كل ما تريد معرفته عن اللقاحات الـ8 الاولى ضد كورونا

صحة 13 شباط, 2021

نشر موقع “الجزيرة” تقريراً عن اللقاحات الثمانية الأولى ضد فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” وذلك اعتمادا على عدة معايير من بينها المبدأ، والحماية من السلالة المتحورة.
تقول الكاتبة كارولين تورب، في التقرير الذي نشرته صحيفة لوبوان الفرنسية، إنه في الوقت الحالي هناك 8 لقاحات فقط خاضعة للتجارب السريرية. لقد أعلنت جميع المختبرات المسؤولة عن تصنيع اللقاحات عن نتائج المرحلة الثالثة من تطويرها للقاح، أي تلك التي تسمح باتخاذ قرار بشأن فعاليتها ضد فيروس كورونا المستجد، واسمه العلمي “سارس كوف-2”.

وهناك ثلاثة منها مصرح لها بالفعل في أوروبا، ويمكن أن يكون البعض الآخر متاحا في وقت قريب. وإذا لم تعتمد جميع هذه المختبرات الثمانية على النهج نفسه لتحفيز الحماية المناعية ضد الفيروس، فقد اختارت جميعها الهدف ذاته: وهو بروتين السنبلة “سبايك” spike الذي يعتبر مفتاح “سارس كوف-2” لدخول خلايانا وإصابتها.

لهذا السبب، هناك قلق كبير بشأن الطفرات المرتبطة بهذا البروتين التي تم تحديدها في السلالات المتحورة بالمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا والبرازيل.
ويجب أن يضمن منتجو اللقاحات أن فعالية المصل ستظل كافية لحماية السكان من السلالات المتحورة التي تم اكتشافها، ولكن أيضا ضد تلك التي يمكن أن تظهر الأشهر القادمة.

على هذا النحو، فإن السهولة التي يمكن للقاحات معينة تكييف تركيبها مع الطفرات الجديدة تعتبر ميزة لا يمكن إنكارها.

1- لقاح “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech)
مرخص به: في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى.

المبدأ: يتكون اللقاح من كبسولة دهنية تحتوي على أجزاء من الحمض النووي الريبوزي المرسال Messenger RNA (mRNA) أو ما يعرف بالرنا المرسال التي تشفر بروتين “سبايك” لسارس كوف-2.

يتم تعديل الرنا المرسال بشكل طفيف حتى لا يسبب الكثير من الالتهابات. وبعد الحقن، يدخل الرنا المرسال الخلايا العضلية ويحفز إنتاج بروتينات سبايك، والتي سيتعرف عليها الجهاز المناعي، وبالتالي يتعلم الدفاع عن نفسه ضد فيروس سارس كوف-2.
والجدير بالذكر أن كل حقنة تحتوي على 30 ميكروغراما من الرنا المرسال في 0.3 ملليلتر من المحلول الملحي.

الفعالية أثناء التجارب: للوقاية من الأشكال الخفيفة لأعراض من كوفيد-19، تقدر فعالية هذا اللقاح بحوالي 94.5% بعد جرعتين متباعدتين بحوالي 21 يوما و52.4% بعد الحقنة الأولى.

أما بالنسبة للأشخاص الذين لديهم عامل خطر واحد على الأقل للإصابة بفيروس كوفيد-19 الحاد (خاصة أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري وما إلى ذلك) فإن الفعالية تناهز 95%.

بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و 74 عاما، تبلغ الفعالية حوالي 93%. وفي المقابل، بعد 75 عاما، لا يسمح العدد الصغير للمشاركين بالتجارب السريرية بتقدير دقيق لنسبة الحماية. أما بالنسبة للأشكال الحادة من المرض، فيبلغ الحد من المخاطر نحو 89%.

الفعالية ضد السلالات المتحورة: عززت الاختبارات التي أجريت على عينات الدم إمكانية مقارنة الأجسام المضادة لحوالي 20 شخصا تم تطعيمهم بالفعل بلقاح فايزر-بيونتك مع فيروسات سارس كوف-2 المعاد إنشاؤها في المختبر، والتي تشتمل على الطفرات الرئيسية الموجودة في مستوى بروتين “سبايك” للسلالات المتحورة البريطانية والجنوب أفريقية.

ونتيجة لذلك، بحسب المختبرات فإن “بلازما الأفراد الذين تم تطعيمهم بلقاح فايزر-بيونتك قضت على جميع أنواع فيروس سارس كوف-2 التي تم اختبارها” مع القضاء على الفيروس عن طريق الأجسام المضادة “الأضعف قليلا” ضد الطفرات الثلاث المتحورة في جنوب أفريقيا مقارنة بالطفرات الثلاث للسلالة المتحورة الإنجليزية.

حتى لو كانت هذه الملاحظات مطمئنة، فلا يوجد حاليا دليل سريري للإجابة عن السؤال المتعلق بالحماية من السلالات المتحورة الجديدة.

ولكن من بين المزايا سرعة تطوير لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال، على وجه الخصوص، لأنها لا تتطلب زراعة الخلايا.

