كرة القدم اللبنانية: سداسيتا السقوط
خاص “هنا لبنان” – كتابة موسى الخوري
يعتبر نظام السداسية الذي أطلقه الاتحاد اللبناني لكرة القدم سواء لناحية تحديد البطل في سداسية الأوائل أو لمعرفة من سيهبط إلى دوري الدرجة الثانية في سداسية الأواخر ساقطاً، إذ أنّ تقسيم الفرق المتبارية في الدوري اللبناني إلى قسمين لم يؤتِ بثماره المرجوة، سواء لناحية منع تعليب النتائج التي كانت وما زالت بارزة في الموسمين الماضي والحالي أو لناحية خصم نقاط الفرق واقتسامها إلى النصف مع نهاية مرحلة الذهاب والذي لاقى اعتراضات شديدة من عدة أطراف أو لجهة تحفيز الفرق وجعلها أكثر تنافسية، كل تلك الأمور لم تُحدِث أي إيجابية مسار الدوري اللبناني الذي ما زال يتخبط على صورة حكامه وملاعبه ومسؤوليه في دوامة المستوى المزري الآخذ في الانحدار في مسار ينذر بالأسوأ وصولًا إلى زوال كرة القدم اللبنانية ومحوها عن الخارطة العالمية.
بعيدًا عن السلبية، وإيمانًا منا بأنّ لكل رياضي لبناني الحق في الإضاءة على نشاطه، سنحاول نقل نشاط الدوري اللبناني الذي وبالرغم من هبوط مستواه، ما زال يقدم منافسة مقبولة سواء على مستوى المقدمة أو القاع.
فعلى مستوى الصدارة، احتدمت المنافسة بين كل من العهد والأنصار والنجمة، ولا يفصل بين ثلاثي الصدارة سوى نقطة واحدة مع تعادل كل من العهد والأنصار بعشرين نقطة ولا يفصل بينهما سوى فارق الأهداف، وملاحقة النجمة لهما بتسع عشرة نقطة. الصفاء من ناحيته ابتعد قليلًا عن مثلث الصدارة وذلك بعد خسارته الكبيرة أمام الأنصار برباعية مقابل هدف واحد ليتجمد رصيده عند ست عشرة نقطة ويبتعد بفارق أربع نقاط عن المتصدرين، الأنصار والعهد.
الراسينغ من جهته حقق تعادلًا مثيرًا مع البرج بعد أداء جيد نسبيًا ورفع رصيده إلى تسع نقاط.
المنافسة على الهبوط محتدمة أيضًا. فالفرق المتصارعة تملك عددًا متقاربًا من النقاط ولا يفصل بينها سوى القليل جدًا، ونتائج مرحلة واحدة كفيلة بقلب الأمور رأساً على عقب. ومن المرجح أو يمكن حتى القول أنه من المحتم أنّ الفصل في معركة الهبوط لن يظهر للعلن قبل المرحلة الخامسة عشرة الأخيرة من السداسية. وما من فريق من الستة الأواخر بمنأى عن الهبوط.
نادي ضاحية بيروت الجنوبية شباب الساحل يملك حتى الآن (مع التشديد على عبارة حتى الآن) أفضلية طفيفة على منافسيه، ففي رصيده ست عشرة نقطة بعد فوز قلب فيه تأخره إلى تقدم بظرف دقيقتين أمام التضامن صور في أول مباراة للفريق الجنوبي تحت قيادة النجم السابق والمدرب الحالي موسى حجيج، وانقلاب النتيجة من صفر-١ إلى ٢-١ ليتربع على عرش صدارة سداسية الأواخر وبفارق خمس نقاط عن أحد ممثلي الجنوب التضامن صور.
ممثل الشمال نادي طرابلس الرياضي في جعبته عشر نقاط جعلته قريبًا من منطقة الهبوط بعد تعثره أمام النادي الجنوبي الشباب الغازية والذي حقق أفضل النتائج من بين فرق الذيل بعد أن جمع سبع نقاط من أصل تسعة من مبارياته الثلاث الأخيرة التي خاضها تحت قيادة النجم الدولي ونجم الأنصار السابق فؤاد ليلا، وإذا استمرّ الغازية بالنسج على هذا المنوال، فإنه سيحافظ بالتأكيد على مكانته بين فرق الدرجة الممتازة.
فريق الحكمة، وبالرغم من حصده خمس نقاط في السداسية، وبالرغم من حصول لاعبيه على مستحقاتهم المالية المتأخرة، فإن وضعه أصبح خطرًا في قاع الترتيب، وهو مطالب بالانتفاضة وتحقيق النتائج والانتصارات قبل نهاية الدوري وفوات الأوان.
إذًا المنافسة محتدمة على الرغم من تدني المستوى، فلننتظر نهاية الموسم لنرى من سيتوج بلقب البطولة ومن سيهبط إلى دوري المظاليم.