دراسة تكشف تأثير أمراض الشرايين على المصابين بالسكري
كشفت دراسة جديدة أجري في جامعة “جوتنبرج” السويدية عن تغيرٍ كبيرٍ في توزيع الخطر المرتبط بأمراض الشرايين بين الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الأول والنوع الثاني.
وقال تقرير لموقع “sciencedaily”، أنه على الرغم من أن مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قد انخفضت بشكل ملحوظ، إلا أن المضاعفات التي تؤثر على الأوعية المحيطية قد زادت.
وسلط البحث الضوء على الاتجاهات الحاسمة في أمراض الشرايين بين مرضى السكري، الذي من المعروف على نطاق واسع أنه يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وحددت الدراسات السابقة عوامل الخطر الرئيسة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالسكري، بما في ذلك السمنة واضطرابات الدهون وارتفاع ضغط الدم.
ووفقًا للبحث، فإن تأثير مرض السكري وعوامل الخطر هذه على الأوعية الدموية خارج الأعضاء المركزية مثل القلب والدماغ حظي باهتمام أقل حتى الآن.
وبين الموقع أن الدراسات الحديثة حللت خلال عقدين من اتجاهات المرض، مع التركيز على أمراض الشرايين الطرفية، واتجاهاتها طويلة المدى، وعوامل الخطر القابلة للتعديل، والمستويات المثالية لعوامل الخطر القلبية الاستقلابية، والأهمية النسبية لعوامل الخطر المختارة.
وشملت بيانات البحث 34,263 فردًا مصابًا بداء السكري من النوع الأول، و655,250 مصابًا بداء السكري من النوع 2، و2,676,227 فردًا غير مصاب بالسكري من عامة السكان.
وجرى خلال فترة البحث فحص المضاعفات المختلفة في الأوعية الدموية الطرفية، مما كشف عن انخفاض في العديد من هذه المضاعفات في كل من مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني، لكن كان هناك تحول ملحوظ في خطر الإصابة بأمراض الشرايين التي تؤثر على الأعضاء المركزية نحو مضاعفات في الأوعية الطرفية.
وأكد البحث على الفوائد المحتملة لرصد ومراقبة عوامل الخطر القابلة للتعديل، إذ إن المراقبة الدقيقة لمستويات السكر في الدم وضغط الدم على المدى الطويل يمكن أن تقلل من خطر حدوث العديد من مضاعفات الشرايين الطرفية بنسبة 30-50٪ لدى الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الأول.
بالنسبة لمرض السكري من النوع 2، وجد البحث أن انخفاض مستويات الدهون الثلاثية يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض الشرايين الطرفية.
وظهر سكر الدم على المدى الطويل كعلامة حاسمة لمرض الشرايين المحيطية في كل من مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني، كما ارتبط ارتفاع نسبة السكر في الدم على المدى الطويل بانخفاض خطر الإصابة بالفتق وتمزق الجدار الداخلي للشريان، مما يسلط الضوء على التفاعل المعقد بين مرض السكري وصحة الشرايين.
وتحدث إيدين روشاني، الباحث في جامعة “جوتنبرج”، عن إمكانية تقليل المخاطر بشكل أكبر من خلال الحفاظ على مستويات منخفضة من عوامل خطر استقلاب القلب، وخاصة التحكم المبكر والمكثف في نسبة السكر في الدم على المدى الطويل، مشيرًا إلى الاختلافات في التأثيرات البيولوجية لعوامل الخطر على الشرايين المركزية والمحيطية.
وأكدت نتائج البحث أهمية الإدارة الاستباقية لعوامل الخطر بين مرضى السكري للتخفيف من مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين، حيث يمكن للتحكم الأمثل في هذه العوامل أن يقلل بشكل كبير من خطر حدوث مضاعفات، مما يوفر الأمل في تحسين النتائج ونوعية الحياة للأفراد المصابين بمرض السكري.
مواضيع ذات صلة :
أطعمة هامة لمرض السكري! | ما تأثير المشروبات الغازية على جسم الأطفال؟ | هل يجب ربط النظام الغذائي بخطر الإصابة بداء السكري؟ |