جعجع يسجّل نقطة… ورسالة سعوديّة إلى الحريري
كتب داني حداد في موقع “MTV”:
لما حدث في معراب أمس مقاربتان: الأولى، اقتصاديّة لا يعوّل عليها كثيراً في ظلّ قرارٍ سعودي بعدم فتح باب الاستيراد من لبنان في المدى المنظور. والثانية، سياسيّة تحتمل التحليل والبناء عليها.
أقصى ما يمكن أن تبلغه الاتصالات والمساعي بين لبنان والمملكة العربيّة السعوديّة هو السماح للشاحنات التي دخلت الأراضي السعوديّة بتفريغ محتوياتها، أما فتح باب التصدير من جديد فليس مطروحاً الآن.
ولكن، تجوز أيضاً قراءة زيارة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري الى معراب تحت عنوان “إعادة استيراد الأمل” من وجهة نظر سياسيّة محليّة.
هذا اللقاء هو، بدايةً، إعلان رسمي لعودة العلاقات بين القوات اللبنانيّة والسعوديّة، بعد فترة من الفتور في العلاقة. زار بخاري معراب في ٦ آذار الماضي، بعد غيابٍ طويل. لبّى حينها دعوة جعجع وعقيلته الى العشاء، من دون أن يُعلَن رسميّاً عن الخبر الذي نُشر حصراً على موقع mtv.
أمًا لقاء الأمس فمختلف تماماً. إعلامٌ ونقلٌ مباشر وحضورٌ لتكتل الجمهوريّة القويّة، وعنوانٌ كبير وتوصيات.
لذا، فإنّ هذا اللقاء، عدا عن إعادة التواصل العلني بين “القوات” والمملكة، يكرّس جعجع كحليفٍ متقدّم على الآخرين للسعوديّة. ويعني ذلك، خصوصاً، سحب اللقب من جعبة سعد الحريري الذي تستمرّ القطيعة بينه وبين الرياض. علماً أنّ الموقع الذي يناله جعجع يشكّل سابقة في تاريخ العلاقة مع السعوديّة التي اعتادت أن تكون الزعامة السنيّة هي ممثّلتها الأولى، وأحياناً الوحيدة.
وفي اللقاء، ربما، رسالة سعوديّة الى سعد الحريري، وتسجيل نقطة لجعجع عليه.
وإذا كان حزب “القوات” قد انكفأ في حضوره السياسي في الآونة الأخيرة، بفعل خروجه من دائرة اللاعبين المشاركين في عمليّة تأليف الحكومة، فإنّ جعجع عرف كيف ومن أين يطلّ في الأمس. في انتظار موعدٍ جديد…
مواضيع ذات صلة :
السنيورة عرض والسفير السعودي الاوضاع | عباءة الثقة | البخاري وضع البطريرك العبسي في أجواء تحرك الخماسية |