بعد طول انتظار… جوليا بطرس تغني لغزة والحق والحرية

فن 9 كانون الأول, 2023

من الذاكرة الشعبية التراثية الفلسطينية، أعادت الفنانة جوليا بطرس إحياء أغنية “بيضل عمري انفدى ندر للحرية” في مفاجأة خيّمت بأهميّتها على ما عداها من أحداث فنيّة وتطورات أمنيّة يوم أمس.

وعلى حين غفلة، توالت مفاجآت الفنانة اللبنانية أمام أعين جمهورها كهبة نسيم منعشة في صيف حار، فكانت الحدث وصانعة الحدث، بدءًا من ظهورها العلني بعد عزلة ثلاث سنوات متوجّهة في رسالة فوق العادة الى المصوّر الصحافي الفلسطيني معتز العزايزة تصدّرت قبل أيّام عناونين الأحداث المحلية والعربية، حتى إطلاقها الأغنية الشعبية الفلسطينية من زمن الانتداب البريطاني على فلسطين، كان قد سبقها اليها كبار الفنانين من دون ان يكرّسوا ذلك التأثير  الذي أحدثته جوليا في النفوس.

وعلى وقع كلمات “يما مويل الهوى، يما مويليا، ضرب الخناجر ولا حكم النذل ليا، ومشيت تحت الشتا والشتا رواني، والصيف لما أتى ولع من نيراني، بيضل عمري انفدى ندر للحرية”، جلست جوليا على كرسي مرتدية الأسود وخلفها توالت مشاهد فلسطين المدمرة، حيث الأطفال في شوارعها استبدلوا الحجارة التي بها كانوا يرشقون عدوّهم بلعبهم الممزقة والمشلّعة، وبصوتها الدافئ والحنون الناطق بالصمود والنصر والمقاومة، هتفت للحرية ولو عن طريق الاستشهاد، فدفعت بالواقع الفلسطيني الى واجهة الأحداث من جديد بعد ان كاد يفقد أهميّته لدى شعوب المنطقة التي تحوّلت الى انشغالاتها مستعيدة بريق حياتها، وصوّبت الأنظار باتجاهها كصوت حرّ مقاوم يناجي الشعب الفلسطيني في مأساته المتوالدة في نفق مظلم في الوقت الذي خمد فيه تحرّك سائر الفنانين باتجاه القضية وانكفأوا عن التغنيّ بها بعد ان مارسوا واجباتهم، مطلقين العنان لنشاطهم الفنيّ الطبيعي.

وبترحيب كبير استقبل جمهور جوليا عودتها الى الغناء والظهور في صورة راقية ونبيلة وبصوت ثوروي يعيد النخوة للعروبة والحقّ، والحلم لوطن مسلوب، داعين الى اليوم الذي سيرونها فيه تغني في قلب فلسطين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us