خليج جونية على موعد مع ليلة لا تُنسى… السياحة في لبنان لا تموت!
كتبت رانيا زياده أشقر في “السياسة”:
من تحت الدمار وعلى الرغم من الانهيار المرعب الذي يواجهه لبنان، تلمع مبادرات فردية توحي أنّ فرصة العيش ما زالت ممكنة وإرادة الحياة أقوى.
لا ينكر أحدّ أنّ عددًا كبيرًا من المطاعم قرر إقفال أبوابه بعدما لم يصمد أكثر، إلّا أنّ ما فعله كلّ من جهاد وجو أشقر يستحق التأمل.
هذان الرجلان تحديا سياسة الدمار بنزوات الحياة وتفاصيلها “الحُلوة”. ومن هنا، وُلد مطعم “Amarilla” في رحم خليج جونية، خالقًا أجواء تُذكر بما كان عليه لبنان قبل هذا الانهيار المُرعب.
“Amarilla”، شكّل فرصة لإعادة إنعاش منطقة كسروان بعدما استُبعدت لسنوات عن خريطة الإصلاحات والإنماء.
قد يرى البعض أنّ خطوة كهذه في الظروف الصعبة تُعدّ ضربًا من الجنون. إلّا أنّ من يعرف أنّ الأخوين أشقر كانا أول من تجرأ على افتتاح ملهى الـ “CASSINO” قبل 21 سنة من اليوم، حين كانت السوديكو خطّ تماس لن يستغرب.
الرجلان يؤمنان بلبنان إلى الحدّ الذي دفعهما لإعادة إحياء الجميّزة عبر مطعم Sépia ومنطقة انطلياس البحريّة التّي كانت عبارة عن “بورة” عبر بوابة “Amarilla”.
المشهد في خليج جونية وبعد أسبوعين فقط على افتتاح Amarilla beach experience أكثر من رائع.
ويستقطب هذا المكان المميّز المئات يوميًّا، ما يُظهر إصرار اللّبنانيين على العيش على الرغم من الصعوبات. كما يعكس تضامن المغتربين واهتمام السوّاح ببلاد الأرز.
لكن ما ينتظر جونية وتحديدًا هذا المطعم اليوم هو الأهم!
ومن المتوقّع أن يزوره غدًا أكثر من ألف شخص من محبّي السهر الذين سيلتقون Dj Rodge. والأكيد أنّ صورة الغد ستُثبت للعالم أنّ لبنان لا يموت على الرغم من كلّ محاولات القضاء عليه.
وهذا المطعم الجديد من شأنه لا فقط تغيير المشهد بل تغيير واقع حي “المعاملتين” الذي عُرف بالدعارة والرخص والتهميش. ما يعني إمكانية تحويل هذه المنطقة إلى أخرى مصنّفة ضمن أجمل الأماكن السياحية في العالم.
هذا الخبر الإيجابي الذي خرق سوداوية المشهد الإخباري والاقتصادي والسياسي القائم، لم يكن بحاجة لتضامن خارجي بل فقط لانتماء وطني.
مبروك!