كأس العالم كل سنتين.. حسناته وسيئاته إن حصل
خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري:
صحيح ان البطولات الأوروبية تشهد تنافسًا حامي الوطيس على أكثر من جبهة وفي معظم الدوريات الكبرى، لكننا اخترنا أن نؤجل الحديث عن الدوريات بانتظار الأمتار الأخيرة لكي نتشاطر وإياكم آراء الناس حول فكرة طرحها مدرب أرسنال السابق ومدير التطوير في الإتحاد الدولي لكرة القدم حاليًا الفرنسي أرسين فينغر، صاحب الخبرة الطويلة في ميادين كرة القدم. إنها فكرة إجراء كأس العالم لكرة القدم كل سنتين.
مجرد التفكير بهكذا موضوع من شأنه أن يقسم الآراء بين مؤيد ومعارض. لم يغفل على أرسين فينغر بالطبع ما يمكن أن يتأتّى عن هكذا قرار من تضارب مع مواعيد بطولات قارية ودولية أخرى، فبادر باقتراح إلغاء كل البطولات “الثانوية”. فبرأي فينغر، هناك مسابقات لا جدوى رياضية منها تنظمها الفيفا وهي تستنزف طاقة اللاعبين مقابل حضور جماهيري ضئيل لم يساعد ضخ المال والتنظيم الباهظ الكلفة والتغطية الإعلامية الشاملة في إعلاء شأن تلك المسابقات ولفت الإنتباه إليها.
ولعل إحدى أهم النقاط التي ارتكز عليها فينغر لدعم موقفه هي طول المدة التي تفصل كؤوس العالم عن بعضها:”معدل أعمار لاعبي المنتخبات المشاركة في كأس العالم هو ما بين 27 و28 عامًا وبعد 4 سنوات سيكون عمر معظم هؤلاء اللاعبين 31 و32 عامَا وبالتالي أصبحوا في آخر مسيرتهم وبدأ مستواهم بالتراجع. ثم ما مصير لاعب مهما برز نجمه في حال تعرض للإصابة ولم يتمكن من المشاركة بكأس العالم؟ لماذا عليه أن ينتظر 4 سنوات أخرى هذا إن حصل على فرصة أخرى للمشاركة؟”.
ولكن مهلًا، ماذا عن تضارب المواعيد؟ ماذا عن باقي المسابقات القارية؟ من يتصور إقامة بطولة الأمم الأوروبية في نفس العام الذي ستجرى فيه نهائيات كأس العالم؟ ماذا سيحصل للتصفيات المؤهلة؟
كل تلك الأسئلة حملناها إلى الناس للوقوف عند رأيها حول هكذا قرار مصيري من شأنه إذا أتُخذ ان يُحدث نقلة نوعية في عالم الكرة ولا أحد يعرف سلبياته من إيجابياته.
المدرب الوطني أميل رستم الذي ساعد فريقه الحكمة في العودة إلى مصاف أندية الدرجة الممتازة في الدوري اللبناني لكرة القدم فنّد الإيجابيات والسلبيات من وراء هكذا خطوة “طبعًا كثرت المسابقات وأصبحت ترهق اللاعبين الذين لم يعودوا يحظوا بفترة كافية من الراحة بين مسابقة وأخرى وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى تراجع المستوى الفني للعبة وهذا يحتّم على المسؤولين مراجعة الجداول المشحونة والإبقاء على مسابقات ذات قيمة مضافة وعلى رأسها كأس العالم”.
بالمقابل، لم يغفل أميل رستم موضوع تضارب مواعيد المسابقات وتأثيرها على اللعبة “إجراء نهائيات كأس العالم كل سنتين سينتج بطبيعة الحال إقامتها في نفس السنة التي تقام خلالها مسابقات أخرى بارزة أهمها كأس الأمم الأوروبية والألعاب الأولمبية وهذا التضارب من شأنه أن يخلق إشكاليات كثيرة قد تتفاقم لتؤثر على مستوى كأس العالم الذي يمكن أن يفقد رهجته في حال حصل في نفس عام حصول بطولة الأمم الأوروبية أو نفس عام حصول دورة الألعاب الأولمبية. على الفيفا دراسة الموضوع بعمق وأخذ كل الجوانب الإيجابية والسلبية قبل الإقدام على هكذا خطوة في حال قرر المضي قدمًا فيها”.
نجم التعليق الكروي الأول في العالم العربي فارس عوض ركز من جهته على عامل المال الذي أصبح له اليد الطولى في اتخاذ أي قرار تقدم عليه الفيفا:”المال حاليًا هو المحرك الأساسي لكل أمور كرة القدم وهو أولوية الأولويات كونه العصب الأساسي للعبة. جائحة كورونا أثرت على الجميع وفتكت بكل شيء وكرة القدم لم تشذ عن كل هذه المصائب. من هذا المنطلق تحاول الفيفا كما سائر الإتحادات إيجاد حلول لتجاوز الأزمة الخانقة، فالأندية ترزح تحت الإلتزامات المادية والبطولات مهددة بالإلغاء وقد يكون إجراء كأس العالم كل سنتين من شأنه تخفيف الحمل المادي على اللعبة ودَر بعض المداخيل. حتى الرعاية والنقل التلفزيوني يتراجعان أمام هول الجائحة والكل يبحث عن سبل لتعويض الخسائر”. ولكن يرى عوض “أن إجراء كأس العالم كل سنتين لن يكون الحل الأمثل للفيفا. فالتصفيات بحد ذاتها تأخذ سنتين كاملتين ليتأهل على أثرها أفضل الفرق وهنا يجب إيجاد صيغة جديدة للتأهل إلى النهائيات. باختصار، كأس العالم كل سنتين سيخرب الجداول الرياضية لكل اللعبة”.
حسين حمدان مدير فريق النجمة وهو احد أعرق الأندية اللبنانية وصاحب القاعدة الجماهيرية الأكبر في بلاد الأرز قال حول هذا الموضوع:”أرسين فينغر مدرب كبير نجح في نقل تجربته الإيجابية إلى عمله على برامج تطوير الكرة لدى الفيفا. وبصماته أضحت واضحة في مجال تطوير القوانين التحكيمية وتحسين ظروف اللعب. فينغر يستند على فكرة إقامة كأس العالم كل سنتين من منطلق أن أندية الكرة العالمية التي تتكبد أموالًا طائلة على لاعبيها تخشى عليهم من الإصابات خلال دورات ثانوية وتفضل بالتالي أن يقتصر اشتراك نجومها الدوليين على المسابقات القارية وكأس العالم. لذا من غير المنطقي أن ينظم الفيفا عدة مسابقات سنوية يشارك فيها النجوم ويتحولون إلى سلعة تسويقية، وهذا لا يصب لا في مصلحة الأندية ولا اللاعبين. حيتان المال يتحكمون بالأندية وهذا أمر يجب أن يُعالج”.
وانتم، ما رأيكم لو جرت نهائيات كأس العالم لكرة القدم؟ هل أنتم مع أو ضد؟
مواضيع ذات صلة :
فيفا يحقق فيما حدث داخل غرفة ملابس صربيا | رسمياً.. الكشف عن تشكيلة فرنسا لكأس العالم قطر 2022 | مجموعة “beIN”: كأس العالم لن يُبث مجانًا في لبنان |