الشيطان دائما في التفاصيل… فهل يعجز ميقاتي؟!
كتب عمر الراسي في وكالة “أخبار اليوم“:
الاجواء الايجابية التي ترشح عن الجلسات بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، صحيحة بقدر ما ان الحديث والنقاش بينهما يتناول العموميات… ولكن كما بات معلوما “الشيطان دائما في التفاصيل”، ولم يطل برأسه بعد.
اذ بحسب مصدر سياسي مواكب لعملية التأليف، لم يتم بعد الدخول في الاسماء والحقائب الاساسية، وكيفية اختيار الوزراء او الجهة المخولة لاختيار وزراء هذه الطائفة او تلك، وهذا ما يدفع تلقائيا الى البحث في الثلث المعطل.
وقال المصدر، عبر وكالة “أخبار اليوم” حين نصل الى هذا المستوى من البحث “يكرم المرء او يهان”… بمعنى اما ان تبصر الحكومة النور او نعود الى دائرة المراوحة عينها التي حكمت مسار التأليف مع الرئيس سعد الحريري على مدى تسعة اشهر!
وردا على سؤال، رأى المصدر ان الاجواء الايجابية لا تعني وجود تقدم ملموس، قائلا: ميقاتي يعطي الانطباع انه متعاون الى اقصى الحدود، يوميا يزور بعبدا، يأخذ بملاحظات عون، ويؤكد التشارك في التأليف الحوكة، وكأنه يحاول “تعرية” رئيس الجمهورية من كل الذرائع التي من الممكن ان يستعملها في مرحلة لاحقة.
واضاف: صحيح في المقابل الرئيس عون لا يصدر منه الا الايجابيات، لكن الاشارات الصادرة من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل خلال اطلالته التلفزيونية لا تشجع على عملية التأليف، فتكلم عن حكومة سياسية توزع فيها المقاعد والحقائب على الاحزاب، في حين ان ميقاتي كان قد تحدث فور تكليفه عن حكومة اختصاصيين.
وفي هذا الاطار، والى جانب موقف باسيل، تحدث المصدر عن تصريحين اضافيين يصبان في نفس الخانة، ولا يدعوان الى التفاؤل:
الاول، لنائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي اشار الى ان :” الحزب سيشارك بشكل غير مباشر عبر اختصاصيين في الحكومة”، ما يعني انه سيسمي هؤلاء الوزراء.
الثاني، لنائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي حين اشار الى ان الكتل النيابية هي التي ستسمي وزراءها الاختصاصيين، والا لا لزوم ان تأتي الى المجلس لنيل الثقة.
وفي موازاة هذه المطالب، يبدو ان ميقاتي، ينطلق مما انتهى اليه الحريري، حيث كشف المصدر ان بعد كل لقاء في بعبدا، يعقد الرئيس المكلف اجتماعا بعيدا عن الاضواء مع رؤساء الحكومات السابقين، في اطار التنسيق القائم والمستمر بينهم…
وخلص المصدر الى القول ان هذا ما يرسم مسار مفاوضات التأليف… حيث ان دول الخليج والغرب، ما زالت عند موقفها الرافض لمشاركة حزب الله في الحكومة.
وختم: بالتالي عودٌ على بدء… وميقاتي لن يؤلف حكومة لا تستطيع طرق باب المجتمع الدولي للحصول على حد ادنى من المساعدات التي يمكن ان توقف او تضع حدا للانهيار!
مواضيع ذات صلة :
حركة أمل: من يتهم ويصوب السهام نحو بري هو الذي عطل تأليف الحكومة… “يا عيب الشوم” | الاعتذار حتمي… والى حكومة انتخابات | “كورونا التعطيل” يمنع التعافي الحكومي والحركة الدبلوماسية “شكليّة” |