ميقاتي يستنجد بالدعم الخارجي ويسعى إلى جلسة حكومية
جاء في “الأنباء الكويتية“:
العجز اللبناني عن احتواء أزمة العلاقات المتفجرة مع أشقائه في الخليج، بدا ظاهرا للعيان، في المناشدة الثانية التي وجهها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى وزير الأزمة جورج قرداحي، يحثه فيها على الاستقالة، كسرا للشر الذي تسببت فيه مواقفه، وبالرفض الذي عبر عنه ميقاتي، بالقول: «ان مناشدته لم تترجم واقعيا..»، هذه الواقعة دلت على ان منطق المؤسسات في لبنان سقط في الهاوية، وان الحكومة اللبنانية باتت حكومة بحكومات كثيرة. والدليل عجزها عن الاجتماع قبل قبع (اقتلاع) المحقق العدلي طارق بيطار من ملف التحقيق بتفجير المرفأ، بحسب شروط حزب الله.
وأمام هذا الصدود، وزير لا يستقيل، ولا قدرة لرئيس الحكومة على إقالته، ومجلس وزراء لا يجتمع، ووضع اقتصادي مريع، وعلاقات لبنانية – عربية في الحضيض.
هذا، ودعت وزارة خارجية البحرين جميع مواطنيها الموجودين في لبنان إلى «ضرورة المغادرة فورا، نظرا لتوتر الأوضاع هناك، مما يوجب أخذ الحيطة والحذر».
وأكدت الوزارة البحرينية على ما صدر عنها من بيانات سابقة بعدم السفر نهائيا إلى الجمهورية اللبنانية، وذلك «منعا لتعرض المواطنين البحرينيين لأي مخاطر، وحرصا على سلامتهم».
وكانت وزارة الخارجية الإماراتية طلبت من مواطنيها مغادرة لبنان في أقرب وقت ممكن.
هذا الوضع المزري، حاول الرئيس ميقاتي إيجاد المخرج منه، عبر لقاءاته الكثيفة والخاطفة، مع رؤساء الدول في مؤتمر المناخ بغلاسكو، وبمساعدة من أصدقائه الفرنسيين، الذين التقى مطولا برئيسهم ايمانويل ماكرون، وكل ما حصل عليه، على المستوى السياسي خصوصا، متابعة الدعم لحكومته التي يجب ألا تستقيل مهما كانت الظروف، لأن الأميركي لا يريدها ان تستقيل، حتى لا تضيع الانتخابات النيابية، فيما يدعوه الفرنسي للصمود، من دون ان يتكبد مشقة التواصل مع حزب الله، الذي غطى ماكرون مشاركته الحكومية. فقد التقى ميقاتي وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن في غلاسكو، حيث جدد بلينكن «دعم استمرار جهود الحكومة في إعادة الاستقرار وتحقيق التعافي الاقتصادي والمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي وصولا الى تنظيم الانتخابات النيابية».
كما أكد «مواصلة دعم الجيش والقطاعات التربوية والصحية والبيئية». ونقل الأهمية والعاطفة الخاصة التي يكنها الرئيس جو بايدن للبنان ولاستقراره وتعافيه، تمهيدا لنهوضه من جديد».
كذلك تحادث الرئيس ميقاتي مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بشأن العلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة المتحدة والدور البريطاني في دعم لبنان، لاسيما في عملية النهوض الاقتصادي. ولفت قيام ميقاتي بجولة في الأجنحة المرافقة للمؤتمر، وقد خص الجناح السعودي بلفتة خاصة استقبله خلالها سفير السعودية في بريطانيا الأمير خالد بن بندر، حيث أثنى الرئيس ميقاتي على خطة السعودية الخضراء و«مبادرة الشرق الأوسط الأخضر». كذلك زار الرئيس ميقاتي جناح دولة الإمارات العربية المتحدة.
المصادر المتابعة، تحدثت لـ «الأنباء» عن محاولة جديدة لعقد جلسة الحكومة، فور عودة ميقاتي من اسكتلندا، يصدر عنها اعتذار رسمي كبير للسعودية والإمارات عما صدر عن الوزير قرداحي، وعلى اعتبار ان أزمة العلاقات القائمة مع الاخوة في الخليج، تجاوزت وزير الإعلام قرداحي لتطول الوضع اللبناني برمته.
وطبقا للمصادر عينها، فإن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وافقا على هذا المخرج، وبقيت موافقة حزب الله ورئيس المردة الزغرتاوي سليمان فرنجية، على عقد الجلسة التي يمانع بها الحزب، ويرفض المردة إقالة قرداحي.
وفي حال فشلت هذه المحاولة أيضا، فسيكون الرئيس ميقاتي مطالبا بالاستقالة، من جانب رؤساء الحكومة السابقين، الذين رشحوه لرئاسة الحكومة، وقد بات بعضهم يجاهر، بالاستعداد لسحب الثقة من ميقاتي، وضمن إطار موقف إسلامي جامع.
وكان اللافت أمس، صدور تعليق سياسي لأستاذ الدراسات الإسلامية د.رضوان السيد، الذي يعكس وجهة نظر رؤساء الحكومة السابقين عادة، في موقع «أساس» الذي ينشره النائب نهاد المشنوق، تحت عنوان: «ميقاتي استقل.. وأوقف التذلل لفرنسا وحزب الله». ولفت السيد الى انه منذ العام 2009، ليس هناك من رئيس حكومة حقيقي في لبنان وللبنان، بل ما جرؤ أحد منهم، ان يستقيل أو يقال، على الاحتجاج حيال الخراب النازل بالبلد من جانب الثنائي المسلح. وتوجه السيد إلى ميقاتي الذي افترسه الحزب المسلح هذه المرة، دون مشاركة ظاهرة من عون، قائلا: «عليك يا ميقاتي ان تستقيل اليوم قبل الغد، وانت مدين بذلك للبنانيين والعرب، فأنصار الحزب المسلح يصرحون بأنهم يريدون تغيير هوية بلادنا وانتماءاتها وهم ذاهبون الى إدخال لبنان بالنزاعات المسلحة، كما فعلوا دائما».
وتصب في هذه الخانة، مواقف القوات اللبنانية والكتائب ومختلف الفعاليات المسيحية المتحررة من التزامات التيار الحر. وهنا تقول إذاعة «صوت لبنان» الكتائبية في هذا السياق، ان وزير الخارجية في حكومة ميقاتي عبدالله بوحبيب طرح العودة إلى الحوار تفريجا لهذه الأزمة، لكنه لم يحدد متى وأين؟ وسألت ساخرة: هل الحوار قبل تناول حبة الكبتاغون ام بعدها؟ هل قبل إطلاق المسيرة ام بعدها؟ وهل يكون الحوار في مطار «أبها» تحت أنظار «الدرون» الإيرانية الصنع، الحوثية التشغيل؟ أم مع جماعة ألوية «أشتر» في البحرين؟.