القلق يلتهم حياة طلبة القرن الـ21 والأسباب تشمل الحياة الافتراضية

صحة 23 كانون الثاني, 2025

للوهلة الأولى، يبدو كأن الطالب يعيش في نعيم وحياته سهلة قبل مواجهته الضغوط المرتبطة بالحياة المهنية. إلا أن العكس صحيح، إذ تكثر الضغوط التي يتعرض لها في المرحلة الدراسية. في الواقع، يندرج الطلبة ضمن الفئات الأكثر عرضة للقلق والتوتر، بحسب ما نشر في الموقع الشبكي لمجلة “سانتيه” Santemagazine.

الطلبة والاضطرابات النفسية

وقد تناولت دراسات عدّة في فرنسا موضوع القلق والتوتر لدى الطلاب. إذ تبين أن 98% منهم يشكون القلق والتوتر باستمرار. ولا تقتصر اضطرابات الصحة النفسية بين الطلبة على التوتر. وقد أظهرت إحدى الدراسات الفرنسية عام 2023 أن 41% من الطلاب عانوا أعراضاً إكتئابية مقارنة مع 26% في زمن ما قبل جائحة كورونا. ويمكن أن تصل هذه الأعراض إلى حد الأفكار الانتحارية، خصوصاً لدى الفتيات.
وكذلك اتّضح أن الطلاب يعانون العزلة الاجتماعية ما قد يساهم في القلق والاضطرابات النفسية، إذ أن طالباً من كل إثنين في فرنسا، يشعر بالوحدة.
وفي الدراسة الجامعية، يبدو الوضع أشد إثارة للقلق. إذ تبين أن ثلاثة أرباع طلاب الطب يعانون القلق وتظهر لدى ثلثهم أعراض الاكتئاب. وبالتالي تعتبر الصحة النفسية للطلاب هاجساً بالفعل على مستوى الصحة العامة.

ما مصادر التوتر الأساسية أثناء المراحل الدراسية؟

وفق التقرير المشار إليه آنفاً، يتّضح أن مصادر التوتر النفسي لدى الطلبة تتمثل بما يلي:

– الضغوط الأكاديمية. ما بين تطلعات الأهل والأساتذة والتطلعات الشخصية، إضافة إلى حجم الواجبات المدرسية المطلوبة، تعتبر الضغوط الأكاديمية من المسببات الأساسية للتوتر لدى الطلاب.
– الضيق المادي. يواجه طلاب كثيرون ضغوظاً مرتبطة بالضيق المادي. فمن الأهل من يواجه صعوبات في تأمين الأقساط المدرسية ما يؤثر على الصحة النفسية للطلاب.
– قلة التواصل الاجتماعي الفعلي. بات معروفاً أن وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في العزلة الاجتماعية لفئة الشباب، ويتفاقم ذلك مع ضغوط الدراسة. ومع انتشار وسائل االتواصل الرقمي، باتت العلاقات الاجتماعية للطلبة شبه مقتصرة على ذلك البُعد الافتراضي ما يزيد من صعوبة اندماجهم في المجتمع والتواصل مع الآخرين. وبالتالي، تصبح العلاقات الاجتماعية الفعلية مصدر قلق لهم.
– وقائع العالم مصدر للقلق Actualité anxiogène. ثمة جيل وُلِد وكبر في ظل عالم الإنترنت الذي كشف وقائع العالم وأخباره أمام أعينهم. وقد تحوّل ذلك إلى مصدر كبير للضغوط النفسية في أوساط الطلبة الذين قد يشعرون بأن ما يحصل من أزمات يؤثر على مستقبلهم الشخصي.
-قلق الأداء Performance Anxiety. يخشى الطالب الفشل الأكاديمي مع ما يتضمنه ذلك من تداعيات على مستقبله المهني. وتبين في إحدى الدراسات أن 25% إلى 40% من الطلاب يعانون قلقاً من هذا النوع، خصوصاً لدى من يعانون صعوبات في التعليم.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us