مع اقتراب نهائي دوري أبطال أوروبا.. هل هدأ زلزال دوري السوبر الأوروبي؟

رياضة 30 نيسان, 2021

خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري:

كما كنا قد أشرنا سابقًا إلى أن ترددات الزلزال الذي تسبب به دوري السوبر الأوروبي ليس على كرة القدم الأوروبية فقط بل على مستوى العالم ستبقى قائمة، فإن الأمور لن تقف عند هذا الحد. فلا الإتحادين الأوروبي والدولي لكرة القدم سيقبلان بصيغة دوري السوبر التي من شأنها أن تُخرج الأمور عن سيطرتهما كما هي الآن ولا أصحاب الفكرة ومالكي المليارات سيقبلون بأن تذهب تضحياتهم هباء في إطلاق دوري الأغنياء.
مهما يكن من أمر، فإن الأمور هدأت نسبيًا مع انطلاق مرحلة الذهاب من دوري أبطال أوروبا واليوروبا ليغ والتي شهدت مباريات من النوع “السوبر” من شأنها أن تبقي طابع المنافسة المرتفعة المستوى في هذه المسابقات. وإذا أجرينا مقاربة بسيطة فإننا سنجد أن فريقًان إثنان من الفرق التي تأهلت إلى نصف نهائي لا ينتميان إلى الأندية التي تريد تأسيس دوري السوبر، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أنه ما زال هناك مكان للفرق الأقل غنى في البطولات الأوروبية وأنه باستطاعة هؤلاء مقارعة أصحاب الرساميل الكبيرة ومن الظلم إقصائهم عن الساحة وإبقائهم كممثلين “كومبارس” علمًا بأنهم يستحقون أن يؤدوا أدوار البطولة إلى جانب النجوم.
بالعودة إلى الملعب الذي كان وما زال وسيبقى المكان الأمثل للفصل بين جميع الفرق، فإن مرحلة الذهاب من دوري أبطال أوروبا واليوروبا ليغ وفى بوعوده من ناحية الإثارة والتشويق والمستوى المرتفع والإثارة والندية والتنافس العالي المستوى. فالأداء كان راقيًا في المباريات الأربع وتخلله مباريات ضمن المباريات إن بين المدربين او بين اللاعبين النجوم أو حتى بين رؤساء الأندية.

في دوري الأبطال الذي ما زال نجم المسابقات بين الأندية بانتظار ما ستؤول إليه أمور إنشاء دوري السوبر، كان المشجعين على موعد مع لقائين من النوع الممتاز. الأول بين تشلسي الإنكليزي وريال مدريد الإسباني والثاني بين باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنكليزي. نتيجتي اللقاء تشيران إلى احتمال حصول مباراة نهائية بين فريقين إنكليزيين، لكن الكرة مستديرة ولا زالت تحتكم إلى الأرقام على أرض الملعب وليس إلى التوقعات.
في المباراة الأولى نجح تشلسي في تسجيل نتيجة جيدة خارج أرضه بعد نجاحه في خطف التعادل من ريال مدريد في العاصمة الإسبانية ليضع في جعبته هدفًا غاليًا خطفه خارج قواعده. لكن بعد غياب الجماهير التي تلقب ب”اللاعب رقم 12″ عن الملاعب بسبب جائحة كورونا أصبح السؤال الأساس الذي يطرح نفسه هو: هل من فائدة للهدف المسجل في ميدان الخصم؟ طبعًا نعم وإن بزخم أقل، فالتعادل السلبي يكفي تشلسي للعبور إلى ثالث نهائي في تاريخه بعد موسمي 2008 يوم خسر بضربات الترجيح أمام مانشستر يونايتد و2012 يوم فاز باللقب على حساب بايرن ميونيخ الألماني. وقد كان تشلسي الطرف الأفضل في اللقاء وخصوصًا في الشوط الأول الذي أهدر خلاله رجال المدرب الألماني توماس توخيل عددًا وافرًا من الأهداف إضافة إلى تألق الحارس البلجيكي للريال تيبو كورتوا وثنائي الدفاع فاران/ميليتاو الذي أبلى البلاء الحسن بغياب عماد الدفاع سيرجيو راموس.
كذلك سجل المستوى اللافت للمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة الذي أقلق وحده كل الفريق الإنكليزي وحمل فريقه على كتفيه. كما نجح رجال المدرب الفرنسي للريال زين الدين زيدان في احتواء فورة فريق العاصمة الإنكليزية خلال الشوط الثاني ونجح في الخروج من اللقاء بأقل قدر ممكن من الخسائر. لكنه صعّب المهمة على نفسه كونه أصبح بحاجة للفوز أو أقله التعادل بهدفين أو أكثر وهو أمر ليس بالسهل أمام فريق صحيح أنه يعتبر الأقل حظًا بين الفرق الأربعة المتأهلة لنصف النهائي ولكنه في تطور مستمر منذ وصول المدرب الألماني إلى صفوفه خلفًا لنجمه السابق جون تيري.
النصف النهائي الآخر جمع فريقان يجمعهما الكثير من الأمور المشتركة. فكلاهما ممولان من طرفان عربيان، واحد إماراتي وآخر قطري وكلاهما يعجان بالنجوم من المستوى السوبر وما فوق و كلاهما يطمحان للفوز بأول لقب أوروبي كبير. كل هذه النقاط جمعت باريس سان جيرمان الفرنسي بمانشستر سيتي الإنكليزي.
وإن كان لمباراة أن تثبت للناس أن كرة القدم مقسومة لشوطين، فهذه المباراة تعتبر المثال الأبرز على ذلك. فباريس سان جيرمان سيطر على الشوط الأول بالطول والعرض وسجل هدف التقدم برأسية للمدافع البرازيلي ماركينيوس بينما عاد مانشستر سيتي فريق غوارديولا الذي نعرفه في الشوط الثاني فلعب وضغط خصمه وصال وجال وسجل هدفان قد يكونان غاليان جدًا بحيث يمكن أن يكونا كفيلين بمنحه بطاقة العبور إلى الدور النهائي للمرة الأولى في تاريخه ويمكنان غوارديولا من معانقة كأس دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة بعد عشر سنوات من ثاني لقب كسبه مع برشلونة على حساب مانشستر يونايتد عام 2011. كرة خادعة من المايسترو البلجيكي كيفن دي بروين وهدف آخر من الجزائري رياض محرز وضعا سان جيرمان في وضع لا يحسد عليه قبل مباراة الإياب بعد بضعة أيام في مانشستر.