ويقدر مختبر بيونتك أن الأمر سيستغرق حوالي 6 أسابيع للحصول على إعادة صياغة فعالية اللقاح ضد المتغيرات الجديدة من سارس كوف-2 والتي ستتجاوز الحماية الحالية للقاح.

2- لقاح مودرنا (moderna) الأميركي
مرخص له: في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى.

المبدأ: يتكون (مثل لقاح فايزر-بيونتك) من كبسولة دهنية تحتوي على أجزاء من الحمض النووي الريبوزي المرسال، وتحتوي على شيفرة بروتين “سبايك” لسارس كوف-2.

ويختلف تحضير الكبسولة وتلقيح الحمض النووي الريبوزي المرسال قليلا، لكن دورهما متطابق.

بعد الحقن، يدخل تلقيح الحمض النووي الريبوزي المرسال إلى خلايا العضلات، ويحفز إنتاج بروتينات “سبايك” ويساعد جهاز المناعة لدينا على التعرف على الفيروس ومكافحته.

وفي صيغة مودرنا، يوجد 100 ميكروغرام من الرنا المرسال في 0.5 ملليلتر من المحلول الملحي، لذا فإن تركيزها مضاعف في “فايزر-بيونتك”. مع العلم أن كليهما خال من أي مواد مساعدة أو حافظة.

الفعالية أثناء التجارب: للوقاية من الأشكال الخفيفة إلى المعتدلة من “كوفيد-19” تبلغ فعاليته 94% بعد جرعتين بفارق 28 يوما، وتصل بالفعل إلى 80.2% بعد شهر واحد من الحقن الأول.

من جانب آخر، تشير التأثيرات إلى انخفاض على مستوى مخاطر الأشكال الحادة للمرض، وتبلغ نسبة الحد من المخاطر حوالي 89%، ولكن ما زال هناك شك كبير حول هذه النتيجة بسبب الحالات القليلة المبلغ عنها أثناء التجارب.

وبالنسبة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر، تقدر الفعالية بنحو 86%.

وفي المقابل، بعد سن 75 عاما، لا يسمح العدد الصغير للمشاركين في التجارب السريرية بتقدير نسبة الحماية.

وتجدر الإشارة إلى أن التجارب أجريت صيف وخريف 2020 بالولايات المتحدة، أي قبل ظهور السلالات المتحورة في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا.

الفعالية ضد السلالات المتحورة: نظر باحثو مودرنا في عينات دم لحوالي 8 أشخاص تلقوا جرعتين من اللقاح واثنين من القردة المحصنة. وكانت الأجسام المضادة المعادلة فعالة ضد السلالة المتحورة البريطانية مقارنة بالشكل الأصلي لفيروس كورونا.
3- لقاح أسترازينيكا-أكسفورد (Oxford –AstraZeneca)
مُرخص له: في أوروبا وبلدان أخرى (الهند ، المكسيك..) وفي طور الترخيص بالولايات المتحدة.

المبدأ: الناقل الفيروسي، إذ إنه في هذا اللقاح الناقل الفيروسي، هو فيروس الشمبانزي الغداني Adenovirus قد تم تعديله وراثيا للحد من تكاثره.

ويتم بعد ذلك إدخال جين بروتين “سبايك” لفيروس “سارس كوف-2” في جينوم هذا الناقل الفيروسي. وبمجرد حقنه، يدخل الفيروس إلى خلايا العضلات. ثم ينتج بروتين “سبايك” الذي يسمح لجهاز المناعة بتعلم التعرف على فيروس “سارس كوف-2” ومكافحته.

الفعالية أثناء التجارب السريرية: نهاية يناير/كانون الثاني 2021، ما زالت هناك شكوك كبيرة بشأن فعالية هذا اللقاح مقارنة بأول لقاحين مصرح بهما بالاتحاد الأوروبي خاصة في صفوف أولئك الذين تزيد أعمارهم على 55 عاما.

وبشكل عام، تبلغ فعالية لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد” حوالي 60% في الوقاية من الأشكال السريرية لـ “كوفيد-19” لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عاما.

هذه النتيجة أقل بكثير من 95% من لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال أو بنحو 91.6% الذي أظهره اللقاح الروسي، لكنها أعلى بكثير من عتبة 50% التي تطالب بها منظمة الصحة العالمية.

4- لقاح جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson) (الولايات المتحدة)
طلب الترخيص: في الولايات المتحدة.

المبدأ: يستخدم هذا اللقاح فيروس غداني Adenovirus لنزلة البرد معدل وراثيًا للحد من تكاثره كناقل فيروسي. ويتم إدخال جين بروتين “سبايك” لفيروس سارس كوف-2 في جينوم هذا الناقل الفيروسي.

وبمجرد حقنه، يدخل الفيروس الخلايا البشرية. حينها، تنتج هذه الخلايا بروتين سبايك، وهو ما يسمح لجهاز المناعة بتعلم التعرف على سارس كوف-2 ومحاربته.

وخلافا لمنافسيه الذين يستخدمون جميعًا جرعتين للحصول على حماية قوية، يعتمد مختبر جونسون آند جونسون على حقنة واحدة.

