ما هي تهديدات الأمن السيبراني التي تستهدف الأطفال خلال 2024؟
أصبحت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية اليوم في متناول معظم الأطفال، وحتى أصبح بعضهم يمتلكها بنحو واسع، إذ يبدأ الأطفال بالتعرّف على العالم الرقمي واستخدام التكنولوجيا الآن في سن مبكرة جدًا، لذلك، من المهم أن يبقى الآباء على اطلاع دائم على أحدث تهديدات الأمن السيبراني التي تستهدف الأطفال ليحموهم بنحو أفضل من الضرر المحتمل.
ولدعم ذلك، رصد خبراء “كاسبرسكي” توجهات الأمن السيبراني الرئيسية التي يجب على الآباء معرفتها، كما قدموا لهم بعض النصائح حول كيفية حماية أنشطة أطفالهم عبر الإنترنت.. إليك التفاصيل:
1- تهديدات الذكاء الاصطناعي:
أظهرت دراسة جديدة أجرتها منظمة الأمم المتحدة أن نحو 80% من الشباب يتفاعلون مع الذكاء الاصطناعي عدة مرات في اليوم، ومع ذلك، يمكن أن تشكل تطبيقات الذكاء الاصطناعي العديد من المخاطر على المستخدمين الشباب، بما يشمل: فقدان خصوصية البيانات والتهديدات الإلكترونية والمحتوى غير المناسب.
فقد أدى التطور السريع للذكاء الاصطناعي إلى ظهور العديد من التطبيقات غير المعروفة جيدًا بمزايا تبدو غير ضارة مثل: تحميل الصور الشخصية لتلقي نسخة معدلة منها، ومع ذلك، عندما يُحمّل الأطفال صورهم على مثل هذه التطبيقات، فإنهم لا يعرفون أن صورهم سينتهي بها المطاف مخزنة في إحدى قواعد البيانات، ومن المحتمل أن تُستخدم هذه الصور لأغراض أخرى.
كما يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي – خاصة روبوتات الدردشة – أن توفر بسهولة محتوى غير مناسب للأطفال إذا طُلب منها ذلك. فعلى سبيل المثال: هناك العديد من روبوتات الدردشة التي تستند في عملها إلى الذكاء الاصطناعي والمصممة خصوصًا لتقديم تجارب مثيرة وغير مناسبة للأطفال، وللتحايل على ذلك قد تطلب بعض روبوتات الدردشة التحقق من العمر قبل الموافقة على الانضمام، ولكن قد يختار بعض الأطفال الكذب بشأن عمرهم لاكتشاف ما تقدمه هذه الروبوتات، إذ تفتقر أغلبية هذه الروبوتات إلى عمليات التحقق من العمر الحقيقي، كما أن الإجراءات الوقائية ليست كافية لمنع التجربة عنهم.
وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 300 ألف روبوت دردشة في تطبيق مسنجر وحده، ومع ذلك، ليست كلها آمنة، وقد تحمل مخاطر متنوعة، مثل تلك التي ذكرناها سابقًا. لذلك من الضروري للغاية مناقشة أهمية الخصوصية ومخاطر الإفراط في مشاركة البيانات مع الأطفال، بالإضافة إلى التحدث معهم عن تجاربهم عبر الإنترنت بانتظام.
2- زيادة الهجمات الخبيثة على اللاعبين الشباب:
تشير أحدث الإحصاءات التي أُجريت عبر الإنترنت إلى أن نسبة 91% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أعوام و15 عامًا يلعبون بالألعاب الإلكترونية عبر مختلف الأجهزة. وما يثير المزيد من المخاوف هو أن الأطفال يفضلون في بعض الأحيان التواصل مع الغرباء عبر منصات الألعاب بدلًا من وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي بعض الألعاب، تشكل الدردشات الصوتية والنصية غير الخاضعة للإشراف جزءًا مهمًا من التجربة، وهنا يمكن للمجرمين كسب ثقة الضحايا الشباب عبر الإنترنت بإغرائهم بالهدايا أو وعدهم بالصداقة. ثم بمجرد حصولهم على ثقة لاعب، يقترح المجرمون عليه أن ينقر على رابط تصيد احتيالي ليحصلوا على معلوماته الشخصية، حيث يحمل الرابط ملفًا خبيثًا على جهاز الضحية متظاهرًا بأنه تعديل للعبة Minecraft أو Fortnite.
