ريال مدريد ومهمة التدريب المستحيلة

رياضة 6 نيسان, 2022

خاص “هنا لبنان” – موسى الخوري:

لماذا يتغير مدرب فريق ريال مدريد دومًا؟ أو ليس النادي الملكي من أفضل الفرق في العالم على مر الزمان؟ أو ليس هو صاحب الأرقام القياسية في عدد الفوز بالبطولات أكانت محلية أم قارية؟ كيف يمكن لفريق يفوز بكل تلك الألقاب أن يستغني عن مدربيه الذين بذلوا قصارى جهودهم من أجل إعلاء شأن الريال ومساعدته على اعتلاء منصات التتويج؟

الجواب وإن كان صعب الفهم ولكنه واضح: متطلبات الريال كبيرة ولا يمكن لأي مدرب أن يلبيها مهما علا شأنه.

رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز

لنركز على مدرب الريال الحالي الإيطالي كارلو انشيلوتي، تخيلوا أن مستقبله غير مضمون مع الملكي وذلك بالرغم من جلوسه متربعًا على صدارة الليغا الإسبانية وبفارق مريح جدًا عن أقرب منافسيه وهو ما زال متواجدًا في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وهي نتائج من شأنها أن ترفع من أسهم أي مدرب كان ومع أي فريق كان إلا مع الريال. ولا بد لنا من إلقاء نظرة على خلفية الأمر في حال أردنا معرفة أسباب نية رئيس الريال فلورنتينو بيريز ترحيل انشيلوتي والمجيء بمدرب جديد.

مدرب ريال مدريد الإيطالي كارلو انشيلوتي

أولًا: رحيل المدرب الفرنسي واللاعب الاسطوري للريال زين الدين زيدان فرض على إدارة الفريق البحث عن شاطئ أمان من خلال مدرب يمكن أن يحقق الاستقرار داخل غرفة الملابس وعلى أرض الملعب فوقع الاختيار على انشيلوتي الذي وإن كان أسلوبه غير جذاب مقارنة بزيدان إلا أنه برهن طوال مسيرته التدريبية عن حنكة في إدارة أي فريق في أصعب الظروف.

ثانيًا: رحيل ميسي عن برشلونة وتذبذب مستوى بطل الموسم الماضي أتليتيكو مدريد وعدم قدرة الفريق الأندلسي إشبيلية على مجاراة الريال لفترة طويلة ساعدت انشيلوتي في إرساء سفينة الريال على بر الأمان واعتلاء الصدارة. وهو على بعد بضعة مراحل من كتابة التاريخ إذ سيصبح أول مدرب يفوز بألقاب أكبر خمس دوريات في العالم إلى جانب ألقابه التي جناها قبلًا مع الميلان في إيطاليا وباريس سان جيرمان في فرنسا والبايرن في ألمانيا وتشلسي في انكلترا. كل تلك الإنجازات ربما لن تشفع لأنشيلوتي بالبقاء وقد لا تثني بيريز عن الاستغناء عن خدمات الإيطالي، فبيريز لا يكتفي بالألقاب بل يريد فريقًا قويًا يجمع بين النتائج والأسلوب معًا.

ثالثًا: الخسارة القاسية التي تعرض لها الريال في الكلاسيكو على أرضه أمام برشلونة وقعت كالصاعقة على رأس رئيس النادي والمشجعين الذين تلقوا ضربة موجعة من خصمهم اللدود وهو أمر مزعج بالنسبة للريال الذي لم يتقبل الأمر.

رابعًا: واضح من خلال المباريات الأخيرة أن مسألة عودة برشلونة إلى المنافسة على الألقاب مسألة وقت ليس إلا، وهو أمر جلي بعد المستوى الرائع الذي بدأ يقدمه النادي الكاتالوني. في هذه الحالة، سيفكر بيريز مليًا في موضوع إبقاء انشيلوتي أو الاستغناء عنه مجددًا بعد أن فعل ذلك لأول مرة عام ٢٠١٥ وذلك بعد أن كان الإيطالي حقق دوري الأبطال للريال على حساب جاره أتليتيكو مدريد عام ٢٠١٤.

إذًا لا مؤشرات على بقاء انشيلوتي في الريال وحتى من المرجح رحيله وهذا دليل أن النادي الملكي دائمًا ما يسعى للأفضل ولا يكترث إلا للألقاب والأداء الجميل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us