بكتيريا تهدد صحة الأطفال ودعوات لاحتواء انتشارها
دعت الهيئات الصحية البريطانية إلى الحرص على كشف أعراض البكتيريا “العقدية ألف” أو Strep A في مرحلة مبكرة لزيادة فرص التعافي وتجنب تعرض الأطفال للمضاعفات الخطيرة، إثر وفاة عدد منهم في بريطانيا بسبب الإصابة، بعد تسجيل إصابات مكثّفة بالبكتيريا للمرة الأخيرة في العام 2018.
ويُسجّل ارتفاع يدعو الى القلق في فرنسا أيضاً في معدلات الإصابة بالبكتيريا “العقدية ألف” التي يمكن أن تسبب إصابة خفيفة، لكن قد تتطور أحياناً إلى عدوى خطيرة.
تسبب هذه البكتيريا التهاباً في الحنجرة مع ارتفاع في الحرارة يترافق مع طفرة جلدية في مواضع مختلفة في الجسم، وفق رئيس قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري بيار أبي حنا. هذه العدوى البكتيرية لا تترافق عادةً مع سيلان الأنف ولا مع السعال وهي من الأمور التي تميزها عن الإنفلونزا أو غيرها من الالتهابات الفيروسية المشابهة. اما العدوى فتحصل، تماماً كما بالنسبة إلى الفيروسات المنتشرة حالياً من خلال الاتصال المباشر.
قد يتمكن الطبيب أن يميز بين هذه العدوى البكتيرية والإصابة بفيروس كالإنفلونزا من خلال علامات معينة تظهر عند فحص الحنجرة مثلاً. لكن التشخيص لا يتأكد إلا عبر إجراء خزعة أو بفحص الـantigene ما يسمح بالتأكيد ما إذا كانت المشكلة في الإصابة بالبكتيريا “العقدية ألف”، خصوصاً أنه يصعب التمييز بين العدوى البكتيرية وتلك الفيروسية.
وتعتبر الإصابة بهذه البكتيريا شائعة بحسب أبي حنا، إلا ان ثمة أنواعاً عدة منها، فتختلف الأعراض والخطورة على هذا الأساس. على سبيل المثال، يسبب أحد أنواعها طفرة في الجسم إضافة إلى التهاب في البلعوم واحمراراً في اللسان وهو من الانواع المثيرة للقلق لاعتبار أنها تسبب أحياناً ردة فعل قوية فتؤدي إلى نوع من الروماتيزم لدى الأطفال، وتمتد تداعياتها للمدى البعيد. ومن أنواع البكتريا “العقدية ألف” تلك التي من نوع Scarlet Fever وتسبب التهاباً في البلعوم مع طفرة جلدية.
أما السبب وراء ارتفاع معدلات الإصابة بالعدوى البكتيرية هذه في بريطانيا فقد يكون أيضاً، كباقي الفيروسات المنتشرة حالياً، في عدم اكتساب المناعة اللازمة في مواجهتها بسبب الظروف المرافقة لانتشار الوباء والحجر المنزلي واتخاذ الإجراءات الوقائية المتشددة. وعلى الرغم من أن الإصابة يمكن أن تكون خفيفة وتعتبر هذه الحالة شائعة جداً، يمكن أن يسبب هذا النوع المنتشر حالياً Toxic Choc وهو ما قد تكون له تداعيات خطيرة ويسبب الوفاة. كما أنه قد يؤثر أحياناً في صمامات القلب للمدى البعيد او الكلى فيعاني بعض الأطفال من تداعيات هذه العدوى طوال حياتهم. أياً كان نوع الإصابة، في حال التدخل السريع يمكن إنقاذ حياة الطفل وإعطاؤه العلاج المناسب. مع الإشارة إلى أنها تصيب الراشدين، لكن لا تكون لها تداعيات خطيرة عليهم. أما العلاج الذي يوصف في هذه الحالة، فهو المضاد الحيوي الذي يسمح بالتعافي بوقت أسرع والحد من خطورة الحالة. إنما لم تتضح بعد أسباب الوفيات التي حصلت في بريطانيا بسببها وما إذا كان ذلك يرتبط بالحالة الصحية للمريض أو بنوع البكتيريا التي أدت إلى ذلك.
المصدر: العربية
مواضيع ذات صلة :
أطفال لبنان يعيشون كابوس الحرب ويُرعبهم صوت “أدرعي” | اليونيسف: القصف المتزايد يعرض الأطفال في لبنان لخطر كبير | براءة الأطفال في مهب الحرب.. وجروح نفسية لا تَلتئِم! |