بدايات واعدة للدوريات الأوروبية
خاص “هنا لبنان” – كتابة موسى الخوري
البدايات المبكرة للدوريات الأوروبية والتي فرضتها انطلاقة كأس العالم في أواخر العام الحالي في سابقة هي الأولى في التاريخ تبدو واعدة إن من حيث رفعة المستوى أو احتدام المنافسة أو حتى الصراعات الفردية بين مختلف نجوم أندية النخبة.
في إنكلترا، يمكن القول استنادًا إلى نتائج المراحل الأولى للدوري أن ثنائية المنافسة التى كانت سمة هذه المسابقة في المواسم الخمسة الأخيرة في طريقها إلى النهاية. صحيح أنه من الصعب بناء التحاليل استنادًا على أرقام بضعة مراحل في البداية، لكن الأكيد أن البطل مانشستر سيتي وبالرغم من ضمه إلى صفوفه القاطرة البشرية النروجي ارلينغ هالاند صاحب عشرة أهداف في أول ست لقاءات، وبالرغم من حله لمشكلة وجود مهاجم صريح في تشكيلته منذ رحيل الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، إلا أنه ما زال يبحث عن الفريق الذي كان يكتسح خصومه في المواسم الماضية. أما الوصيف ليفربول، فقد ابتعد كثيرًا عن مستواه الذي قدمه في المواسم الماضية. صحيح أن لعنة الإصابات لحقت به مبكرًا وطالت العديد من لاعبيه كتياغو وهندرسون وجوتا العائد لتوه وكوناتي وغيرهم، إلا أن مستوى الفريق هبط بشكل ملحوظ منذ نهاية الموسم الماضي. حتى المهاجم الاوروغواياني داروين نونيز لم يقدم ما يأمل منه جمهور الريدز بعد.
أرسنال يحاول من جهته استعادة مجده الغابر وبناء فريق يليق بالمستوى الذي كان يميزه أيام المدرب الفرنسي أرسين فينغر وهو يبلي البلاء الحسن حتى الآن بالرغم من خسارته أمام مانشستر يونايتد في المرحلة الأخيرة والذي استعاد عافيته بعد بداية كارثية وخسارتين متتاليتين. ها هو الآن يحقق انتصاره الرابع تواليًا ويقترب من الصدارة التي لا يزال فريق مدفعية لندن الارسنال يتربص بها.
إسبانيًا، من الواضح أن المنافسة الثنائية التاريخية بين الخصمين اللدودين الأزليين ريال مدريد وبرشلونة في طريقها للعودة إلى الواجهة مجددًا. فالريال بدأ رحلته بالعلامة الكاملة بينما برشلونة يلاحقه كظله ولكن بفارق نقطتين خسرهما في المرحلة الأولى.
اتليتيكو مدريد من جهته بعيد عن مستواه بعض الشيء وهو بحاجة لتحسين أدائه إذا كان ينوي مقارعة الكبيرين شأنه شأن اشبيلية أو فياريال الذين عليهم شد الهمة في مهمة اللحاق بالعملاقين اللذين يتحضران لموسم طويل وشاق على جميع الجبهات يتخلله توقف قسري للسماح لنجوم الفرق بالالتحاق بمنتخباتهم في نهائيات كأس العالم ٢٠٢٢ المقامة في قطر.
أما في إيطاليا، فالأمور غامضة ومثيرة في آن واحد بعد خمس مراحل على انطلاق ما كان يعتبر مسرح النجوم في نهايات القرن الماضي. ولكن احتدام المنافسة بين فرق الطليعة قد يبشر بموسم واعدٍ جدًا يمكن أن يحبس أنفاس المشجعين حتى اللحظات الأخيرة من عمر الدوري. فيكفي القول أن الفارق بين المتصدر وصاحب المركز الثامن لا يتعدى النقاط الثلاث بعد انطلاق البطولة بخمس مراحل. كما أن المتصدر نابولي ووصيفه الميلان بطل النسخة الأخيرة أضاعا حتى الآن أربع نقاط من تعادلين. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على تقارب مستوى الفرق بشكل كبير وإن كان فوز الميلان على الانتر في دربي مدينة ميلانو أعطاهم جرعة معنوية كبيرة. ويمكن للإنتر وجوفنتوس وحتى لازيو وربما اتالانتا أن يقولوا كلمتهم أو حتى أن يخلطوا أوراق المسابقة في مراحل معينة من عمر الدوري.
في ألمانيا، ظن الجميع أن بايرن ميونيخ سيسير بخطى ثابتة نحو الاحتفاظ بلقبه الحادي عشر تواليًا. لكن بعد خمس مراحل، ظهر جليًا أن البايرن ليس نفسه فريق الموسم الماضي، فهو تعادل مباراتين حتى الآن أمام كل من بوروسيا مونشنغلادباخ ويونيون برلبن وسمح لفرايبورغ بخطف الصدارة. حتى بوروسيا دورتموند يتقدم الفريق البافاري بنقطة. ويبدو أن رحيل الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي سيكون له أثر على مسيرة الفريق بالرغم من قدوم السينغالي ساديو ماني لمحاولة سد الفراغ.
أما في الدوري الفرنسي، يمكن القول أن مارسيليا يملك بعض المقومات وإن كانت خجولة نوعًا ما لمنافسة فريق العاصمة المدجج بالنجوم باريس سان جيرمان. فقدوم التشيلي الكسيس سانشيز ساعد الفريق المتوسطي على بناء فريق جيد بدأ بداية مقبولة قد تمكنه من الوقوف بوجه نجوم حديقة الأمراء الذين بدأوا بداية جيدة ولكنهم تعادلوا في المرحلة الرابعة من غريمهم القديم موناكو وسمحوا لمرسيليا بمشاطرتهم الصدارة وفي جعبة كل منهما ١٦ نقطة من ست مباريات.
الحصيلة هي بدايات واعدة لكل الدوريات الأوروبية الكبيرة. كيف لا ونجوم هذه الفرق تجهد لتقديم كل ما لديها لإقناع مدربي ومشجعي المنتخبات بالذهاب لتمثيل بلادهم في نهائيات كأس العالم في قطر ٢٠٢٢.
مواضيع ذات صلة :
ريال مدريد حسم “الكلاسيكو”.. ماذا عن باقي الدوريات الأوروبية؟ |