إسبانيا إيطاليا فرنسا إنكلترا ألمانيا.. كيف نضعهم بالترتيب الصحيح؟
خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري:
بالطبع نحن هنا لا نتكلم لا عن المساحة الجغرافية و لا عن قوة أو تطور السلاح و لا عن الصناعة ولا عن الموازين التجارية و لا عن عدد السكان و اللائحة تطول. إنما الكلام هنا عن كرة القدم و تحديداً عن مستويات الدوريات الأوروبية التي تبقى الدوريات الأجمل في العالم و الأكثر استقطاباً للإعلام و الجماهير التي تتلهّف لمعرفة أخبار أنديتها المفضلة في تلك البطولات خصوصًا مع اقتراب الموسم من نهايته. فالأندية المنضوية تحت ألوية هذه الإتحادات الخمس الكبرى كانت و لا تزال حديث الناس مع كل بداية موسم. فكل المسابقات القارية بما فيها كأس العالم، البطولة الأكبر، ينساها الناس مع نهايتها لينصب كل تركيزهم على البطولات المحلية. فمع بداية كل موسم، تتسابق الأندية الكبيرة للظفر بتواقيع لاعبين نجوم سواء كانوا يلعبون ضمن هذه الدوريات الكبرى التي تُعتبر مصدر خبرة للاعبين أو نجوم لمعت في دوريات أقل قدرة أو حتى في قارات أخرى كأميركا الجنوبية و القارة السوداء افريقيا و ممكن حتى من آسيا. ثم ينتظر الجميع بفارغ الصبر بداية الدوري و العيون كلها شاخصة على الأندية الكبرى و ما ستحققه من نتائج و من سيلعب دور الحصان الأسود و يعكّر مسيرة بعض الفرق الكبيرة و يصعّب مهمتها. ثم ما يلبث أن يأتي الحديث عن الإنتقالات مجدداً في منتصف الموسم ليليه الكلام عن مرحلة الإياب و التحضير الجدّي للمراحل الأخيرة من المسابقات المحلية و أخيراً الإقتراب من خط النهاية و معرفة قدرة الفرق الكبيرة على المحافظة على مستوى ثابت في ظل كثافة المباريات المحلية و القارية، و خصوصاً للفرق التي تصل إلى مراحل متقدمة من دوري أبطال أوروبا و ما زالت تنافس على بطولة بلدها المحلية.
باختصار، الدوريات الأوروبية المحلية كانت وما زالت و ستبقى تحظى باهتمام غير مسبوق على كل المستويات.
صحيح أن بعض الدوريات كالبرتغال و هولندا و اليونان و تركيا وروسيا و حتى بلجيكا تحاول اللحاق بركب البطولات الكبرى من خلال استقطاب بعض اللاعبين الجيدين أو تنشئة لاعبين شباب على أمل بيعهم بأسعار جيدة خلال سوق الإنتقالات (بالطبع نحن نتكلم عن قيمة موهبة اللاعب في سوق الإنتقالات و ليس عن شخص اللاعب. فالإنسان و الإنسانية في الدول المحترمة شيئان أساسيان).
لذلك، سأحاول وضع ترتيب للدوريات آخذاً بعين الإعتبار مجموعة عوامل أهمها تواجد كم كبير من النجوم في دوري محدد إلى حركة الإنتقالات التي عادة ما تكون ناشطة بعد كأس االعالم والبطولات القارية الكبيرة إلى هيكلية الأندية الكبيرة و احترافية الإتحادات الكبرى إلى قدرتها على تشكيل منتخبات قوية و ايفاد لاعبين نجوم إلى منتخبات أخرى إلى تقارب مستويات فرق الطليعة…
إنكلترا و البريميرليغ
لقد فكّرت كثيراً قبل وضع إنكلترا في المرتبة الأولى. فقد يعاتبني عدد كبير من متتبعي الدوري الإسباني و خصوصاً مشجعي برشلونة و ريال مدريد على فعلتي هذه.
و لكن لنبدأ من حيث انتهينا. فالليغا الإسبانية في معظم المواسم لا تجد من ينافس على بطولتها سوى الريال و البرشا، بينما يبقى الصراع في البريميرليغ على أشدّه بين على الأقل ستة فرق أو حتى أكثر. فمانشستر سيتي و ابن مدينته المان يونايتد و ليفربول و توتنهام و أرسنال و تشلسي و حتى من خلفهم ايفرتون و ليستر سيتي وأرسنال كلهم قادرين على المنافسة على اللقب و لو بنِسَب متفاوتة مع أفضلية كبيرة للرباعي سيتي يونايتد ليفربول و تشلسي. و لا ننسى الأداء اجيد للمنتخب الإنكليزي خلال الأعوام الأخيرة الذي من شأنه أن يغني الدوري و يجعل الجماهير تتهافت أكثر إلى شبابيك التذاكر مع قرب انتهاء مفاعيل جائحة كورونا لتتمتع بمشاهدة أفضل النجوم و أجمل المباريات.
عامل آخر مهم رجّح كفّة المبريميرليغ على الليغا و هو قدرة فرق القاع على إحداث مفاجآت أمام فرق الصف الأول. و هو أمر شبه معدوم ونادر الحصول في إسبانيا.
إسبانيا و الليغا
بالإضافة إلى احتكار الثنائي التاريخي البرشا و الريال لبطولة الليغا والمنافسة الخجولة من بعض الفرق كأتليتيكو (وإن كان متصدرًا) وفالنسيا (لكن ليس مؤخرًا) وفياريال وأشبيلبة تساهم في حصر الإهتمام بالفريقين الكبيرينفي اسبانيا.
