رياضتنا اللبنانية.. دروس وعِبَر
خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري:
مع عودة عجلة معظم النشاطات المحلية للدوران معلنة بداية موسم رياضي جديد، يتساءل الكثيرون عن مصير رياضتنا المحلية في ظلّ التخبط المالي والإقتصادي الذي طال البلاد ولم يوفر أحدًا من شرّه لينسحب بطبيعة الأمر على قطاع الشباب والرياضة الذي يعاني كباقي المرافق اللبنانية من نقص حاد لا بل من شبه غياب للتمويل والتخطيط والتنظيم. طبعًا، فذريعة الممولين حاضرة حتى قبل الكلام عن أي مساندة أو دعم مادي، فالجواب واحد وأوحد وموحد:”هلّق مش وقتا”، والقصد هنا طبعًا التحجج بالوضع الإقتصادي الخانق الذي لم يوفر لا الحجر ولا البشر.
بشكل عام، لا يمكن إغفال ما خلفته أزماتنا الإقتصادية المتوالية منذ فترة لم تعد بالوجيزة، ثم أتت جائحة كورونا لتزيد في الطين بلّة وتصب زيتًا عل نار لم تنطفيء ولا زالت تحرق مقدرات ما تبقى من مقومات الحياة الكريمة للبنانيين. ولكن ذلك لا يعني أبدًا أنه يجب وضع الرياضة في كعب سلّم الأولويات لا بل بالعكس يجب تقديم الرياضة على غيرها من المرافق الحياتية.
هنا، لا بد من التنويه بما يفعله بعض المؤمنين بالرياضة اللبنانية والذين لا يزالوا يدعمون الأندية والأفراد ويقدمون الغالي والنفيس من أجل إبقاء رياضتنا اللبنانية واقفة عل قدميها، وما الإنجاز الذي حققه نادي بيروت بإحرازه بطولة الأندية العربية بكرة السلة للسيدات.والتي ضمت أندية بارزة دعّمت صفوفها بلاعبات أجنبيات من الطراز الرفيع سوى الدليل القاطع على أن الرياضة اللبنانية ممكن أن تحلّق عاليًا وتحقق أفضل النتائج متى وجدت النية. وقد نجح الفريق البيروتي في تقديم مستوى مرتفع مكّنه من انتزاع لقب من امام فرق قوية كالأورتوذوكسي والفحيص الأردنيين والثورة السوري الذين دعّموا صفوفهم بلاعبات أجنبيات بالإضافة إلى وجود كوكبة من اللاعبات العربيات اللواتي قدّمن أداء مبهرًا برهن عن علو كعب لعبة كرة السلة العربية وتميزها بين الرياضات الجماعية. ولا بد هنا من التنويه بالدور الذي لعبته إدارة نادي بيروت، هذا النادي الحديث العهد الذي أبصر النور منذ بضع سنوات بفضل مجهود بعض محبي الرياضة وعلى رأسهم السيد نديم حكيم صاحب الرؤيا الثاقبة المقرونة بالعمل الجاد المبني على توفير أفضل الإمكانات المطلوبة للنجاح على صعيد لعبة كرة السلة للرجال أو السيدات والتي تجلت مؤخرًا بنجاح نادي بيروت محليًا بمقارعة أندية صاحبة باع طويل في عالم كرة السلة كالحكمة والرياضي، وعربيًا وآسيويًا من خلال مشاركات مشرفة وألقاب مختلفة رفعت اسم بلد الأرز عاليًا على منابر الرياضة. كذلك لا ننسى مشاركات الأندية اللبنانية في الإستحقاقات العربية والآسيوية. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أن شريحة لا يستهان بها من اللبنانيين تبدّي الرياضة على الكثير من المسائل المهمة وذلك بالرغم من قساوة الوضع الإقتصادي الصعب على الجميع.
على أن الظروف الصعبة لا تمنع الكثير من الدول من التركيز على الرياضة، إليكم بعض الأمثلة:
البرازيل أفضل منتخب كرة قدم وصاحب الرقم القياسي بعدد الفوز ببطولات كأس العالم كان وما زال يعاني من أزمات اقتصادية جمّة تكاد تطيح بمقدرات البلاد التي ترزح تحت ديون طائلة، ومع ذلك نجد الدولة تبذل الغالي والنفيس من أجل اللعبة الشعبية الأولى في العالم بالإضافة إلى بروز البرازيل في العديد من الألعاب الجماعية أو الفردية ككرة الطائرة ورياضات السيارات والمحركات. الأمر نفسه ينطبق على الأرجنتين التي تخصص ميزانيات كبيرة من اجل رياضاتها على مختلف أنواعها.
وإذا نظرنا إلى محيطنا، ندرك جيدًا أن مصر وبالرغم من مشاكلها الإقتصادية ومعاناة شعبها فهي لم تبخل يومًا في تخصيص ميزانيات ضخمة للرياضة التي يبرز من خلالها المصريون ويقدمون مستويات جيدة جدًا تمكنهم من البروز على المستويين العربي والإفريقي وحتى منافسة بعض المنتخبات العالمية في بعض الألعاب ككرة اليد والسكواش وبعض الألعاب القتالية.
خلاصة الموضوع أن لبنان يملك كل الإمكانات البشرية لتحقيق أعلى المراتب ولكن للوصول إلى تلك المستويات يجب اقتران تلك الإمكانات بالموارد المالية.
مواضيع ذات صلة :
تصدع في فاصل جسر الفيدار وأضرار بالسيارات | أميركا تستعد لحظر استخدام البرمجيات الصينية في السيارات ذاتية القيادة | إلى عشاق السيارات.. تعرّفوا إلى الأغلى عالمياً! |