اليوروبا ليغ كان أيضًا على موعد مع مباراتين بارزتين جمعتا مانشستر يونايتد الإنكليزي بروما الإيطالي من جهة وفياريال الإسباني بأرسنال الإنكليزي من جهة أخرى.
صحيح أن اليوروبا ليغ أدنى مستوى من دوري أبطال أوروبا، لكن الإتحاد الأوروبي أعاد بث الروح في هذه المسابقة منذ رفع قليلًا من جوائزها المالية والأهم من ذلك منح بطاقة تأهل لدوري أبطال أوروبا إلى الفريق الفائز في هذه المسابقة. وهذا أمر جعل الفرق تبذل كل ما عندها من طاقة من أجل الظفر بمقعد في الدوري الأم.

مباراة الذهاب الأولى كانت من طرف واحد فسيطر عليها مانشستر بالطول والعرض وفاز بنتيجة عريضة 6-2 بالرغم من تأخره مبكرًا بهدفين لهدف. والحق يقال أن مانشستر وجد ضالته منذ قدوم مهندس خط الوسط البرتغالي برونو فرنانديس الذي يتمتع بصفات تقنية وقيادية مكنته من بث الروح في فريق متأرجح بدأ يحصد الإنتصارات ولم يذق طعم الهزيمة إلا في مباراة واحدة من آخر 22 مباراة لعبها. ويطمح رجال المدرب النروجي أولي غونار سولسكاير لتحقيق لقب لمانشستر منذ آخر مرة كسب لقب نفس المسابقة عام 2017 تحت قيادة مواطن فرنانديس المدرب خوسيه مورينيو.
المباراة الثانية نجح خلالها الفريق الإسباني فياريال من إحراز تقدم طفيف قد لا يكون كافيًا لبلوغ النهائي. فنتيجة 2-1 على ميدان الفريق تجعل مهمته صعبة في مباراة الإياب أمام أرسنال الإنكليزي على ملعبه “الإمارات” في لندن مما يجعل احتمال حصول نهائيين أروبيين مع أربعة فرق إنكليزية وارد كما حصل عام 2019 يوم التقى ليفربول مع توتنهام في نهائي دوري أبطال أوروبا وواجه تشلسي أرسنال في نهائي اليوروبا ليغ. صحيح أن مدرب فياريال الحالي أوناي إيمري نجح في التغلب على فريقه السابق أرسنال ولكن تبقى الأرجحية للفريق اللندني على أن مهمة الإسبان ليست بالمستحيلة كون كل شيء وارد في كرة القدم خصوصًا مع هكذا فارق صئيل.
بالخلاصة، نحن على أبوب الأمتار الأخيرة من المسابقتين الأوروبيتين الأبرز، فمن سيتأهل إلى المباراتين النهائيتين؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us