الصراع الأوكراني – الروسي.. الدول العربية في منتصف الأزمة!
المصدر: mondafrique
سيكون للحرب الروسية ضد أوكرانيا عواقب ليس فقط على أوروبا، وإنّما أيضًا على الدول العربية في الشرق الأوسط والمغرب العربي.
وستضرب الأزمة الدول المستوردة للقمح، والدول التي تدخل في مدار الأسلحة الروسية والأوكرانية، وكذلك الدول التي تستضيف قواعد عسكرية روسية، فهذه الدولة تحت خطر التحوّل إلى رهينة في خضم التوترات المتزايدة.
من ناحية ثانية، قد تستفيد دول الخليج من ارتفاع أسعار الطاقة والاستفادة من الحصة التي تحتلها في أوروبا.
القواعد العسكرية
سوريا وليبيا، هما من بين أكثر الدول تضرراً من الصراع في أوكرانيا.
في سوريا، التي حذا رئيس النظام فيها بشار الأسد، حذو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، هناك قاعدتان عسكريتان روسيتان [قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية]، ويمكن استخدامهما في الحرب ضد أوكرانيا.
وفي ليبيا، حيث تمتلك روسيا أيضًا قاعدتين عسكريتين [في الجفرة وسرت]، قد تساهم الحرب الجارية في إعادة المشير خليفة حفتر إلى الواجهة، بعدما تدهورت علاقاته مع الأمريكيين والأوروبيين بشكل ملحوظ.
كذلك قد تضغط موسكو على أوروبا من خلال إطلاق موجة جديدة من الهجرة من ليبيا، وفقًا للمحللة السياسية الإيطالية سينزيا بيانكي، التي تحدثت على DW.
الاعتماد على القمح
استبعاد روسيا عن نظام “سويفت” المصرفي من شأنه أن يؤثر على عدد من الدول العربية التي وقعت اتفاقيات مع موسكو، سواء لشراء أسلحة وقطع غيار عسكرية أو لمشاريع أخرى، مثل إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية في مصر.
وقد يؤثر هذا أيضًا على الصادرات إلى روسيا، ويمكن أن يؤدي وقف تدفق السياح من روسيا إلى مصر وتونس.
إلى ذلك فإنّ ربع صادرات القمح العالمية تأتي من روسيا وأوكرانيا، ما يعني أنّ أيّ اضطراب في هذين البلدين سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وهذا ما نشهده بالفعل.
ووفق تقرير صادر عن معهد الشرق الأوسط، تصدّر أوكرانيا 95٪ من قمحها عبر البحر الأسود. وفي العام 2020، ذهب نصف صادراتها إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وهكذا، فإنّ ما يقارب الـ40٪ من القمح الذي يستورده لبنان وليبيا يأتي من روسيا أو أوكرانيا، أما اليمن فتستورد 20% من هذين البلدين، ومصر تستورد ما نسبته 80%.
وهذا يعني أنّه سيكون للأزمة عواقب وخيمة على الأمن الغذائي لهذه البلدان، علماً أنّ الأمن الغذائي في الشرق الأوسط بات مهدداً منذ الثورات العربية، والأزمة الصحية بعدها.
بالنسبة للمستشار السابق لوزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية الدكتور نادر نور الدين، فإنّ على الدول العربية أن تتعلم أخيراً الاعتماد على تنويع مشترياتها، والضمان بأنّها ستؤمن احتياجاتها في مختلف الظروف، وذلك وفق ما قال لقناة “CNN” الأمريكية.
مصادر النفط والغاز
في المقابل ستستفيد الدول المصدرة للنفط من ارتفاع سعر البرميل الذي تجاوز بالفعل عتبة المائة دولار، على ما يؤكد المحلل السياسي المقيم في واشنطن عاطف عبد الجواد، مضيفاً: “وكانت مصر قد زادت بالفعل شحناتها من الغاز إلى أوروبا، ونحن نعلم أن الجزائر يمكن أن تزيد من طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي بمقدار 7 مليارات متر مكعب إضافية مخصصة للاتحاد الأوروبي. لكن قبل كل شيء، ستستفيد دول الخليج، ولا سيما قطر لكونها ثاني أكبر منتج للغاز بعد الولايات المتحدة، وذلك بحسب تقرير صادر عن معهد الشرق الأوسط بواشنطن”.
واعتبر عبد الجواد أنّ “زيادة قطر إنتاجها من الغاز الطبيعي لصالح أوروبا لن يسمح لها فقط باستعادة صورتها في أعين الغرب، ولكن ربما أيضًا بالحصول على توقيع اتفاقيات طويلة الأمد”.
ولفت عبد الجواد إلى أنّ “الصراع الروسي – الأوكراني يشكل أيضًا معضلة لدول الخليج، ويجبرها على تحقيق توازن ذكي بين موسكو والغرب. فهذه الدول كانت قد عززت علاقاتها مع روسيا مؤخرًا، وقرر بعضها شراء أسلحة روسية. وهم أيضاً ما زالوا بحاجة إلى الدول الغربية لضمان أمنهم”.
في نظر الصحفي السعودي عادل الحميدان، ليس من المؤكد أنّ دول الخليج ستتبنى موقف الغرب وتعارض روسيا: “هناك أزمة ثقة تجاه واشنطن ما زالت موجودة منذ عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما”.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد عاطف عبد الجواد أنّ “منظمة أوبك +، التي تضم أعضاء أوبك وعشر دول أخرى منتجة للنفط، بما في ذلك روسيا، ستتأثر باستبعاد روسيا من نظام سويفت حتى وإن عوضت الصين انخفاض الصادرات الروسية”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تعميم لوزير الداخلية: ممنوع إقامة أو توسعة مخيمات النازحين | راجي السعد لبيار الجميل: حلمنا سيتحقق ولو بعد حين | إسرائيل تُصعّد: 12 غارة تستهدف الضاحية الجنوبية منذ مغادرة هوكشتاين |