لن يتعافى الوطنُ بتعدادِ المقاتلين…!!

لبنان 21 تشرين الأول, 2021

كتبت إلهام سعيد فريحة في “الأنوار” :

هذا القلمُ بالذاتِ، وللأسفِ امضى شبابهُ وعمرهُ بخوضِ الحروبِ والمعاركِ العبثيةِ في الوطنِ الأمِ لبنان.

نتكلمُ عن معرفةٍ وخبرةٍ وحسرةٍ ولوعة، ما من حربٍ مرَّتْ ولو كانَ هدفها إخراجُ الطارئينَ، ومن ثمَ حربُ التحريرِ وحربُ الالغاءِ، وحروبُ الآخرينَ على ارضنا، وطرحُ فكرةِ تقسيمِ الوطنِ، التي كانَ نتاجها 100 الفِ قتيلٍ وتهجيرٍ وتشريدٍ وجرحى، دون جدوى وصولاً الى اتفاقِ الطائفِ غيرِ المطبَّقِ،

جميعها كوى لهيبها الوطنَ وهجَّرَ اكثرَ ما هجَّرَ من كلِّ الطوائفِ خاصةً المسيحيةَ منها الى ديارِ اللهِ الواسعةِ.

*

نكتبُ اليومَ بألمٍ ما الذي نعيشهُ نحنُ الشعبُ المسالمُ الذي يريدُ لبنانَ كما عشناهُ وكما عشقناهُ ، وكثيرونَ مِمنْ تغنوا به ، وطنَ الفرحِ والثقافةِ والرقيِّ والانفتاحِ وحبِّ الحياةِ .

اليومَ عدنا الى لغةِ تعدادِ المقاتلينَ،وما ينفعُ المقاتلُ الاَّ لخوضِ المعاركِ؟

نحنُ الشعبُ الصامدُ نقولها ونكرِّرها :

لا نريدُ حروبا، نريدُ وطناً نستطيعُ ان نبقى ونموتَ فيهِ،

ولا نُهاجرَ منهُ، وما من سببٍ اقوى للهجرةِ من إنفجارِ العصرِ في 4 آب ؟

هاجرَ كثيرونَ من الأهلِ والاقاربِ لتحصيلِ العلمِ لاولادهم، من منطقةِ الاشرفية حيثُ معظمهم من الطائفةِ المسيحيةِ الكريمةِ التي انتمي اليها ،

كفانا سماعَ ازيزِ الرصاصِ ودويِّ القذائفِ، وقتلى وجرحى، وموتٌ وتهديدٌ ووعيدٌ، أليسَ عندنا ثقافةٌ سوى ذلك؟

اينَ السياحةُ والسوَّاحُ، من اقاصي العالمِ، وعلامَ يأتونَ الينا للرعبِ والترهيبِ؟

وكانوا اساساً هم المدخولُ الاساسيُّ لخزينةِ الدولةِ التي إنهارت لسببينِ:

الاولُ: الفسادُ المستشري الذي لا ثاني لهُ في دولِ العالمِ بأسرهِ.

والثاني: الحروبُ التي قرَّرَ فريقٌ اساسيٌّ وربما الاقوى تعداداً بالبلدِ، خوضها لاسبابٍ استراتيجيةٍ نجهلها .

*

اليومَ، نعودُ للكتابةِ عن محطةٍ لا احدَ يحبها او يريدها،

سئمنا وملَلْنا وكلَلْنا،

لأننا نعلمُ وندركُ واخذنا عبراً سابقةً، عندَ إستشراسِ الطائفيةِ العمياءِ فيما بيننا،

سيصبحُ كلُّ مواطنٍ من ايِّ مدينةٍ او قريةٍ او ضيعةٍ مقاتلاً شرساً لطائفتهِ.

*

العقلُ والتعقُّلُ بالحدِّ الادنى، للحفاظِ على كرامةِ دمِ الضحايا الابرياءِ والشهداء .

من تلكَ النقطةِ يبدأُ تعافي الوطنِ، وهذا يتطلبُ الكثيرَ من الرحمةِ والحكمةِ والتسامحِ وبعدِ النظرِ،

كي لا ندخلَ في جحيمٍ لا نعرفُ كيفَ الخروجُ منهُ، خاصةً وأن الجوعَ والعوَزَ والفقرَ تلفوا كلَّ الناسِ، من كلِّ الطوائفِ .

فهل هناكَ حقاً مَن يريدُ ان يتعافى لبنانُنا؟

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us