نوفاك ديوكوفيتش.. الاسطورة الحية
خاص “هنا لبنان” – كتابة موسى الخوري
الأسطورة الحية.. أقل ما يمكن أن يقال عن نوفاك ديوكوفيتش الذي قلب كل مقاييس لعبة التنس رأسًا على عقب منذ احترافه اللعبة قبل نحو عشرين عامًا.
وها هو الصربي المخضرم يحرز لقبه الرقم ٢٤ في البطولات الكبرى ليتربّع على عرش الفائزين بألقاب بطولات أستراليا المفتوحة ورولان غاروس الفرنسية وويمبلدون الإنكليزية وفلاشينغ ميدوز الأميركية مشاركة مع الأسترالية مارغاريت كورت. لكن ما يميز ديوكوفيتش هو أنه أحرز كل ألقابه في الحقبة المفتوحة والتي بدأت عام ١٩٦٨ يوم سُمِح لعموم اللاعبين المشاركة في البطولات بعدما كانت مقتصرة على اللاعبين الذين يملكون المال قبل هذا التاريخ. فقد أحرزت كورت ١١ من مجموع ألقابها الـ ٢٤ قبل عام ١٩٦٨ بينما نجح نوفاك في حصد كل ألقابه بعد هذا العام.
وما يزيد من روعة إنجاز الصربي هو أنه لعب في حقبة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها الأجمل في تاريخ رياضة الكرة الصفراء. فليس من السهل كسب أي لقب مع منافسة من عظماء اللعبة وعلى رأسهم رافاييل نادال الإسباني الذي توقف رصيده عند ٢٢ لقبًا والسويسري روجر فيدرير الذي اعتزل وبجعبته ٢٠ لقبًا في البطولات الأربع الكبرى.
لم يترك نوفاك جوكوفيتش مجالاً أمام دانييل ميدفيديف ليحرمه من دخول التاريخ للمرة الثانية إذ تغلب على منافسه الروسي 6-3 و7-6 و6-3 في نهائي بطولة أميركا المفتوحة ليعادل الرقم القياسي لمارجريت كورت الحاصلة على 24 لقباً بالبطولات الأربع الكبرى.
وكلل انتصار اللاعب الصربي، الرابع في عشر مباريات نهائية في فلاشينج ميدوز، موسماً رائعاً آخر له في البطولات الأربع الكبرى عقب فوزه في أستراليا المفتوحة وفرنسا المفتوحة، كما سيستعيد صدارة التصنيف العالمي الإثنين من الاسباني كارلوس الكاراز الذي سيتراجع ليصبح في مركز الوصيف.
وأصبح جوكوفيتش (36 عاماً) أكبر لاعب سناً يفوز بلقب فردي الرجال في أميركا المفتوحة بعصر الاحتراف، وأول من يحصد ثلاثة ألقاب من البطولات الأربع الكبرى في موسم واحد خلال أربع مرات.
وقال جوكوفيتش عن لقبه الكبير 24 “هذا يعني كل شيء بالنسبة لي بالتأكيد، أعيش حلم طفولتي حقاً”.
وأضاف “دخول تاريخ هذه الرياضة أمر مميز حقاً ومن الصعب وصف ذلك بالكلمات.
“حلمت في طفولتي حين كنت أبلغ سبع أو ثماني سنوات بأن أصبح أفضل لاعب في العالم”.
وأصبح الحلم حقيقة، حيث جمع جوكوفيتش ألقاباً أكثر من أي لاعب آخر بالفعل في الدورات الأربع الكبرى وعادل رقم كورت القياسي على مستوى الرجال والسيدات سويًا.
وبعد حسم لقبه التاريخي قذف مضربه في الهواء وجثا على ركبتيه وسط تشجيع هائل.
وصعد للمدرجات ليحتضن ابنته ثم نزل ليرتدي قميص “مامبا للأبد” ويحمل الرقم 24.
وأراد نوفاك بهذا القميص تسليط الضوء على رقمه التاريخي بجانب تكريم صديقه الراحل كوبي براينت نجم كرة السلة الأميركي وأسطورة لوس أنجليس ليكرز الذي كان يرتدي نفس الرقم خلال مسيرته اللامعة قبل وفاته في حادث تحطم مروحية والذي كان صديق ديوكوفيتش الشخصي.
وقال جوكوفيتش “فكرت في ارتداء هذا القميص إذا نلت فرصة الفوز بالبطولة، كوبي كان صديقاً مقرباً وتحدثنا كثيراً عن عقلية الفوز.
“عندما كنت أعاني من إصابة كان من الأشخاص الذين استندت عليهم كثيراً، كان حاضراً دائماً من أجل الدعم والنصح.
“فكرت في أنه كان يرتدي الرقم 24 حين كان أسطورة لليكرز ولكرة السلة العالمية”.
ورغم أنهما من الشخصيات الجذابة في الرياضة لم يحظَ جوكوفيتش أو ميدفيديف بدعم كامل من جماهير نيويورك.
ولم تكن الأجواء في استاد آرثر آش بنفس حماس الليلة الماضية في نهائي فردي السيدات، حين فازت الأمريكية كوكو جوف باللقب، ولم يبدُ انحياز الجمهور واضحاً لأي من اللاعبين.
ودخل جوكوفيتش الملعب برغبة في الثأر من منافسه الروسي الذي حرمه من دخول التاريخ قبل عامين.
ففي آخر مواجهة بينهما في أمريكا المفتوحة في نهائي 2021 حقق ميدفيديف لقبه الكبير الوحيد ومنع جوكوفيتش من الهيمنة على كل الألقاب الأربع الكبرى في عام ميلادي واحد.
لذا، استحق نوفاك لقب الأسطورة الحية، فالذي حققه من الصعب رؤيته يتكرر مجددًا، أقله في المدى القريب.
مواضيع ذات صلة :
بعد ميداليته الأولمبية.. ديوكوفيتش ينسحب! |