اللواء عثمان: المبادرة الفرنسية هي الفرصة الأخيرة للإنقاذ
شدد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان على أن “المبادرة الفرنسية هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان”، مشيرا في المقابل إلى أنها “ليست شيكا على بياض، بل المطلوب من السياسيين تقديم مصلحة البلاد على أي اعتبار آخر”، منبها إلى أن “الأولوية اليوم للإصلاحات”.
وفي كلمته في مجلة “الأمن” الصادرة عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، تساءل عثمان: “عما إذا كنّا بدأنا بالخروج من النفق الأسود الذي دخلنا فيه منذ نحو عام وشهدنا خلاله ما لا يتخيله عقل”.
وسأل: “هل بدأنا بالخروج من النفق الأسود الذي دخلنا فيه منذ نحو عام، وشهدنا خلاله ما لا يتخيَّله عقل من أزمات صحيَّة وماليَّة واقتصاديَّة ومعيشيَّة وسياسيَّة، انعكست على حياة المواطنين سلبًا، وتسبَّبت بتوتُّرات على أكثر من صعيد، وإذا ما استمرَّت ستؤدِّي ربما إلى مزيد من حالات فوضى نحن في غنى عنها؟”.
وأشار إلى أن “ثمة بقعة ضوء تكبر يومًا بعد يوم، وتكاد تنير المشهد من جديد، فنلمح جهدًا حقيقيًّا لإعادة الأرضيَّة الأساس لكلِّ عمليَّة إنقاذيَّة عاجلة للوطن الجريح”، لافتاً الى أن “الأرضيَّة السياسيَّة التوافقيَّة التي تبدأ منها كلُّ العلاجات المطلوبة في الاقتصاد والاجتماع”.
واعتبر أن “بقعة الضوء هذه توافرت فقط بفضل المبادرة الإنقاذيَّة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تقدَّم حين ظنَّ الجميع أنَّ لبنان فقد جميع أصدقائه في العالم، وتُرك ليواجه وحيدًا مصيرًا مشؤومًا، فمدَّ يده للمساعدة ما أعاد الأمل في إمكان وقف الانهيار غير المسبوق”.
ولفت عثمان إلى أن “المبادرة بما تتضمَّنه من بنود، ليست شيكًا على بياض، إذ تتطلَّب من السياسيين أولًا تقديم مصلحة البلد وأبنائه على أيِّ مصلحة أخرى، والشروع فورًا في إصلاحات تأخَّرت طويلًا، وما عاد ممكنًا تأجيلها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل غرق السفينة نهائيا”، مشددًا على أن “ليس خافيًا أنَّ هذه المبادرة جاءت وسط انقسامٍ سياسيٍ داخليٍّ حادٍّ، وفي ظلِّ عزلة خارجيَّة يعيشها لبنان، وهي تاليا ربما الفرصة الأخيرة للإنقاذ الذي يتطلَّع إليه اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم ويراهنون على استعادة بيئة وطنيَّة نظيفة ينمو فيها مجدَّدًا التفاؤل بالوطن ومستقبله”.
وأضاف: “إنها فرصة حقيقيَّة لا يمكن إضاعتها لأيِّ سبب كان لأنها الفرصة الأخيرة، والمسؤوليَّة تقع أولًا على القوى السياسيَّة المطالَبة بأن تكون على قدر المرحلة التاريخيَّة الخطيرة، فلا ترسِّخ سمعة لبنان على أنه بلد الفرص الضائعة”، معتبرا أن “الإختلاف واردٌ بين البشر ويجب ألا يصلَ إلى الخلاف، فإذا كان لأحدٍ وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر أخرى حتّى ولو وصلت إلى مبادئ أساسية فعليه أن يعرض عنها. فالتسامح هو الأساس والوطن هو الإنتماء والدين هو السلام والمحبة فالله دعانا إلى ذلك، في آية “فأَعْرِضْ عَنْهُمْ حتّى يَخُوضوا فِي حَديثٍ غَيرِهِ”.
وحض القوى السياسيَّة على أن “تدرك حقيقة أن اللبنانيين، وبعد كل ما عايشوه، باتت لهم أولويَّات راسخة لا تتوافق بالضرورة مع رؤى هذه القوى فالأولوية للإصلاح على كل الصعد كافة ليستعيد الجميع ثقتهم بالوطن”.