أيها اللبنانيون: هكذا تحصلون على كهرباء 24 / 24
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
تأخّر الانفجار الاجتماعي كثيرا في لبنان خلافا لما كان متوقعا له، والسبب لا يعود طبعا إلى أمل ما يسكُن نفوس اللبنانيين بل بالعكس… فالأزمات المتزاحمة في يومياتنا، دفعت بكثيرين، وخلافا لكل التوقعات، إلى البحث عن بدائل وحلول، سعيا للنجاة وسط الانهيار التام لكل القطاعات في البلاد.
لا بدّ أن مشكلة الكهرباء في لبنان، ولو أننا في العام 2021، تشكّل أحد أكبر مصادر الهدر والفساد في البلاد… فكيف لبلد استنزف قطاع الطاقة فيه أكثر من 40 مليار دولار، أن يغرق اليوم في العتمة الشاملة؟ والأنكى، أن عكازة المولدات التي شكلت طويلا العون الأول للبنانيين لإنارة لياليهم، بات هي الأخرى في حال من الشلل نتيجة أزمة المازوت، وارتفاع أسعارها، ما جعل الفاتورة أكبر بكثير من قدرة اللبنانيين الذين يرزحون تحت وابل من الأزمات المعيشية والاقتصادية! كما أن التقنين القاسي في الأسابيع الأخيرة أثر بشكل سلبي على القطاعات كافة وخصوصا المصانع والمخابز والمستشفيات، وبات يهدد مصدر رزق كثيرين ممن يعملون online كما وحياة من هم بحاجة للكهرباء لتشغيل آلة الاوكسيجين التي تبقيهم على قيد الحياة. ما تقدّم دفع بكثيرين إلى البحث عن طريقة طويلة الأمد لعبور المرحلة بأقل خسائر ممكنة، فكان التحوّل إلى أنظمة الطاقة الشمسية.
فقد شهدت الفترة الأخيرة إقبالا غير معهود من قبل الشركات والمصانع الكبرى على شراء أنظمة الطاقة الشمسية من أجل توليد الكهرباء، لكن في الأسابيع الأخيرة، ومع تضخّم الأزمة أكثر، وتزايد الحديث عن العتمة الشاملة التي أساسا بدأنا نلمس بشائرها، إضافة إلى ارتفاع سعر المازوت، وبدء العد العكسي لرفع الدعم عن المحروقات، زاد الطلب على هذه الأنظمة من قبل الأفراد خوفا من المستقبل المظلم. ورغم أن وحدات الطاقة الشمسية مستوردة وبالتالي فإن سعرها يرتبط بسعر الدولار في السوق السوداء، إلا أن كثرا وجدوا فيها ملاذهم الأفضل للحصول على الكهرباء، “بلا جميلة حدا”…
وإضافة إلى أنها صديقة للبيئة، فهي توفّر الكثير على الأفراد إذا ما نظرنا إلى الأمد الطويل فهي تتميز باستمراريتها وعمرها الطويل، خصوصا إذا ما اخترنا البطاريات المناسبة لها، ومن هنا ضرورة استشارة خبراء واختصاصيين في الكهرباء.
لتبسيط العملية، سنورد بالأرقام تكاليف وفعالية نظام الطاقة الشمسية: للحصول على حوالى 5 أمبير بواسطة الطاقة الشمسية لمدة تصل إلى 4 ساعات في اليوم، فإن معدل الكلفة هو 4 آلاف دولار، قد يصل إلى 5000 تبعا لنوع النظام المستخدم ونوع البطاريات، وهو سعر يعتبر باهظا مع انهيار العملة الوطنية، لكن في حال احتساب فواتير الكهرباء والمولدات للمرحلة المقبلة وعلى فترة طويلة، ستجدون ان حلّ الطاقة الشمسية هو بالتأكيد الأوفر.
غير أن المشكلة تكمن في فصل الشتاء مع تراجع ساعات سطوع الشمس ما يؤدي حكما إلى نقص في معدل شحن البطاريات وبالتالي انخفاض التغذية بالكهرباء، والحل يكمن في زيادة أعداد الوحدات، وبالتالي ارتفاع الكلفة.
هكذا بات اللبنانيون يبحثون عن طرق ينيرون بها ظلمات لياليهم الحالكة في هذه البلاد وسط “كوما” يعيشها المسؤولون، فإذ بالطاقة الشمسية السبيل الأنجع لكثر، بانتظار تغيير ما ننتظره في الانتخابات المقبلة ليخلّصنا من الوقحين المتحكمين بحياتنا.
مواضيع ذات صلة :
وليد فياض… العمى ما بتستحي! | باخرة الفيول الجزائري ترسو في البحر قبالة منشآت نفط طرابلس | فياض يبشّر اللبنانيين.. ستنعمون بالكهرباء من 4 لـ6 ساعات! |