الفرصة الأخيرة أمام منتخبنا

رياضة 29 كانون الثاني, 2022

خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري

كنا قد أشرنا سابقًا إلى صعوبة مهمة منتخبنا الوطني لكرة القدم في بلوغ نهائيات مونديال قطر ٢٠٢٢. كنا كلنا نمني النفس برؤية العلم اللبناني يرفرف في أول مشاركة كروية له على أعلى مستوى عالمي وأين؟ في دولة عربية ستقام فيها كأس العالم لأول مرة ليحظى العرب بشرف تنظيم أكبر عرس كروي عالمي بعد ٩٢ عامًا من انطلاقته في الأوروغواي عام ١٩٣٠.

حسابيًا وكنا أشرنا سابقًا فالمنتخب الإماراتي هو الأوفر حظًا باحتلال المركز الثالث في المجموعة الآسيوية النهائية الثانية والظفر بفرصة اللحاق بالمنتخبات المتأهلة إلى العرس الكروي المجيد الذي سيجري مع نهاية العام الحالي من خلال خوض ملحق أمام المنتخب الذي سيصل إلى مركز مماثل في المجموعة الأولى ومن ثم اللعب مع من سيحتل المركز الخامس في قارة أمريكا اللاتينية، وسيكون العرب كلهم خلف أي منتخب عربي سيذهب لخوض غمار الملحق على أمل زيادة غلة المنتخبات العربية المشاركة في الاستحقاق.

بالعودة إلى منتخبنا الذي سيخوض لقائه الثامن في هذه المجموعة أي قبل آخر لقائين من مشوار تصفيات المجموعة النهائية، فهو ذاهب وعينه على المركز الثالث الذي ما زال بإمكانه الوصول إليه في حال فاز في مبارياته الثلاث الأخيرة وهو أمر ممكن حسابيًا ولكنه صعب منطقيًا، لماذا؟

لا نقلل من مستوى منتخبنا الذي يضم تشكيلة من أفضل من مثل منتخبنا منذ زمن بعيد، فعودة حسن معتوق بعد الإصابة التي لحقت به في كتفه ووجود الأخوين ملكي والحارس المتألق الذي لفت أنظار العديد من الأندية مصطفى مطر وربيع عطايا وغيرهم جعلت من منتخبنا كتلة متجانسة قادرة على تشكيل مجموعة جيدة بقدرتها أن تنافس باقي المنتخبات. ولكن إذا عدنا إلى أرض الواقع، فالوضع صعب على كل الأصعدة.

فلبنان كباقي الدول يرزح تحت أزمة اقتصادية خانقة لم تكن جائحة كورونا وحدها المسؤولة عنها وإنما التأرجح السياسي المصحوب بثورة وثم أتى انفجار ٤ آب عام ٢٠٢٠ ليكمل على ما تبقى من مقومات العيش الكريم والصمود أمام الأزمات المتلاحقة لينعكس سلبًا على كل ما هو متعلق بكرة القدم ومتفرعاتها من أندية إلى لاعبين مرورًا بالبطولات والإدارات والمشجعين والملاعب، فلا أحد من هؤلاء قادر على الخروج من الدوامة الصعبة التي يعيش فيها شعب اعتاد على الأزمات وهو كان وما زال يواجهها الواحدة تلو الأخرى محاولًا لملمة جراحه وتخطي أصعب مرحلة تمر في تاريخه.

إذًا لنعد إلى أرض الواقع ونرضى بما نحن عليه، ليس من باب الاكتفاء بالواقع والفرجة على الآخرين يتطورون بل من باب المنطق الذي يفرض نفسه علينا منذ زمن لم يعد بالقصير.

ومع ذلك، كلنا أمل في أن يستطيع منتخب الأرز تحقيق ما نتمناه والوصول إلى المركز الثالث في المجموعة وذلك لا بد أن يبدأ بفوز على منتخب أسود الرافدين العراقي على ملعب صيدا ومن بعدها يخلق الله ما لا تعلمون.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us