كورونا بعد 10 سنوات.. هل “دلتا” آخر السلالات الفائقة؟
بعد أن أصبح متغير “دلتا” هو سلاسة كورونا المهيمنة على الحالات في العالم، بعد ظهوره أول مرة في الهند في ديسمبر الماضي، أثيرت تساؤلات عما إذا كان سيكون آخر متغير من الفيروس الجديد ومن ثم نهاية للجائحة.
ويقول تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية إنه بعد أن تطور الفيروس بشكل سريع عندما ظهر أول مرة، أصبحت هناك حالة من الهدوء، وباتت 99.5 في المئة من جميع التسلسلات الجينية التي أبلغت بها منظمة الصحة العالمية تنتمي لسلالة “دلتا”.
ووضع التقرير عدة احتمالات لما سيكون عليه الفيروس خلال الفترة المقبلة، أولها أنه سوف يتحور ببطء وثبات، وفي النهاية سيتجاوز نطاق اللقاحات الحالية لكن هذه الأمر سوف يحتاج عدة سنوات.
ويقول فرانسوا بالوكس، مدير معهد UCL الوراثي: “بالنسبة للإنفلونزا وفيروسات كورونا الأخرى التي نعرفها جيدا، يستغرق الفيروس حوالي 10 سنوات ليراكم تغييرات كافية حتى لا تتعرف عليها الأجسام المضادة في الدم”.
والاحتمال الآخر هو الظهور المفاجئ لسلالة جديدة تماما مع اتشارها بسرعة وبقوة. ويشير رافي غوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة السريرية بجامعة كامبريدج، إلى هذه السلالات على أنها “متغيرات فائقة” ويقول إنه متأكد بنسبة 80 في المئة من ظهور سلالة أخرى، والسؤال هو متى.
وهذا الأمر قد يحدث ببعض الطرق، أحدها هو ما يعرف باسم إعادة التركيب الفيروسي، حيث تتبادل نسخ مختلفة من الفيروس الطفرات وتتوحد لتشكل سلالة جديدة تماما.
ويقول غولبتا إن إعادة التركيب ليس شائعا، لكنها تظل مصدرا ممكنا لمتغير جديد “فائق”، لاسيما في المناطق التي تتواجد فيها نسبة كبير من غير المحصنين من الفيروس، ويمكن للسلالات الفيروسية أن تنتشر بحرية.
ويمكن أن تنتشر المتغيرات الفائقة من خلال سلسلة من الطفرات الرئيسية، والتي تؤدي إما إلى نسخة محسنة بشكل كبير من “دلتا” أو شيء مختلف تماما.
ويقول غدعون شرايبر، أستاذ علوم الجزيئات الحيوية في معهد وايزمان للعلوم في إسرائيل: “في حين أن المتغيرات الأخيرة هي نسخ من “دلتا”، فإن الفيروس لديه إمكانات هائلة للتطور في المستقبل”.
وقول غوبتا إن هناك مخاوف من قدرة دلتا على الانتقال بين الأفراد الملقحين، ومن المرجح أن تصبح السلالات التي يمكن أن تتجنب الأجسام المضادة أكثر هيمنة على السلالات، مما يجعل البديل الفائق التالي قادرا على التهرب على الأقل من بعض أجزاء الاستجابة المناعية.
لكن لا يتوقع علماء الأوبئة أي متغير فائق جديد يجعل اللقاحات عديمة الفائدة، أو يؤدي إلى تفشي المرض بشكل خطير، مثلما حدث في العامين الماضيين.
ويعتقد علماء الأوبئة أيضا أن الاعتماد على اللقاحات وحدها لا يكفي، وينصح غوبتا ببعض القيود الاجتماعية للحد من انتشار الفيروس وتحوره، مثل منع التجمعات المزدحمة وفرض ارتداء كمامات، مشيرا إلى أن المتغيرات الأخيرة ظهرت في بيئات لم تتم السيطرة عليها مثل الهند والمملكة المتحدة والبرازيل.
المصدر : الحرة
مواضيع ذات صلة :
“دلتا” علقت رحلاتها إلى إسرائيل حتى نهاية العام | سبب غريب.. دراسة تكشف السر وراء الانتشار السريع لـ “أوميكرون”! | طبيب روسي يوضّح اختلاف “أوميكرون” عن سلالات أخرى |