غموض يلف ظاهرة ازدياد حصى الكلى بين الأطفال
تعتبر الحصى في الكلى من المشكلات التي تشخص عادةً لدى الراشدين، لكن يبدو أننا نشهد ارتفاعاً في معدلاتها بين الأطفال. هذا ما يلاحظه أطباء الأطفال أخيراً من دون أن يتوصلوا إلى الجواب الحاسم بشأن مسببات هذه الظاهرة. لكن يرجح كثيرون أن يكون النظام الغذائي المتبع من قبل الأطفال السبب الرئيسي وراء ذلك بحسب ما نشر في صحيفة “واشنطن بوست” أخيراً Washingtonpost.
ما أسباب ارتفاع إصابات الحصى في الكلى بين الأطفال؟
بموجب ذلك المقال، قد يشكّل النظام الغذائي الغني بالأطعمة المصنعة الذي يركز عليه الأطفال من الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع معدلات الإصابة بالحصى في الكلى في هذه الفئة العمرية. في المقابل، يعتبر قسم من الخبراء أن العامل الجيني قد يؤدي دوراً في ذلك أيضاً، إضافة إلى النظام الغذائي السيئ وعدم الحصول على معدلات كافية من الماء.
واستكمالاً، تباينت خطورة الحالات بين الأطفال. وأُدخِل بعضهم إلى المستشفى في حالة طارئة، فيما لم يحتج جميعهم إلى جراحة أو العلاج بمضادات الحيوية “أنتيبيوتيك”. وفي كل الحالات، لقد باتت فكرة أن الأطفال لا يصابون بحصى الكلى من الماضي على الرغم استبعادها من تفكير كثيرين حينما يتعاملون مع طفل يشعر بألم.
وربما يكمن الأسوأ في توقع الخبراء تفاقم هذه المشكلة مع الوقت. ففي الماضي، اكتفت تلك الحالة بأن يكون معظم إصاباتها تقريباً بين الرجال البيض من متوسطي الأعمار. ولقد تبدّلت الأمور إلى حد كبير في السنوات الثلاثين الأخيرة، وفق تأكيد باحث شارك في الدراسة الآنفة الذكر.
هل تختلف حالة الحصى في الكلى لدى الأطفال عن تلك التي تصيب الراشدين؟
ثمة تشابه بين حصى الكلى في حالة الراشدين والأطفال يتمثل بكونها مصنوعة من أوكسالات الكالسيوم، لكن الحالة التي تصيب الراشدين تختلف عن تلك التي تصيب الأطفال. إذ يتمتع الطفل عادةً بصحة جيدة ولا يعاني مشكلات صحية يمكن ان تشكل خطراً عليه. بشكل عام، تحتاج حالة الحصى في الكلى لدى الطفل إلى إدارة طبية، وفي بعض الحالات قد تكون هناك حاجة إلى الجراحة.
وأثناء علاج الطفل المصاب، يبدأ الأطباء عادةً باللجوء إلى الأدوية التي تساعد على تسهيل عملية مرور الحصى إلى المثانة بالدرجة الأولى. وقد يحتاج الطفل إلى المضادات الحيوية إذا ترافقت تلك الحالة مع التهاب في جهاز البول، خصوصاً إذا سدّت الحصى الطريق أمام خروج البول.
وكذلك قد توصف المضادات الحيوية للوقاية من الالتهابات بعد إجراء عملية استئصال الحصى للطفل.
وإذا كانت الحصى كبيرة الحجم، فقد يلجأ الطبيب إلى المنظار المزوّد بالموجات الصوتية، بغية تفتيت الحصى.
وفي دراسة أميركية أجريت بين عامي 1997 و2012، اكتشف الباحثون زيادة بلغت 28 في المئة في الإصابة بالحصى بالكلى بين الفتيات و 23 في المئة بين الصبيان.
كيف تؤثر زيادة الحصى في الكلى على حياة الأطفال؟
تؤثر حصى الكلى على حيوات الأطفال والمراهقين بشكل بارز وتلزمهم بمواجهة تحديات كثيرة لا تبدو مألوفة لهم، بما في ذلك تأثيرها على أنشطتهم اليومية ومنعهم من ممارسة بعضها على غرار السباحة التي قد تكون من الرياضات المفضلة لكثيرين.
لتحسين التعامل مع تلك الحالة، ينصح الأطفال باتباع نظام غذائي صارم يخفف من الأعراض. وقد يكون التقليل من الملح في الغذاء من الخطوات المهمة التي يجب اتباعها. وتعتبر الأطعمة المصنعة والمآكل السريعة التحضير من المصادر الأساسية له، خصوصاً أنها تفتقر إلى العناصر الغذائية التي تؤمن التوازن في الجسم على مستوى المعادن والفيتامينات.
لكن حتى مع خفض استهلاك الملح، يُعتبر بعض الاشخاص أكثر عرضة لتكوّن الحصى في الكلى، على غرار من يوجد لديهم تاريخ عائلي عن تلك المشكلة. كذلك تسهم بعض العوامل الجينية في زيادة احتمال تكوّن الحصى في الكلى.
حتى اللحظة، لا تزال الدراسات حول حصى الكلى بين الأطفال وسبل معالجتها محدودة، ما يعني أن المعلومات غير كافية في هذا الشأن. ويسعى الباحثون حالياً إلى التوسع في ذلك المجال البحثي.
مواضيع ذات صلة :
حجار استنكر استغلال الأطفال في سجالات إعلامية وأهاب بالقضاء المعني اتخاذ الاجراءات اللازمة | مدينة صينية تحظر الهواتف الذكية في المدارس | لماذا من المهم أن نؤجل تقديم السكريات للأطفال؟ |