طريق المونديال ما زال طويلًا لكن بداية المنتخب جيدة
خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري
نتمنى أن تستبدل كلمة بداية ببدايات ويكمل المنتخب اللبناني النسج على نفس المنوال الذي بدأ ينسجه في مباراته خارج الديار أمام منتخب الإمارات العربية المتحدة على ملعب زعبيل الذي يحتضن مباريات نادي الوصل (النادي الذي درّبه لفترة وجيزة أسطورة كرة القدم الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا). على أنّ مباراة المنتخب الثانية ستكون اختبارًا لا يقل صعوبة أبدًا عن اللقاء الأول، فهي ستجمعه مع المنتخب الكوري الجنوبي الذي أصبح موضوع تأهله لنهائيات كأس العالم أشبه بالتحصيل الحاصل، فالكوريون لم يفوتوا على أنفسهم أي فرصة للمشاركة في نهائيات كأس العالم في آخر 9 مناسبات متتالية وتحديدًا منذ كأس العالم 1986 في المكسيك. حتى أنهم بلغوا الدور نصف النهائي في مشاركتهم على أرضهم عام 2002 يوم نجحوا في إقصاء المنتخب الإيطالي من الدور الثاني.
وبانتظار حل موضوع النقل التلفزيوني أو الرقمي للقاء، يدرك اللبنانيون أنهم على موعد مع خصم عنيد لا يستهين أبدًا بموضوع تصفيات كأس العالم التي تأتي في أولوية أولوياته إذ تسخّر الدولة الشرق آسيوية كل الإمكانات من أجل إنجاح مسيرة منتخبها الذي يضم أبرز لاعبي آسيا إن لم يكن أبرزهم مهاجم نادي توتنهام هوتسبر الإنكليزي اللاعب هونغ مين سون والذي يحوطه لاعبين يشكلون مزيجًا من الخبرة والشباب كالحارس كيم سونغ والمدافع مين جاي كيم. منتخب لم يتخلى عن هويته وأسلوبه الذي اعتمد وما زال يعتمد على اللياقة البدنية العالية جدًا وعلى التنويع في الإختراق من الجناحين أو منتصف الملعب، وهو يملك كل العدة اللازمة لفعل ذلك تحت قيادة المدرب البرتغالي باولو بنتو الذي استقدمه الإتحاد الكوري لكرة القدم ليس بهدف التأهل فقط إنما أيضًا بهدف تحقيق نتائج جيدة والذهاب بعيدًا قدر الإمكان في المونديال الذي سيجري العام المقبل في قطر. ولكن الكوريين يعلمون جيدًا أنه لا يمكن وضع العربة أمام الحصان لذا فهم يتهيأوون لخوض غمار التصفيات بأكبر قدر من الجدية وتحقيق أكبر عدد متوفر من النقاط بغية التأهل المباشر للنهائيات.
ولكن ماذا عن منتخبنا اللبناني؟ هل يمكن إخراجه من حسابات التأهل؟ طبعًا لا، فمباراته السابقة في افتتاح التصفيات أمام الإمارات أثبتت أنه خصم لا يمكن الإستهانة به أبدًا. صحيح أن أشقاءَنا الإماراتيين أضاعوا فرصًا سهلة في الشوط الأول، إلا أن منتخب الأرز نفض جلده وظهر بصورة مختلفة تمامًا في الشوط الثاني ونجح في فك الحصار الإماراتي والخروج من منطقته وحتى تهديد مرمى الخصم في بعض الأحيان. ولولا أنانية بعض اللاعبين واختيارهم التمرير بدل المراوغة و”العلك” في بعض الأحيان المصيرية والحاسمة، لكان تمكن منخبنا من الخروج من اللقاء بالعلامة الكاملة وتحقيق إحدى أبرز نتائج المرحلة الأولى من التصفيات الآسيوية الحاسمة التي يتأهل من بعدها منتخبان مباشرة من كل مجموعة إلى النهائيات ويحصل صاحبا المركز الثالث من كل مجموعة على فرصة لعب ملحق والتأهل. وحتى مع غياب لاعبين بارزين كالحارس مهدي خليل ومشاركة النجم محسن معتوق لـ70 دقيقة فقط بعد تعافيه من الإصابة بفيروس كورونا، نجح المنتخب اللبناني بقيادة المدرب التشيكي إيفان هاسيك الذي شارك في نهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا بتقدبم أوراق اعتماده كمنتخب قادر على مجابهة بقية منتخبات المجموعة. والجدير ذكره هو تألق الإحتياطي عمر شعبان الذي يلعب لنادي الدرجة الرابعة الإنكليزي سوتون يونايتد والذي كان قيمة مضافة للبنانيين من خلال مشاركته في نهاية اللقاء.
وفي المباراتين الأخريين، يستضيف المنتخب السوري نظيره الإماراتي عند السابعة من مساء غد ويليه لقاء آخر عند التاسعة مساء مباراة بين منتخبي العراق والمنتخب الوحيد الذي حقق انتصارًا ونجح في جمع ثلاث نقاط من لقائه الأول منتخب إيران.
إذًا كلنا أمل ورجاء بأن ينجح منتخبنا في حصد أكبر عدد من النقاط خلال التصفيات والتأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم. هل الأمر ممكن؟ بالطبع نعم، فالإرادة موجودة للوصول إلى أول نهائيات تجرى على أرض عربية.
مواضيع ذات صلة :
40 ألف حقيبة مدرسية من الإمارات للبنان | الدعم العربي للبنان متواصل… والمساعدات الإنسانية تتوافد إلى بيروت لمواجهة الأزمة | الإمارات تُرسل الطائرة الـ18 من المساعدات الإغاثية الى لبنان |