الفعالية خلال التجارب السريرية: لم يتم إصدار بيانات عن المرحلة الثالثة بعد، لكن بيانًا صحفيًا من المختبر يظهر نتيجة إجمالية تبلغ 66% من الفعالية ضد أشكال أعراض فيروس كورونا اعتبارًا من اليوم الثامن والعشرين بعد الحقن.

الفعالية ضد السلالات المتحورة: وفقًا لمختبر جونسون آند جونسون، أظهر اللقاح فعالية إجمالية تبلغ 57% في جنوب أفريقيا. ويوفر حماية مماثلة في جميع القارات ضد الأشكال الشديدة للمرض. ولكن، مرة أخرى، يجب الحذر لأن النتائج لم تنشر بعد.

5- لقاح “سبوتنيك في” (sputnik v) (مختبر جاماليا، روسيا)
المبدأ: على غرار لقاح مختبر أسترازينيكا، يستخدم اللقاح الروسي مبدأ الناقل الفيروسي، وهو يستعمل فيروسين غدانيين Adenovirus، مسؤولين عن نزلات البرد الشائعة، وقد وقع تعديلهما وراثيًا حتى لا يتكاثرا، وتم دمج جين مشفر لبروتين سبايك بالجينوم الخاص بهما.9

الفعالية في التجارب السريرية: وفقًا للنتائج المنشورة في “ذا لانسيت” فإن خطر الإصابة بأحد أعراض فيروس كورونا ينخفض بنسبة 92% تقريبًا، بما في ذلك لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا، رغم أنه من الضروري توخي الحذر بخصوص هذه الفئة العمرية بسبب قلة عدد المشاركين. ويبدو أن البيانات الجزئية تظهر أنه يحمي بشكل جيد للغاية من الأشكال المعتدلة إلى الشديدة من المرض.

الفعالية ضد السلالة المتحورة: لا توجد بيانات في الوقت الحالي.

6- لقاح نوفافاكس Novavax (الولايات المتحدة)
لا يوجد ترخيص حتى الآن

المبدأ: يتكون هذا اللقاح من أجزاء بروتين سبايك الموجود على سطح فيروس كورونا، ومحفز وهو “ماتريكس إم 1” (Matrix-M1). وبفضل تعديل بسيط، تتجمع البروتينات في شكل جسيمات نانوية. وتسبب هذه الجسيمات رد فعل مناعي يُعلم الجسم بالدفاع عن نفسه ضد الفيروس.

الفعالية أثناء التجارب السريرية: وفقًا لبيان صحفي صادر عن المختبر، أظهرت نتائج المرحلة الثالثة التي شملت أكثر من 15 ألف شخص بالمملكة المتحدة (لم تُنشر حتى الآن) فاعلية بنسبة 89.3% ضد أشكال فيروس كورونا المصحوبة بأعراض.

وما زالت “نوفافاكس” تجري تجربة واسعة ممولة من الحكومة الاتحادية بالولايات المتحدة والمكسيك. وتخطط الشركة لإدراج 30 ألف شخص في هذه التجربة بحلول منتصف فبراير/شباط.

الفعالية على السلالات المتحورة: تشمل الفعالية بنسبة 89.3% أيضًا السلالة المتحورة البريطانية. وأظهرت تجربة أجريت في جنوب أفريقيا على 4400 متطوع فعالية محدودة تتراوح بين 48 و60%.
7- لقاح سينوفارم sinopharm (الصين)
مرخص له: في الصين ودول أخرى

المبدأ: يحتوي اللقاح على فيروس سارس كوف-2 معطل بواسطة عمليات كيميائية مختلفة في المختبر. يظل غلاف هذا الفيروس كما هو، وأثناء الحقن، يتعلم الجهاز المناعي كيفية التعرف عليه والدفاع عن نفسه ضد الفيروس.

الفعالية أثناء التجارب السريرية: في الوقت الحالي، لم تُنشر هذه النتائج للمرحلة الثالثة. في بيان صحفي، يشير معهد المنتجات البيولوجية في بكين، وهو فرع من مجموعة الأدوية المسؤولة عن تصميمه، إلى أن “فعالية لقاحهم تصل إلى 79.34%”.

الفعالية ضد السلالات المتحورة: لا توجد بيانات في الوقت الحالي.

8- لقاح سينوفاك sinovac (الصين)
مرخص له: في الصين.

المبدأ: يحتوي اللقاح على فيروس كورونا معطل بواسطة عمليات كيميائية مختلفة في المختبر. يظل غلاف هذا الفيروس كما هو، وأثناء الحقن، يتعلم الجهاز المناعي كيفية التعرف عليه والدفاع عن نفسه ضد الفيروس.

الفعالية أثناء التجارب السريرية: يصعب تفسير نتائج اللقاح دون منشورات دقيقة رغم أن “النتائج من حيث الفعالية والأمان لم يتم تأكيدها بعد” حسب ما أوردته سينوفاك في بيان.

وأظهرت الاختبارات واسعة النطاق بالبرازيل نسبة فعالية إجمالي للقاح تبلغ حوالي 50% في منع العدوى، و80% لتجنب الحالات التي تتطلب التدخل الطبي.

الجزيرة

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us