لكن ذلك لا يمكن أن يحجب مجموعة عوامل إيجابية تجعل الليغا بطولة رائعة. فالنجوم من جميع أقطاب العالم حلمهم الأغلى هو ارتداء قميص الميرينغي أو البلوغرانا. حتى القدوم إلى جنّة الليغا من خلال أي فريق على أمل التألق و من ثم الإنضمام إلى أحد العملاقين هو إنجاز بحد ذاته. فكشافة الأندية موجودة دائماً و عينها ساهرة. إلى ذلك، فثنائية العملاقين لا تلغي حضور أندية أخرى على رأسها أتليتيكو مدريد الذي قد يُزعج البعض بأدائه الدفاعي و القاسي، لكن لا يمكن لأحد أن يقلل من قيمة فريق الأرجنتيني دييغو سيميوني الذي أصبح بعبع الفرق إسبانياً و أوروبياً والدليل على ذم تصدره الدوري قبل انتهائه بمرحلة واحدة وفالنسي وإن تراجع بعض الشيء مؤخرًا فهو قادر أن يشكل منافسة جيدة للكبار وإشبيلية الذي بات المتخصص بالفوز باليوروبا ليغ في السنوات الأخيرة وفياريال الذي وصل لنهائي اليوروبا ليغ.
إيطاليا و الكالشيو
كانت إيطاليا الوجهة الرئيس للنجوم في الثمانينات و التسعينات من القرن الماضي. فكل نجوم العالم كانوا يحلمون بجنّة الكالشيو. و من ينسى زيكو و مارادونا و غوليت و فان باستن و شيفتشينكو و كاكا و كوكبة النجوم الطليان في تلك الفترة؟
لكن المشاكل المادية و عدم قدرة إدارات الأندية الإيطالية على اللحاق بركب أندية إسبانيا و إنكلترا و قضايا الفساد و النتائج المعلّبة دفعت بالدوري الإيطالي عشرات السنين إلى الخلف.
كل تلك الأمور إضافة إلى احتكار جوفنتوس للقب في السنوات الأخيرة أفقدت الكالتشيو حلاوته حتى أتى الإنتر ليضع حدًا لسيطرة فريق السيدة العجوز. على أن قدوم بعض اللاعبين البارزين كالبلجيكي روميلو لوكانو والأرجنتيني لوتارو مارتينيز ووتألق اللاعب الذي لا يشيخ السويدي زلاتان ابراهيموفيتش وبروز بعض اللاعبين الطليان وعودة إيطاليا إلى واجهة الأحداث بعد اخفاق التأهل لنهائيأت كأس العالم الأخيرة في روسيا ٢٠١٨
الدوري الألماني و البوندسليغا
باستثناء البايرن ميونيخ ليس هناك من فريق ألماني يتمتع بمستوى ثابت يؤهله للمنافسة اوروبيًا ومقارعة الكبار فنجد بعض الأندية يرتفع مستواها تارة وينخفض طورًا. كذلك فالفرق الألمانية لا تعتمد على استقطاب النجوم الكبار و دفع مبالغ خيالية في سوق الإنتقالات لتدعيم صفوفها. و هذا أمر حكيم يبقي الفرق الألمانية بشكل عام بمنأى عن الخضات المالية ولكن ما هم الجماهير من الميزانيات و الحسابات؟ فالمشجع لا يهمه سوى الإنتصارات و الألقاب و هذا أمر بعيد المنال أوروبياً عن الألمان باستثناء النادي البافاري بايرن ميونيخ الذي يلقى منافسة خجولة جداً من بوروسيا دورتموند ولايبزيغ و هذا يؤثر سلباً على حماسة الجماهير.
لكن تبقى سياسة تنشئة اللاعبين و الإتكال على المجموعة و عدم التركيز على نجم أوحد صفات بارزة لدى معظم الأندية الألمانية.
الدوري الفرنسي
هنا أيضاً تكمن مشكلة أحادية المنافسة. فلا أحد قادر على زعزعة العملاق الباريسي باريس سان جيرمان. فحتى ليل المتصدر الحالي وحتى موناكو و مارسيليا اللذان يحاولان تدعيم فريقيهما من خلال النشاط في سوق الإنتقالات غير قادرَين على المس بالزعامة الباريسية التي يأمل رئيسها القطري ناصر الخليفي بالذهاب بعيداً على المستوى الأوروبي.
و لا ننسى أن المنتخب الفرنسي هو بطل العالم وأحد أبرز وأقوى المنتخبات مما يكسب الدوري الفرنسي البعض من الإهتمام.
فهل سينسحب نجاح المنتخب الفرنسي على الأندية الفرنسية و نجدها تحقق التقدم في المسابقات الأوروبية؟ أمر صعب لكن كرة القدم لا تعترف سوى بالجهد و الكد على أرض الملعب.
أتمنى أن يكونتصنيفي عادلاً قدر الإمكان رغم أن الترتيب لا يعتمد على حسابات ثابتة و يبقى وجهة نظر
مواضيع ذات صلة :
صلاح يحذر ريال مدريد “لدينا تصفية حساب” | قرعة أبطال أوروبا.. مواجهة ثأرية لريال مدريد وسهلة لليفربول | هدف ميسي في شباك مانشستر سيتي يفوز بجائزة الأفضل في دور مجموعات “التشامبيونزليغ” (فيديو) |