هل أنتم مستعدون ذهنياً لعام 2025؟

مع بداية عام 2025، يطرح كثيرون سؤالاً شيقاً على أنفسهم: هل نحن جاهزون ذهنياً لعام جديد؟ لا تقتصر الإجابة عن هذا السؤال على “نعم” أو “لا”، بل تتطلّب استعداداً وتبنّي عادات تعزّز الصحة النفسية والعقلية.
إليكم مجموعة من النصائح المجرّبة والمثبتة علمياً، يمكنها أن تحدث فرقاً كبيراً في طريقة تعاملكم مع العام الجديد، علماً أن الهدف من هذه النصائح ليس جعلكم مثاليين طوال الوقت، بل مساعدتكم على تبني مرونة نفسية وعلى تحديد أولوياتكم بشكل أفضل.
1. تحرّكوا لتعزيز صحة عقولكم
لا يخفى على أحد أن النشاط البدني من أفضل الطرق لتعزيز الصحة العقلية. بعد ممارسة الرياضة، يشعر الناس في العادة بتحسّن في المزاج وبأداء أفضل في اختبارات الذاكرة والوظائف الإدراكية. لكن الأثر الحقيقي يأتي من ممارسة الرياضة بانتظام على المدى الطويل، إذ تشير الدراسات إلى أن خطر الإصابة بالاكتئاب والخرف يقلّ في من يمارسون الرياضة بانتظام. فالحركة تزيد دفق الدم إلى الدماغ، وتفرز مواد كيميائية تساعد في بناء روابط جديدة بين الخلايا العصبية، ما يجعلها حائط صدّ أمام الضعف الإدراكي. فإن كنتم تبحثون عن بداية جيدة، جرّبوا المشي السريع 30 دقيقة يومياً.
2. أحسنوا التعامل مع قلقكم
القلق مشكلة شائعة تؤثر في الملايين، لكن يمكنكم اتخاذ خطوات عملية للتعامل معه:
• واجهوا مخاوفكم: تشير الأبحاث إلى أن مواجهة ما يثير القلق لديكم يمكن أن يساعد في تقليل الخوف. يمكنكم القيام بذلك مع معالج نفسي أو بمفردكم.
• ركّزوا على قيمكم: بدلاً من التركيز على القلق، حاولوا التفكير في الأشياء التي تقدّرونها في أنفسكم وقوموا بأفعال تعكس هذه القيم.
• لا تبالغوا في التشاؤم: عندما تواجهون قلقاً بشأن موقف معين، اسألوا نفسكم: هل يستحق هذا الموقف كل هذا القلق؟ دوّنوا ملاحظاتكم لتتعلموا منها مستقبلاً.
3. نمّوا عقولكم بتحديات جديدة
يمكن إثراء العقل بحلّ شبكات الكلمات المتقاطعة أو بتعلم لغة جديدة. وتعزز الأنشطة التي تتطلب تفكيراً عميقاً وتحفز الإدراك، مثل قراءة الكتب أو الانضمام إلى مجموعات نقاش، الصحة العقلية. وكما تقول ليزلي روس، أستاذة علم النفس في جامعة كليمسون: “أي شيء يمثل تحدياً ذهنياً هو مفيد لعقلك”.
4. ناموا جيداً لمواجهة مصاعب يومكم
الحرمان من النوم مشكلة شائعة تؤثر في الصحتين العقلية والجسدية. فالنوم غير الكافي يصعّب التعامل مع التوتر ويزيد من تواتر الأفكار السلبية. إن كنتم تعانون من الأرق، يمكنكم تجربة العلاج السلوكي المعرفي الذي أثبت فعاليته في تحسين جودة النوم.
5. تخلصوا من العوائق في حياتكم
في بعض الأحيان، نشعر بأننا عالقون في روتين مملّ، أو نواجه عقبات تعيق تقدمنا. جربوا هاتين النصيحتين:
• تعريف العوامل المقلقة: حددوا الأشياء التي تضيف ضغوطاً غير ضرورية إلى حياتكم وحاولوا التخلص منها.
• التنبؤ المستقبلي: تخيلوا كيف ستبدو حياتكم إن تجاوزتم العقبات المقلقة، ثم ارسموا خطة عملية لتحقيق ذلك.
6. اعتنوا بأجسامكم لتحسين صحة عقولكم
الصحة الجسدية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالصحة العقلية. فالحفاظ على ضغط الدم ومستويات الكوليسترول في نطاق صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول نظام غذائي متوازن، كلها أمور تعزز قوة الدماغ. حتى لو لم تكن حالتكم الصحية كما تريدون، لم يفت أوان البدء أبداً.
7. حافظوا على برودة الأجواء
صيفاً، يمكن الحرارة أن تؤثر سلباً في إدراكنا ومزاجنا. وتشير الدراسات إلى أن الحرارة تزيد منسوب العدوانية في الإنسان. لذا، مع ارتفاع درجات الحرارة، احرصوا على ترطيب بشرتكم بمروحة أو بتكييف أو حتى برش الماء البارد عليها.
8. تواصلوا مع الآخرين
للشعور بالوحدة آثار سلبية على الصحة العقلية والجسدية. تربط الأبحاث الوحدة بزيادة خطر الإصابة بالخرف، حيث يسبب الإجهاد الناتج عن العزلة التهاباً يؤثر في الدماغ. لذلك، احرصوا على بناء علاقات جديدة أو تعزيز العلاقات القائمة. حتى المكالمات الهاتفية القصيرة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً.
9. سامحوا بشروطكم الخاصة!
قد يكون التسامح علاجاً فعلياً، لكنه ليس الحل الوحيد دائماً. وكما توضح أماندا غريغوري في كتابها “لست بحاجة إلى التسامح”: “يمكن التسامح أن يساهم في تقليل المشاعر السلبية، لكنكم لستم مضطرين لذلك إن لم تكونوا مستعدين لذلك. المهم هو أن تجدوا طريقة ملائمة للتعامل مع مشاعركم”.
10. لا تجلدوا أنفسكم بالنقد
غالباً ما نكون قساة على أنفسنا، لكن تقبل الأخطاء والتركيز على ما ننجزه يومياً يمكن أن يكون أكثر فائدة. جربوا استخدام الحوار الداخلي بصيغة “أنت” أو باستخدام اسمكم بدلاً من “أنا”، كما ينصح إيثان كروس، أستاذ علم النفس في جامعة ميشيغان، فهذا تغيير بسيط يمكن أن يرفع منسوب الإيجابية في أفكاركم.
مع بداية عام 2025، يمكنكم اتخاذ خطوات بسيطة لكن فعالة لتحسين صحتكم العقلية والجسدية. اختاروا نصيحة أو اثنتين وابدأوا بتطبيقهما اليوم، وستجدون الحياة أكثر إشراقاً وتوازناً عندما تمنحون أنفسكم فرصة للعناية بعقولكم وبأجسادكم.