إفتتاحية ذكرتنا بروعة اللعبة.. إيطاليا تُقنِع بفوزها وترسل رسالة تحدي

رياضة 12 حزيران, 2021

خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري:

وهل هناك أجمل من صوت أندريا بوتشيلي الأوبرالي الملائكي ليصدح صوته بين جنبات استاد ملعب روما الأولمبي ليقول للعالم أن كرة القدم عادت على أعلى المستويات بعد غياب قسري بسبب جائحة كورونا؟
حفل افتتاح ربما ليس الأضخم لكنه من الأجمل إن من حيث الرقصات الإيقاعية أو الغناء أو الألعاب النارية بمساندة إفتراضية أضفت على الحفل رونقًا جميلًا ليكون مزيجًا من الرقي والبساطة، فمعروف عن الطليان ذوقهم الرفيع في الفن والإبداع.
على أن هذا الفن لم يقتصر فقط على الحفل إنما امتد إلى أرض الملعب في المباراة الإفتتاحية بين كل من إيطاليا وتركيا التي أذنت ببطولة جميلة يتمنى عشاق الكرة أن تنسيهم فترة كورونا العجاف وتذكرهم بحماوة وجمال البطولات الكبرى.

بداية المباراة كانت نوع من جس النبض لدى الطليان و حذر من قبل الأتراك فانتظر الجمهور حوالي العشرين دقيقة ليشاهدوا لورنزو إنسيني يطيح بكرة سجل مثلها عشرات المرات مع فريقه نابولي في الدوري الإيطالي. لكن ذلك لم يؤثر على معنويات الأزوري (الأزرق) بأي شكل من الأشكال، فانطلق الفريق نحو الأمام وحاصر مرمى الأتراك من كل الجهات. على أن عماد خط الدفاع المخضرم جورجيو كييليني (36 عامًا) كان صمام أمان فريقه ومحور الخلف الذي طالما تميز به هذا المنتخب على مر التاريخ. بالمقابل، لم ينجح كل من مدافعا ليفربول أوزان كاباك وجوفنتوس مريح ديميرال في الصمود أمام المد الإيطالي، صمود لم يدم سوى 53 دقيقة عندما اضطر ديميرال لتحويل الكرة داخل مرماه بعد رفعة من دومينيكو بيراردي. ومنذ ذلك الحين بدا واضحًا أن إيطاليا أمسكت بزمام المبادرة وتركت تركيا تجري خلفها ولكن دون طائل. محاولات بالجملة لخط الهجوم الذي ينبيء بأن تشيرو إيموبيلي ولورنزو إنسيني سيكون لهما شأن كبير خلال هذه البطولة إذا أكملا النسج على هذا المنوال، فعدا عن تسجيلهما الهدفان الثاني والثالث لمنتخبهما، قام هذان الشابان بالكثير من الجهد لإرهاق المنتخب الخصم من تسديد إلى كرات أكروباتية إلى ضغط على الخصم مما سهّل أمور الطليان وجعلهم يكملون المباراة وكأنها حصة تدريبية وليست مباراة إفتتاحية لليورو.

وإذا كان البعض يرشح إيطاليا لتكون الحصان الأسود لهذه البطولة، فإن هذا البعض زاد عدده بشكل لافت بعد مباراة البارحة. فبالإضافة للسيطرة على الكرة، ظهرت كل خطوط المنتخب متماسكة ومتجانسة ولم يعكر صفوها أي شيء يذكر. وما فاجأني وبالطبع فاجأ الكثيرين هو عدم اكتفاء الطاليان بتسجيل ثلاثية ومحاولاتهم المستمرة من أجل حصد المزيد من الأهداف حتى بعد الهدف الثالث وهذا شيء لم يعودنا عليه رجال المدرب روبرتو مانشيني الذي بدا واضحًا ان تجاربه التدريبية السابقة في الدوريين الإيطالي والإنكليزي أكسبته الكثير من الخبرة وهو أصبح جاهزًا لقيادة دفة منتخب عريق وكبير كالمنتخب الإيطالي وإيصاله إلى أبعد المراتب ولما لا حصد اللقب؟
إذًا بداية رائعة لبطولة كبرى انتظرها عشاق الكرة بعد طول غياب وافتتاحية ملفتة ومباراة جميلة ونتمنى أن تنتهي هذه البطولة كما بدأت وتثبت كرة القدم أنها عادت لتجمع العالم أجمع على أجمل اللقائات وان عشق الناس للكرة لا يمكن أن يؤثر عليه أي نوع من المصائب مهما علا شأنه.

 

 

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us