زياد الحواط لـ “هنا لبنان”: معركتنا الحقيقية استرداد لبنان من “الحزب” والمحور الإيراني
كتبت نور الهدى بحلق لـ”هنا لبنان”:
تثير الأزمة الدبلوماسية التي وصلت إلى ذروتها بين لبنان والسعودية، بعد تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي وانتقاده لحرب اليمن ووصفها بالعبثية، العديد من المخاوف لجهة تفاقم الوضع الاقتصادي في لبنان مع اتخاذ أكثر من دولة خليجية، وفي مقدمتها السعودية، قراراً بوقف الواردات اللبنانية.
وتعدّ العلاقة بين لبنان والسعودية تاريخية، فالمملكة لطالما كانت “السند” للدولة اللبنانية، وكانت لها اليد الطولى في تخطّي العديد من الأزمات، كما في إعادة الإعمار في أكثر من محطة بدءاً من الحرب الأهلية ووصولاً لحرب تموز.
فهل وصلت هذه العلاقة التي تعرف بـ”الأخوة”، إلى حائط مسدود؟ وهل اتخذت الدولة اللبنانية المواقف اللازمة لحلّ الأزمة؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحها موقع “هنا لبنان”، على عضو كتلة الجمهورية القوية النائب زياد الحواط.
حوّاط الذي بدأ حديثه في انتقاد تصريحات قرداحي، معتبراً أنّها “لزوم ما لا يلزم”، اعتبر في المقابل أنّ “المطلوب من الوزير قرداحي أن يكون قراره وأداؤه وتصرفاته بحجم الوضع الاقتصادي وبحجم تردي العلاقات اللبنانية – العربية، واللبنانية – الخليجية، نحن اليوم في حالة اقتصادية ومالية ونقدية حرجة جداً. القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية لا تستطيع التحمل والصمود أكثر من ذلك في هذا الوضع المزري، والذي يبحث به بعض السياسييين عن المراكز”.
وشدّد حواط على أنّه ليس من المقبول بتاتاً “تدمير العلاقات العربية – اللبنانية وهدم الإقتصاد اللبناني لإرضاء المحور الذي جلب للبنانيين الفقر والدم”.
وعند سؤاله حول استقالة قرداحي، وإن كانت هي الحل، قال حوّاط: “استقالة قرداحي لن تكون سوى باباً لإعادة إحياء العلاقة بين الطرفين، من غير المسموح إهانة الخليج العربي الذي يعتبر شرياناً أساسياً وحيوياً، علاوة على ذلك لا يسمح بإهانة أيّ دولة عربية خاصّة وأنّ لبنان عضو مهم في جامعة الدول العربية”.
وفي تعليق على خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد، والذي هدد خلاله المملكة العربية السعودية واتهمها بأنّها تفتعل المشاكل في الداخل اللبناني لشن حرب أهلية، أوضح حوّاط أنّ “حزب الله ينفذ أجندة خارجية وأوامر إيرانية على الأراضي اللبنانية، وبالتالي كلام أمينه العام ليس جديداً ولم نتفاجأ به”، وتابع مبيناً أنّ “المعركة الحقيقية اليوم هي معركة استرداد لبنان من حزب الله ومن المحور الإيراني، هذه هي المواجهة التي علينا خوضها، وهي مواجهة بين الحزب وكلّ اللبنانيين الأحرار الذين يريدون العيش بكرامة في بلادهم”.
واختصر حوّاط الواقع اليوم بعبارة: “معركتنا ببساطة بين مشروع حزب الله التدميري وبين كرامة الإنسان”.
إلى ذلك لم يثمّن الحواط موقف رئاسة الجمهورية من الأزمة الدبلوماسية، إذ أنّ الحساب الرسمي لرئاسة الجمهورية اكتفى بتغريدة دعا فيها إلى أن “يكون التواصل بين بلاده والمملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج في المستوى الذي يطمح إليه لبنان”.
هذا الموقف دفع بنائب جبيل إلى اعتبار “رئيس الجمهورية غير موجود في السياسية الكبرى”، مضيفاً: “الرئيس سلّم كل الأوراق التفاوضية التي يملكها لـ “حزب الله” مقابل وصوله إلى رئاسة الجمهورية وتأمين المستقبل السياسي لجبران باسيل”.
وعن الموقف السعودي الأخير الذي أعلنه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ومضمونه أنّ المملكة توصلت إلى أن التعامل مع لبنان لم يعد مثمراً أو مفيداً، أشار الحواط إلى أنّ :”تردي العلاقات اللبنانية الخليجية وخاصة بين لبنان والمملكة العربية السعودية، جاء نتيجة تموضع لبنان في المواجهة بين المفاوضات السعودية – الإيرانية والمفاوضات الإيرانية – الأميريكية وبالتالي أصبح لبنان رهينة مشروع إيران في المنطقة”.
ورأى في السياق نفسه أنّ “الحكومة اللبنانية اليوم “مخطوفة” من قبل حزب الله والتيار الوطني الحر”، معتبراً أن “لا أمل بأن تحقق هذه الحكومة أيّ إنجازات لا على الصعيد السيادي ولا على الصعيد الإنمائي”.
وخلال سؤالنا عن موقف حزب القوات اللبنانية من الواقع السياسي ومن الأداء الحكومي، قال: “موقف القوات كان واضحاً منذ البداية، فحزب القوات لن يشارك في أيّ حكومة ما دام حزب الله يسيطر بسلاحه على البلاد وعلى القرارات والعلاقات الداخلية والخارجية”، مردفاً: “التيار الوطني الحر يحكم شكليّاً هذه البلاد، لهذا السبب لا أمل بقيامة لبنان، ولهذا السبب أيضاً نطالب بإجراء الإنتخابات النيابية بأسرع وقت ممكن”.
وفيما شدّد الحواط على المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق اللبنانيين في الانتخابات المقبلة، دعا اللبنانيين المغتربين والمنتشرين إلى الإسراع بالتسجيل في المنصة فـ”المسؤولية كبيرة وعليهم التسجيل للإنتخاب وتحديد مصير الوطن خاصّة في هذه الظروف الصعبة، فهم يشكلون جزءاً مهماً من الإقتصاد اللبناني”.
وختم حواط بالقول: “هذه الإنتخابات مصيرية للأجيال القادمة، والمغتربون اليوم هم الجناح اللبناني المحلّق في كل العالم، ومن حقهم تقرير مصير هذا البلد والمساهمة في إنتاج طبقة سياسية جديدة”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
جوزيف عطية لـ “هنا لبنان”: تلقيتُ عرضاً تمثيلياً يشبهني | الأمومة.. أعظم هبة خص الله بها النساء | زياد برجي لـ “هنا لبنان”: فيلم “ولا غلطة” هو بمثابة رسالة أنّ لبنان بخير |