أهالي قرطبا يحتجون: مياهنا مش للبيع
نظم أهالي بلدة قرطبا وقفة احتجاجية أمام مستشفى قرطبا الحكومي تحت شعار “مياهنا مش للبيع”، “لرفع الصوت عاليا ضد سوء الإدارة والإهمال والعشوائية في تنفيذ المشاريع المائية، فإن البئرين اللتين يتم حفرهما قبالة مستشفى قرطبا الحكومي وقرب دير مار سركيس وباخوس ستغذيان بلدات أخرى تقع في المنطقة الشمالية للقضاء، بينما يعاني أبناء البلدة من شح المياه وصعوبة تأمينها من مصادر اخرى”.
شارك في هذا التحرك رئيس النادي الثقافي الإجتماعي الرياضي في قرطبا جورج كرم، كاهنا الرعية الأبوان شربل شليطا وربيع البعيني، وحشد من فاعليات البلدة السياسية الإجتماعية والمخاتير، وسط إجراءات نفذتها عناصر من فصيلة قرطبا في قوى الأمن الداخلي.
وأكد عضو المجلس البلدي في قرطبا المحامي سيمون كرم في بيان، أن “مصلحة قرطبا وأبنائها أولوية، وأن أمنها المائي أولوية، وأن توافر الخدمات الأساسية أولوية”، لافتا إلى أن “الصرخة اليوم هي لرفض بيع مياه قرطبا، بعدما تبين ان الدولة التي عجزت عن إعادة حقنا وحصتنا من مياه أفقا، جاءت اليوم لتأخذ مياهنا الجوفية وتبيعها إلى بلدات أخرى”.
أضاف: “الدولة التي سكتت عندما قطعت عنا مياه أفقا ظلما، منذ عشرين عاما، المياه التي نمتلك منها 1000 متر مكعب، رغم مطالبتنا المستمرة ورغم تعاقب الوزراء والنواب والمديرين العامين والمسؤولين تعمل اليوم على حفر بئرين: الأولى قبالة مستشفى قرطبا الحكومي والثانية قرب دير مار سركيس وباخوس وكلاهما تعودان بالمنفعة على بلدات تقع في المنطقة الشمالية للقضاء. مشكلتنا ليست مع تلك البلدات بل مع الجهات التي تمارس العشوائية في طرح المشاريع وتنفيذها، وتهمل دراسة الجدوى من تلك المشاريع ولا تكترث لآثارها الجانبية”.
وتابع: “تخيلوا أيها الأحباء أن بئرا يتم حفرها في نقطة ملاصقة للبئر الاساسية التي تغذي بلدتنا بالمياه، علما أنه لا تحترم المسافة المفروضة قانونا بين بئرين. ألا تخشون أن تسحب المياه من البحيرة التي نسحب منها مياهنا؟ ألا تخشون أن تستفحل أزمة شح المياه؟ لطالما قلنا أن بلدتنا لا تعاني من ندرة المياه بل من شحها، لأن المياه – وهي نعمة الخالق والطبيعة – متوافرة في جوف الأرض وعلى سطحها غير أن استجرارها بات أكثر صعوبة من أي وقت مضى بسبب انقطاع التيار الكهربائي وفقدان مادة المازوت. فهل محكوم على قرطبا ان تعيش في ظل أزمات متتالية؟”.
وقال: “البارحة تم التداول على وسائل التواصل الاجتماعي حول المرسوم 11939 من العام 2014 والذي قيل أنه يلحظ حفر آبار ضمن مشروع متكامل، إن هذا المرسوم لم يلحظ حفر آبار مياه كما قرار المجلس البلدي تاريخ 13 كانون الاول 2014 الذي أعطى الموافقة المبدئية على هذا المشروع”، وأكد أنه “من غير المنطقي أن يتم جر مياه قرطبا الى مناطق أخرى تحديدا في القسم الشمالي من القضاء، خصوصا أن هناك 3 مناطق في قرطبا لا تصلها المياه: جوار الرمل، برميرا وحصيا، ما يدل على أن “نظرية إنشاء هذا المشروع لمصلحة قرطبا سقطت كليا، حيث تبين أن هدف هذا المشروع هو التحضير اللوجستي لنقل مياهنا الجوفية إلى مناطق الشطب الشمالي”.
وعاهد شباب قرطبا أننا “كما نجحنا في تأمين ألفي ليتر من المازوت لتشغيل محطة الضخ منذ يومين وسنعمل على تأمين كميات إضافية تباعا، سننجح في مواجهة استغلال مياهنا وفي منع الاتجار بها من دون حق”، مؤكدا أننا “بالوحدة والتضامن سننجح معا في وقف هذا المشروع”،
وختم كرم بيانه مشددا على أن “قرارنا واضح وصريح، مصلحة قرطبا وأبنائها فوق كل اعتبار ومياه قرطبا تبقى في قرطبا وهي ليست للبيع”.