هل يفعلها المان يونايتد بعد طول غياب؟
خاص “هنا لبنان” – كتابة موسى الخوري:
يوشك الموسم الجديد للدوري الإنكليزي على الإنطلاق، ومن المتوقع أن يحمل الكثير من المفاجآت.
وكما يشير المشهد الرياضي فإنّ الفرق قد تحضّرت للمنافسة على لقب أقوى وأصعب دوري في العالم، ومن الواضح أنّ رقعة المنافسة ستتسع إذا ما ربطنا التحضيرات بسوق الانتقالات الحافل منذ بداية الموسم، وكذلك بالمعسكرات الصيفية التي أقامتها كل الفرق لا سيما أندية الطليعة، وتدرك هذه الأندية جيداً أنّ اللقب لن يكون سهلاً.
في سياق كلّ ذلك، لا بدّ من السؤال عن أسباب الهالة التي تحيط بالمان يونايتد في هذا التوقيت بالذات، سيّما وأنّ النقاد يرشّحون فرقاً أخرى لنيل اللقب وعلى رأسها المانشستر سيتي، الذي كان البطل في النسخ الثلاث الأخيرة، كذلك يضيء النقاد على أرسنال نسبة لصيف الموسم الماضي، كما لنادي ليفربول نصيبه من الأهمية بعد رحيل عدد من لاعبيه، وينضم إلى ما سبق نيوكاسل المموّل من قبل صندوق الاستثمار السعودي، ناهيك عن بعض الفرق التي طوّرت من نفسها مؤخراً ويتوقّع لها أن تكون الحصان الأسود في البطولة وأن تقلق الفرق الكبرى.
إلى ذلك يدخل اليونايتد موسمه الحادي عشر غائبًا عن منصة التتويج التي اعتاد على اعتلائها على مدى ثلاثين عامًا، علماً أنّه ما زال النادي الأكثر فوزًا بالدوري الإنكليزي الممتاز تحت مسمّاه الجديد أي البريميير ليغ، وذلك منذ موسم ١٩٩٢/٩٣ وحقبة المدرب الإسكتلندي الداهية السير أليكس فيرغوسون.
وكان يونايتد قد تقدّم الموسم الماضي إلى الأمام تحت إمرة المدرب الهولندي إريك تين هاغ الذي سبق وأن حقق نتائج فاقت التوقعات مع فريقه السابق أجاكس أمستردام سواء محليًا أو أوروبيًا.
كذلك فعل يونايتد الأمر نفسه تحت قيادة لويس فان خال وتأهّل إلى دوري أبطال أوروبا بعد غياب، وحذا جوزيه مورينيو حذو سلفه فان خال وحسّن من مستوى اليونايتد إلى حدّ كبير، كذلك فعل المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير قبل أن تتوالى الهزائم وتضطر الإدارة إلى تنحية لاعب وهدّاف النادي السابق وتستعين بخدمات المدرب الألماني رالف رانغنيك بشكل مؤقت قبل الإتيان بتين هاغ.
إذًا تعددت الإقالات والنتيجة واحدة، اليونايتد غائب عن منصات التتويج التي اعتاد على اعتلائها، والأسوأ من ذلك أنّ منافس يونايتد اللدود حصد سبعة ألقاب دوري في هذه الحقبة وحتى ليفربول الخصم التاريخي ظفر ببطولة واحدة خلال هذه الفترة.
ويتخوف جمهور اليونايتد المخضرم من تكرار سيناريو ثلاثة عقود من أواخر الألفية الماضية يوم بقي الفريق العريق غائبًا عن الفوز بلقب الدوري منذ العام ١٩٦٧ وحتّى العام ١٩٩٣ أي ما مجموعه ٢٦ عامًا عجاف. لذا يتخوف الجمهور من طول المدة الصعبة التي دخلت عامها الحادي عشر بدون لقب محلي.
وطبعًا على اليونايتد أن يقوم بخطوات عدة إذا أراد المنافسة جدّيًا على اللقب الذي طال غيابه وأهم تلك الخطوات هي:
– تفعيل خطوط الفريق وأهمها الدفاع. فهاري ماغواير مانشستر يختلف عن هاري ماغواير منتخب إنكلترا. ويبدو أن أسلوب تين هاغ الضاغط لا يلائم المدافع الإنكليزي وعلى الجهاز الفني ليونايتد أن يجد حلًا لهذه المعضلة فورًا.
