دولة تخشى انفجار لبنان.. ماذا عن أمن الحريري؟
جاء في “المركزية”:
وسط اشتداد الخناق الدولي على لبنان وفشل مسؤوليه في تحريره من النفوذ الإيراني وضمان حياده وبالتالي مصالحه، كانت زيارة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى موسكو الأسبوع الماضي فرصة ليكون طلب مساعدة روسيا للبنان أحد الملفات المطروحة على طاولة النقاش.
وفي الإطار أعلن بو حبيب عقب لقاءاته في موسكو أن “لا يوجد بلد واحد يستطيع أن يساعد ليخرج لبنان من كل مشاكله، لكن الدول مجتمعة في امكانها مساعدته، ولدى روسيا نفوذ وأصدقاء وحلفاء في المنطقة، وحوارات مع العديد من زعمائها، لذلك طلبنا منهم ووعدونا أن يساعدوا في هذه المهمة لكي تخفف الدول ضغطها على لبنان، لأنه لا يستطيع أن يعيش تحت وطأة هذا الضغط القوي. لو كان وضعنا الاقتصادي أفضل لكانت حالتنا السياسية أفضل، لكن لا الاقتصادي ولا السياسي جيد ولا حتّى الاجتماعي، لذلك نحن بحاجة إلى وقف الضغط عنّا كي نعرف كيف نعمل ونخرج من هذه الأزمة التي نغرق فيها”.
مصادر دبلوماسية مطّلعة على الموقف الروسي تكشف لـ”المركزية” أن بعد طلب بو حبيب مساعدة بلاده والتدخل على خطّ التهدئة، ستتخذ الخطوة الروسية شكل الحديث مع الإيرانيين والخليجيين بالتوازي. وبدأت موسكو بالفعل فتح قنوات الاتّصالات. فمن المقرر أن يزور وفد روسي طهران قريباً لإبلاغها بوجهة نظر بلاده المعارضة لفكرة أن يكون لبنان ساحة للتصعيد ومنصّة للهجوم على دول الخليج مع ضرورة إبعاده عن الصراع الإقليمي لأن وضعه الاقتصادي لا يتحمّل، فإذا بقيت الأمور على حالها يتخوّف الروس من إنفجار في بيروت يؤدي إلى تغيير المعادلات في المنطقة ويؤثّر عليها كلّها، لا سيّما إذا نشبت حرب طائفية. وفي الوقت نفسه، تواصلت روسيا مع الخليج لنقل رسالتها إلى العرب بأن لا يمكنهم ترك لبنان، بحيث يكون الفراغ فيه فرصة أمام الدول الأخرى لملئه، على غرار ما حصل في سوريا. لروسيا دورها ووزنها في التواصل مع مختلف الأطراف، على أن تتبين النتائج في المرحلة المقبلة، تؤكّد المصادر.
أما عن ملف النازحين السوريين وإمكان أن يكون الروس اقترحوا على لبنان تنظيمه، توضح المصادر أن الروس يفكّرون منذ زمن في عقد مؤتمر للنازحين ويبحثون عن دولة لاستضافته، وكانوا منذ فترة عرضوا على بيروت استضافته إلا أنها أبلغتهم بعدم قدرتها على تحمّل مصاريفه الكبيرة في الظروف الراهنة، لذلك صرف النظر عن الموضوع. وبعد عدم نجاح المؤتمر الأخير الذي نظّمته موسكو في الشام، تحضّر لآخر لكن لم يقرّر لا المكان ولا الزّمان بعد، خصوصاً أنها تريد أن يكون الحضور أمميا ووازنا بعد فشل التجربة الأولى.
على خطّ آخر، وفي ما خصّ تسريب معلومات عن توجيه روسيا رسالة إلى رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري تحثّه فيها على البقاء في الخارج لأسباب أمنية، تلفت المصادر نفسها إلى أن الحذر على وضع الحريري الأمني دائم. وليس فقط من قبل روسيا بل من قبل العديد من الدول الأخرى التي تنبّهه باستمرار في هذا السياق.
مواضيع ذات صلة :
17 عامًا بعد اغتيال رفيق الحريري: حشود أمام الضريح… ورسالة سعد الحريري صامتة! | هل من مستقبل لشيعة “المستقبل”؟ | خشية من العزوف والمقاطعة |