بعد مرور عام في المريخ.. ماذا حققت الإمارات والصين؟
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقريرا أعدَّه مراسلها العلمي، كينيث تشانج، أكد خلاله أن البرنامج الفضائي لوكالة “ناسا” ومسبارها الجوَّال “برسفيرنس”، لم يكن الوافد الجديد الوحيد الذي يحتفل بمرور عام على سطح كوكب المريخ.
وفي مستهل تقريره، يشير المراسل إلى وجود مركبتين فضائيتين أخريين نفَّذتا رحلاتٍ فضائية من كوكب الأرض إلى كوكب المريخ خلال الوقت الماضي عندما اصطف الكوكبان (المريخ والأرض)، مما ساعد الصين والإمارات على تحقيق الإنجاز الأول في عملية استكشاف الكواكب.
ولا يُعد هذا الإنجاز مستغربا على الصين، التي ترسل مجموعة من البعثات الفضائية المذهلة، وتشمل هذه البعثات مهمات روبوتية إلى القمر وإلى محطة فضائية قيد الإنشاء في مدار حول كوكب الأرض.
وفي عام 2021، وصلت بعثة المسبار الفضائي الصيني «تيانوين 1» إلى المريخ وقوامه ثلاثة أجزاء: مركبة مدارية ومركبة هبوط ومركبة جوالة يُطلق عليها “زهورونغ”.
الصين ثاني دولة على الكوكب الأحمر
يوضح التقرير أنه بعد أشهر من وصول البعثة إلى مدار المريخ، سقطت المركبة التي تحمل “زهورونغ” في الجزء الجنوبي من سهل “يوتوبيا بلانيتيا” البركاني، وبهذا أصبحت الصين ثاني دولة تحط ببعثة دائمة على سطح الكوكب الأحمر، ومن المقرر أن يقدم العلماء الصينيون بعض نتائجهم العلمية المبكرة الشهر المقبل في مؤتمر علوم الكواكب والقمر في مدينة “ذا وودلاندز” بولاية تكساس الأميركية.
أما الدولة الأخرى فكانت وافدا جديدا غير متوقع على سطح المريخ، وهي الإمارات التي تعاونت في رحلات الفضاء، مع مهندسين في مختبر جامعة كولورادو لفيزياء الغلاف الجوي والفضاء لبناء مسبار “الأمل”، وهي مركبة فضائية بحجم سيارة صغيرة.
ثمار مسبار “الأمل”
يؤكد التقرير أن مسبار “الأمل” قد يكون أصغر في الحجم والطموح من “برسفيرنس” أو “تيانوين 1″، لكن إنشائه وفَّر تدريبا أثناء العمل للمهندسين والعلماء الإماراتيين الواعدين الذين عملوا جنبا إلى جنب مع نظرائهم الأميركيين في مدينة بولدر بولاية كولورادو.
ودخل مسبار “الأمل” إلى المدار حول كوكب المريخ واستمر في الدوران حوله، وأجرى قياساتٍ للغلاف الجوي، وتوصَّل “الأمل” إلى عدد من النتائج غير المتوقعة، لا سيما كمية الأكسجين في الطبقة العليا من الغلاف الجوي.
وفي هذا الصدد، قالت حصة المطروشي، لصحيفة “نيويورك تايمز”، وهي ضمن قادة المهمة العلمية للبعثة الإماراتية إلى المريخ: “عندما كنّا نقارن بين هذه النتائج والنماذج المتوفرة لدينا، كانت النتائج التي توصلنا إليها أعلى بنحو 50 بالمئة مما كان متوقعا؛ لذلك، كان هذا الأمر مفاجئا لنا”.
ووجدت أدوات “الأمل” تركيبات في الطبقة العليا من الغلاف الجوي مع تركيزات أعلى من الأكسجين. ويحاول العلماء معرفة مغزى هذه المفاجأة وأهميتها، بحسب المطروشي.
بعثات مقبلة إلى المريخ
يُنوه التقرير إلى أنه من المقرر إطلاق مركبة فضائية أخرى، مهمة “إكسومارس 2022” العلمية، وهي عبارة عن تعاون بين وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس”، إلى كوكب المريخ هذا العام.
وكان من المقرر إطلاق مهمة “إكسومارس 2022” أساسا في عام 2020، لكن بعض المشكلات التقنية وجائحة “كوفيد-19” أسفرتا عن تأجيل المهمة. وستكون الفرصة القادمة للإطلاق متاحة في أواخر سبتمبر المقبل.
وفي ختام تقريره، يلفت مراسل “نيويورك تايمز” إلى أن مهمة “إكسومارس” تحمل مسبارا يطلق عليه ” روزاليند فرانكلين”، والذي يبحث عن مؤشرات نشوء الحياة في ماضي المريخ أو حاضره في منطقة “أوكسيا بلانوم”، وهو سهل يبلغ عرضه 120 ميلًا بالقرب من خط الاستواء يحتوي على معادن غنية بالطين.
مواضيع ذات صلة :
40 ألف حقيبة مدرسية من الإمارات للبنان | الدعم العربي للبنان متواصل… والمساعدات الإنسانية تتوافد إلى بيروت لمواجهة الأزمة | الإمارات تُرسل الطائرة الـ18 من المساعدات الإغاثية الى لبنان |