– إثبات القدرة على المنافسة، فالفريق اعتاد على اعتلاء المنصّات وليس على الاكتفاء بالفتات، وبمجرّد أن يفعلوا ذلك، يمكنهم الفوز بأي لقب يريدون.
– السعي لصفقات انتقال ناجحة دون الدخول في أسماء، فأيّ لاعب يريد الدفاع عن المان اليونايتد يجب أن يكون قادراً على تحمّل هذه المسؤولية.
حتّى تاريخه ما زال مانشستر سيتي يتمتع بميزة واضحة، ليس فقط على يونايتد ولكن على أي فريق آخر. غير أنّه وفي حال التعثّر، فإنّ فريق تين هاغ لديه فرصة بالفوز هذا الموسم. ناهيك عن حظوظ الفرق الأخرى كأرسنال وليفربول وتشلسي وتوتنهام.
والمشكلة هي أنّ يونايتد كلّما تقدّم خطوة إلى الأمام برعاية مدرّبيه السابقين، يتراجع خطوات إلى الوراء. فتين هاغ أصغر من فان خال، وشخصه لا يزعج ولا يستفز الناس كما كان يفعل مورينيو كما أنّ لديه قوة وخبرة أكبر من سولشاير.
باختصار، تين هاغ أفضل من يستطيع قيادة يونايتد للأمام، والوقت كفيل لتبيان ما إذا كان على قدر المسؤولية أم لا.
وكان إيريك تين هاغ، مدرب مانشستر يونايتد، قد تحدّث عن “عطلة نهاية أسبوع جيدة”، سيّما وأنّه تلا فوز الشياطين الحمر السبت على لنس على ملعب أولد ترافورد، تعادل 1-1 أمام أتليتيك بيلباو في دبلن، وذلك خلال الفترة التحضيرية التي تسبق الموسم.
وكان يونايتد قد حصد هدف التعادل المتأخر من قبل فاكوندو بيليستري، ليتجنب بذلك الهزيمة من الجانب الإسباني، لكن تين هاغ قال للإعلام حينها أنّ التعادل في اللحظات الأخيرة أظهر “مرونة” الفريق وقدرته على التعامل مع الضغط، معلّقاً: “نحن لا نستسلم، نحن نقاتل حتى النهاية. وحصلنا على التعادل واعتقد أنه كان مستحقًا”.
وأضاف: “أردنا نتيجة جيدة لإنهاء الاستعداد للموسم بشكل جيد. والهدف كان هدية، ونحن كفريق أظهرنا حضورنا وهذا ما نحتاجه لهذا الموسم.”
وتابع تين هاغ: “في النهاية سنخسر مباريات ولكننّا ندرك أنّ هذا الفريق يتمتع بقوّة الحضور وهذا ما نحتاجه في هذا الموسم. أحيانًا يكون الأمر محبطًا وفي أحيان أخرى لا بدّ من إظهار المرونة، سيّما في مثل هذه اللحظات التي تحتاج إلى الإصرار. ولقد أظهرنا أن عطلة نهاية الأسبوع هذه، كانت جيدة بالنسبة لنا”.
وأشار إلى أنّ “مستوى الفريق جيد، وبداية المباراة كانت جيدة جدًا وكان يجب أن نسجل هدفًا لنرتقي، والهدف كان فرصة من جادون سانشو. لقد حققنا ما وعدنا به لذا كانت عطلة نهاية أسبوع جيدة بالنسبة لنا”.
ختاماً، وفي قراءة كلام تين هاغ، يتضّح أنّه مصر على تعويض سنوات النادي العجاف والعودة ربما إلى منصات التتويج. وهذا ما يتمناه هو وكل مشجعي الفريق في إنكلترا والعالم.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بالتفاصيل – تحذير إسرائيلي جديد للضاحية الجنوبية! | “الحزب”: إشتباكات عنيفة مع قوات إسرائيلية في الجبين | عشاء يجمع بخاري و”اللقاء التشاوري”… اليكم ما تم بحثه! |