اللبنانيّون يتزوّجون ببساطة و”عالسّكت”!
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
بعدما شهد اللبنانيّون فترة ذهبيّة خلال السّنوات الماضية إزدهر فيها قطاع الاعراس بشكلٍ كبيرٍ مُحقّقاً أرباحاً خياليّة، فرضت الازمة نفسها على المُناسبات السّعيدة وبدّلت في الكثير من مخطّطات الزّواج، خصوصاً لمن يُصرّون على الارتباط، مُتحدّين كلّ المصاعب والمشقّات.
أعراس الـ2021 تختلف كثيراً عن كلّ الاعراس التي حضرها اللبنانّيون في الماضي، فمقابل بعض حفلات الزواج القليلة الفاخرة، والتي تعتمدُ بشكلٍ أساسيٍعلى كون العريس أو العروس يعملان خارج لبنان ويدفعان بالدّولار مصاريف العرس، طغت البساطة على معُظم الاعراس التي باتت تعكس أيضاً الوضع الصّعب الذي يرزح تحته الشباب، والذي حتّم عليهم تغيير الكثير في العادات والتّقاليد التي عرفناها في السّابق.
من الواقعي القول إنّ كلّ شيء في لبنان أصبح يُسعّر بالدّولار أو على سعر الصّرف في السّوق السّوداء، ومن ينوي الاقدام على خطوة الزواج، عليه أن يتأقلم مع الواقع الجديد عبر القيام ببعض التّعديلات للزواج “عالسّكت” وبكلفةٍ قليلةٍ، ومن دون تكبيد عائلته والمعازيم الكثير من المصاريف.
تروي تمارا خ. لموقع mtv كيف قرّرت وخطيبها المُخاطرة والزواج “رغمّ كلّ شيء”: “بعد تأجيل زواجنا العام الماضي بسبب إنتشار فيروس “كورونا” في لبنان، قرّرنا أن نتزوّج هذا الصيف، ولكنّ الحقيقة هي أنّ التحدّيات باتت أكبر، خصوصاً في ظلّ الوضع الاقتصادي الصّعب، لذا خطّطنا لزواجٍ بسيطٍ جدّاً، يحضره المقرّبون فقط من العائلة الصغيرة والاصدقاء، وإستبدلنا حفلة العرس بشرب نخب وقطع قالب حلوى مباشرة بعد مراسم الزّفاف، والاهمّ أننا لم نطبع على بطاقات الدّعوات أيّ رقم لحساب في المصرف، لاننا نعرف جيّداً عمق الازمة، ولا نريد أن يُشكّل زواجنا أي عبء لأحد”.
وردّاً على سؤال حول تكلفة زواج بسيط جدّاً في لبنان في ظلّ الاسعار الخياليّة بالليرة اللبنانيّة، تُجيب تمارا: “رغم بساطة زواجنا وحِرصنا على عدم إنفاق الكثير من المال، إلاّ أنّ التّكلفة حتّى السّاعة تفوق الـ100 مليون وهو رقمٌ صادمٌ بالنّسبة لي وخطيبي لانّنا لا زلنا نتقاضى رواتبنا بالليرة اللبنانية على سعر صرف الـ1500″، كاشفة عن أنّ “المشكلة الكبرى التي نُواجهها هي استمرار سعر الصرف في السّوق السوداء بالارتفاع، وعليه، فإنّنا نتلقى إتصالات من قبل بعض من قرّرنا التعامل معهم في التّحضير للزّفاف، إذ يطلبون منّا أن ندفع مبالغ إضافيّة نظراً لتغيّر الاسعار يوميّاً”.
حتّى الفرح في لبنان بات صعب المنال، ويُكلّف الشّباب سنواتٍ من التّعب والعناء والادّخار، وكأنّه كُتب على المواطن أن يُلغي كلّ أحلامه ومشاريعه ويضعُها رهن حفنة من الاوراق، وزمرة من الحكّام الفاسدين والمنشّقين عن الواقع. حتّى كلمة “عقبالك”، الامنية اللبنانيّة الاكثر شيوعاً غابت،ربّما بتنا نسمعها فقط في المطارات وفي يوم الهجرة والوداع…