا فرنسيس.
مصافحات ولقاءات بين رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى وعدد من قادة الدول على هامش جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان pic.twitter.com/RzUT0VE5m6
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) April 26, 2025
ملفّ لبنان في الفاتيكان
في هذا السّياق، أكد سفير لبنان لدى الفاتيكان غدي خوري لـ”نداء الوطن” أنّ هذه اللقاءات لم تكن مجرّد أحاديث جانبية هامشية، بل تناولت، ولو سريعًا، ملفات لبنان الاقتصادية والسياسية. وكشف أنّ الزيارة تخلّلها اتّصاليْن أو ثلاثة على قدرٍ كبيرٍ من الأهمية، لكن لا يمكنه الإفصاح عن تفاصيلها ومضمونها، لكون هذا الأمر يعود لرئاسة الجمهورية.
وأضاف السفير خوري أنّ الرئيس عون حظي باستقبالٍ لافتٍ من قبل رئيس حكومة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، الذي رحّب به بحماسةٍ لافتةٍ وعاطفةٍ كبيرةٍ، وبحث معه شؤون لبنان بشكل مفصّل وعميق.
علاقة البابا بلبنان
ويقول السفير غدي خوري إنّه ليس من باب الصدفة، أن يسلّم البابا الرّاحل أعلى مركز كنسي في الفاتيكان لشخصيةٍ لبنانيةٍ، هي المونسينيور ميشال جلخ الذي يتولّى مهام السكرتير العام للكنائس الشرقيّة، إلى جانب الكثير من اللبنانيين الذين يتولّون مراكز مرموقة في الفاتيكان.
وِفق السفير خوري، فإنّ الحبر الأعظم، الذي كان شديد التعلّق بالقديس شربل منذ مرحلة شبابه، جمعته علاقة متعدّدة الأوجه مع “بلاد الأرز”، الذي كان يعتبره رسالة سلام في المنطقة وتجربة تعايش بين الأديان والحضارات.
وتابع: “النقطة الأخرى، أنّ لبنان يملك النسبة الأكبر من المسيحيين بين دول الشرق الأوسط، هذه المنطقة التي تشهد انخفاضًا ملحوظًا بأعداد المسيحيين فيها، خلافًا لكل دول العالم. كما أنّه البلد الوحيد في المنطقة الذي يلعب فيه المسيحيون دورًا قيّمًا وفعّالًا في النظام السياسي، عدا عن أنّ الكنيسة الكاثوليكية، مقتنعة بأنّه إذا كان مسيحيّو لبنان بخير فإنّ مسيحيّي المنطقة بخير”.
مواضيع ذات صلة :
![]() بعد جنازة البابا فرنسيس… 135 كاردينالًا سيختارون خليفةً في مجمع انتخابي مغلق | ![]() الحجار يقدّم التعازي إلى السفير البابو بوفاة قداسة البابا | ![]() العالم يودع البابا فرنسيس في جنازة مهيبة |