المكملات الغذائية.. متى تصبح مصدرا للقلق؟
يعرف المكمل الغذائي بكونه منتجا يهدف إلى استكمال النظام الغذائي ويحتوي على مكون غذائي واحد أو أكثر، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن والأعشاب أو غيرها من النباتات والأحماض الأمينية والمواد الأخرى أو مكوناتها. ويذكر أن هذه المكملات الغذائية لا تخضع للقوانين نفسها التي تنظم استخدام الأدوية ولا يُجرى بشأنها بالضرورة دراسات كافية.
كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة ميشيغان أن ملايين الأميركيين يستهلكون مكملات غذائية تحتوي على مكونات نباتية قد تكون مضرة بالكبد. الدراسة لا تهدف لإثارة الفزع، لكنها تشير إلى أن كميات المكملات التي يتم استهلاكها من نباتات قد تكون فعاليتها ومأمونيتها غير مدروسة بشكل كاف.
وفقا للباحثين، فقد كانت المنتجات المحتوية على الكركم تستخدم بشكل شائع لصحة المفاصل أو التهاب المفاصل بسبب الاعتقاد السائد بأن الكركم قد يكون له خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات. ومع ذلك، فشلت العديد من التجارب التي أجريت على البشر في إثبات أي فعالية للمنتجات المحتوية على الكركم في هشاشة العظام.
وتم استخدام المنتجات المحتوية على الشاي الأخضر في الغالب مكملات للطاقة. ومع ذلك، فشلت دراسات متعددة في إثبات أي دليل موضوعي على فقدان الوزن والتحسن المستدام في الحالة المزاجية أو مستويات الطاقة مع المنتجات التي تحتوي على مستويات عالية من الكاتيكين أو البوليفينول الموجودة في مستخلص الشاي الأخضر.
وأشار البحث إلى أن هناك أكثر من 80 ألف منتج مكمل فريد متاح للشراء في جميع أنحاء العالم، وأن مبيعات المكملات تجاوزت 150 مليار دولار في الولايات المتحدة في عام 2023، وهو رقم يضاهي مبيعات الأدوية الموصوفة.
قال الدكتور روبرت فونتانا، أخصائي أمراض الكبد في جامعة ميشيغان وأستاذ الطب والمؤلف الرئيسي للدراسة، “لسنا نحاول إثارة الفزع. نحاول فقط زيادة الوعي بأن المكملات التي يأخذها الناس ويشترونها من دون وصفة طبية لم يتم اختبارها أو إثبات سلامتها بالضرورة”.
وقالت الدكتورة أليسا ليخيتسوب، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الطب والأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة ميشيغان والباحثة الأولى في الدراسة، “بدأ اهتمامنا عندما رأينا حالات من سمية الكبد نتيجة استخدام المكملات العشبية والغذائية لدى الأشخاص المشاركين في دراسة سابقة”.
تمثل المكملات مصدر قلق خاص للباحثين لعدة أسباب مترابطة وفقا لموقع يوريك أليرت، من هذه الأسباب: نقص التنظيم الحكومي، وعدم الاهتمام الكافي بالفحوص الطبية، والتلاعب المتكرر بالملصقات.