لبنانُ الرسالةِ… ممنوعُ اللبن!

كتبت إلهام سعيد فريحة في “الأنوار” :

هذهِ المرةُ ، اسمحْ لنا معالي وزيرِ الشؤونِ الاجتماعيةِ هيكتور حجار مع ناسِنا من قرائنا،

أن نعلِّقَ معكم  مئةً بالمئةِ على كلامٍ بنصائحَ هامةٍ ، المفعمةِ بالصحةِ اولاً واخيراً،

ومَن ثمَ الاصرارُ على الزرعِ وعلى الحصادِ بمفهومِ التربةِ الخيِّرةِ، التي ينبتُ فيها القمحُ والعدسُ والحمصُ والفاصوليا على انواعها، والبامية والباذنجان، ناهيكَ عن صلابةِ البطاطا والقلقاس،

إذ بمفهومِ معاليكم، ومعكمْ  كلُّ الحقِّ والحقيقةِ ،

أنهم “يَسدُّونَ” الجوعَ… وينزلونَ كجبلةِ الاسمنتِ على المعدةِ الفارغةِ خاصةً ليلاً  للاطفالِ ومَن هُم  دونَ عمر 18 سنةً .

وتبقى المعدةُ متخمةً الى يومينِ او اكثرَ، وهذا المطلوبُ!.

لكنْ هل يا ترى يَسدُّونَ جوعَ الفسادِ؟

***

اما اللبنُ فهو سائلٌ سريعُ الهضمِ ولا يُشبعُ شريحةً كبيرةً من الناسِ، بل تماماً  كأنهم يأكلونَ “غزلَ البناتِ”.

“أخفُّ دمٍ” وزيرٌ مرَّ على الجمهوريةِ اللبنانيةِ قاطبةً،

 في وقتٍ  نعاني ، في زمننا ، البؤسَ واليأسَ والجوعَ،

ومعاليهِ  الوحيدُ،الذي يبدو فهيماً ومتفهماً  بكيفيةِ الصمودِ في زمنِ الجوعِ والذلِّ الرديءِ.

رسالةُ لبنانَ كما ذكرَ معاليهِ،

 لا تستمرُ الاَّ بإشباعِ البطونِ الجائعةِ  بما هو “جامدٌ ” وليسَ مائعاً.

اما خفيفُ الدسمِ Light  لا يُربي اجيالاً  صامدةً مثلَ ما فعلَ اجدادنا واهلنا،

الى أن اوصلتنا  السلطةُ الفاسدةُ منذُ 25 عاماً الى مُفلسينَ مقهورينَ يائسينَ وبائسين.

صاحبَ المعالي ، إذا وضعنا ” قفشاتكمْ” جانباً وتكلمنا جَدَّاً، فإننا نسألكمْ :

ماذا نفعلُ بمعاملِ الالبانِ ؟

 هل نطلبُ من اصحابها أن يقفلوها ؟

هل نرمي أنتاجها ونستعيضُ عنه ” بكاملِ الدَّسمِ ” ؟

هل نعودُ إلى ” اليخنةِ “و” الهريسةِ” لأنها من المأكولاتِ ” للي بتقيت على القلب”؟

قديماً قيل ” اللي كاويه الحليب بينفِّخ عاللبن ” ، معكَ حقٌّ يا معالي الوزير ” اللي كاويه اللبن ( بفضلِكَ ) على شو بينفِّخْ ؟

***

لنُغيرَ النغمةَ وندخلَ في امورٍ ليسَ لنا فيها سوى اللهفةِ وشدِّ الأزْرِ مع القضاءِ الحرِّ المستقلِ النزيهِ لنرى ماذا  سيجري في استجوابِ قائدِ الجيشِ السابقِ العماد جان قهوجي ، في 20 أيلول الجاري،

ومجدداً استنابةٌ  ثانيةٌ  الى رئيسِ الحكومةِ المستقيلةِ حسان دياب، الذي غادرَ الى الولاياتِ المتحدةِ الاميركيةِ لفترةِ 4 اسابيع  لزيارةِ ولديهِ، قبلَ استلامِ الاستنابةِ ،حيثُ يَدرسانِ الطبَ في ارقى الجامعاتِ ،

ويذكر ان عقيلتهُ المصونَ كانت توَّدُ ان يعملَ اولادُ اللبنانيينَ على محطاتِ البنزين  او Waiters  في المطاعم .

كلامُ الأسى لا يُنسى.

وبحسبِ مصادرَ مطَّلعةٍ، من المفروضِ ان يبرِّرَ دياب  تغيُّبَهُ او يقدمَ مذكرةً يطلبُ فيها تأجيلَ جلسةِ الاستجوابِ لدواعي السفرِ، وعلى ضوءِ ذلك، فأن المحققَ العدلي طارق البيطار سيتخذُ الاجراءاتِ القانونيةَ المناسبةَ.

ولفتَ المصدرُ الى ان الخياراتِ مفتوحةٌ امامَ المحققُ العدلي، بينها تسطيرُ بلاغِ بحثٍ وتحرٍّ بحقهِ،

 وربما يذهبُ الى حدِّ اصدارِ مذكرةِ توقيفٍ  غيابيةٍ،

امَّا في حالِ حضورِ محامٍ عن دياب، وتقديمِ طلبٍ بتأجيلِ موعدِ الاستجوابِ والتعهُّدِ خطياً بحضورهِ،

عندها  قد تُعلَّقُ حينئذٍ  كلُّ هذهِ الاجراءاتِ.

مواضيع ذات صلة :

تناثر منظومة النيترات وأخواتها أم اندثار الوطن؟

البيطار يعود الى تحقيقات المرفأ

تعيين قاضٍ رديف للبيطار… “قرار لتبرئة السياسيين”