البطاقة الزرقاء في كرة القدم: حل أم مصيبة؟

خاص, رياضة 8 شباط, 2024

سيمنح المجلس الدولي للتحكيم في كرة القدم للحكام الحق باستعمال البطاقة الزرقاء. وهي بطاقة تخوّل الحكم بطرد لاعب لمدة عشر دقائق. وسيذهب اللاعب المطرود مؤقتًا إلى حجرة خاصة ليعود بعدها إلى الملعب.

الفكرة مستمدة من ألعاب أخرى غير كرة القدم، ولعل أبرز رياضة تستعمل هذا النوع من “القصاص” هي رياضة الهوكي على الجليد حيث نشاهد لاعبين يقضون فترة مؤقتة من الإيقاف في حجرة خاصة حيث يشاهدون زملاءهم يلعبون ثم يعودون إلى الملعب بعد انقضاء مدة إيقافهم.

لا بد أولًا من توضيح بعض الأمور أولها أن القرار لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد تجربته في عدة مسابقات ثانوية أهمها كأس إنكلترا، حيث قرر الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم تجربة هذا القانون في مسابقة كأس الاتحاد الإنكليزي التي تعتبر من أعرق المسابقات العالمية كونها أقدم مسابقة على المستوى الأوروبي.

أمر آخر أساسي يجب التركيز عليه في هذا القانون هو أنه بإمكان الحكام منح هذه البطاقة في حالتين فقط هما الاحتجاج أو الخطأ المتعمد.
أمر ثالث من المهم أن يعرفه الجمهور عن هذه البطاقة هو أنه في حال تلقى اللاعب البطاقة الزرقاء بعد تلقيه بطاقة صفراء فلن يقضي عقوبة عشر دقائق في هذه الحالة بل سيطرد من الملعب وكأنه تلقى بطاقة صفراء ثانية.

كذلك الأمر يكون في حال تلقى اللاعب بطاقة زرقاء ثانية حيث سيطرد اللاعب أيضاً في هذه الحالة وكأنه تلقى بطاقتين صفراوين.
ومن المتوقع أن يمنح المجلس الدولي للتحكيم في كرة القدم الحق للاتحادات المحلية بتجربة هذا القانون ووضعه حيز التنفيذ في اجتماعه الدوري خلال شهر آذار المقبل.

وقد جرت تجربة هذا القانون في مسابقات غير رسمية في المملكة المتحدة، وقد لاقى القرار حتى الآن ردود فعل متفاوتة، ولكن الأمر يختلف دائمًا عندما يتعلق الأمر بمسابقات ودوريات عالمية كبرى ككأس العالم والبطولات القارية والدوريات الأوروبية.

وكما هو متوقع، سيكون هناك محتجون على هذا القرار وتعلو الأصوات المعارضة لهذا القرار. أول المعارضين البارزين كان الدولي الإنكليزي السابق ونجم فريق أرسنال الإنكليزي بول ميرسون الذي اعتبر أنّ هذه العقوبة من شأنها أن تقتل الحماس في المباريات، فالفريق الذي سيخسر جهود لاعب لمدة عشر دقائق سيقضي هذه الفترة متراجعًا ومدافعًا متعمدًا إضاعة الوقت قدر المستطاع بانتظار عودة لاعبهم المطرود إلى الملعب.

بالمقابل، دافع أعضاء المجلس الدولي للتحكيم عن القرار معتبرًا أنه من شأن هذا القانون تخفيف الاحتجاج من قبل اللاعبين على قرارات الحكام وبالتالي تخفيف الاحتقان والتقليل من تشنج الجماهير. فالحكم يملك حصانة أكبر مع هكذا قرار ويمكنه السيطرة على الميدان بشكل أفضل.

باختصار، القرار في حال تم تطبيقه سيكون مدعاة أخذ ورد كبيرين في الفترة الأولى، فهل سيكون حلًا للاحتجاجات ويساعد على تقليل الأخطاء؟ أم أنه سيتسبب في قتل عزيمة الفريق الذي سيخسر جهود لاعب من لاعبيه لمدة عشر دقائق؟
الوقت كفيل بالإجابة عن تلك الأسئلة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us