لذلك يجب على الآباء أن يظلوا يقظين فيما يتعلق بسلوك أطفالهم أثناء اللعب بالألعاب الإلكترونية وأن يحافظوا على التواصل معهم لمعالجة أي تهديدات محتملة. ولحماية طفلك من تنزيل الملفات الضارة أثناء تجربة اللعب يوصي خبراء كاسبرسكي بتثبيت حل أمني موثوق في جميع أجهزته.
3- ظهور تهديدات جديدة للأطفال بسبب تطور قطاع التقنية المالية:
يقدم عدد متزايد من البنوك منتجات وخدمات مخصصة للأطفال، بما يشمل: البطاقات المصرفية المصممة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا. ولكن مع هذه البطاقات المصرفية، أصبح الأطفال عرضة للاستهداف من مصادر التهديد ذات الدوافع المالية وعمليات الاحتيال التقليدية، مثل: الوعد بإعطائهم جهاز PlayStation 5 مجانيًا أو أصولًا قيّمة أخرى بعد إدخالهم تفاصيل بطاقاتهم المصرفية في موقع تصيد احتيالي.
وباستخدام مناورات الهندسة الاجتماعية، قد يتظاهر المجرمون السيبرانيون بأنهم أقران للأطفال ليكسبوا ثقتهم ويستغلونهم من خلال مطالبتهم بمشاركة بيانات بطاقاتهم المصرفية أو تحويل الأموال إلى حسابات المجرمين.
ومع استمرار تطور قطاع التقنية المالية، من الضروري تثقيف الأطفال حول التهديدات التي قد تواجههم، ولتجنب القلق من فقدان طفلك للبطاقة أو مشاركة بياناته البنكية، يوصي خبراء كاسبرسكي باستبدال البطاقة البلاستيكية الملموسة ببطاقة رقمية NFC في هاتفِه. كما أوصوا بمحاولة تفعيل خاصية تأكيد المعاملات مع ولي الأمر إن كان البنك يسمح بذلك.
4- زيادة تهديدات أمن المنزل الذكي مع احتمال استهداف الأطفال:
لم تبتكر شركات تصنيع الأجهزة المنزلية الذكية حتى الآن أجهزة محصنة ضد الهجمات تحول دون استغلال نقاط الضعف بنحو استباقي، على الرغم من العدد المتزايد لحالات تهديد أمن أجهزة المنزل الذكية.
وفي الوقت نفسه، يزداد تنوع أجهزة إنترنت الأشياء التي يمكن شراؤها في المنازل، وقد أصبحت هذه الأجهزة أمرًا معتادًا بالنسبة للأطفال، مما يعني أيضًا أن الأطفال يمكن أن يصبحوا أدوات للمجرمين السيبرانيين في الهجوم.
على سبيل المثال، إذا نجح المجرمون في اختراق جهاز ذكي واحد واستخدموه كأداة مراقبة فعالة، وكان الطفل في المنزل بمفرده، فيمكن للمجرمين الاتصال به من خلال الجهاز وطلب معلومات حساسة منه، مثل: اسمه، أو أسماء أفراد عائلته، أو عنوانه، أو أوقات غياب والديه عن المنزل، أو أرقام بطاقات ائتمان والديه. وفي سيناريو كهذا، قد يتعرض الضحايا لخطر سرقة بياناتهم المالية أو لهجوم سرقة حقيقي.
ونظرًا إلى أن الآباء لن يستطيعوا منع الأطفال من استخدام الأجهزة المنزلية الذكية، فيوصي خبراء كاسبرسكي بتحقيق أقصى قدر من الأمان لهذه الأجهزة. يتضمن ذلك على الأقل ضبط إعدادات الأمان الافتراضية، وتعيين كلمات مرور جديدة، وشرح قواعد الأمن السيبراني الأساسية للأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الذكية في المنزل.
5- سيطالب الأطفال باحترام مساحتهم الشخصية عبر الإنترنت:
عندما ينضج الأطفال، تتطور لديهم درجة كبرى من الوعي الذاتي، تشمل فهمًا لمساحتهم الشخصية وخصوصيتهم وبياناتهم الحساسة، سواء في حياتهم الواقعية أو عبر الإنترنت. ونتيجة لذلك، إذا عبّر أحد الوالدين بحزم عن نيته لتثبيت تطبيق للرقابة الأبوية في جهاز ما، لن يرضى جميع الأطفال بذلك دون معارضة.
ولذلك يحتاج الوالدان الآن إلى مناقشة تجربة أبنائهم عبر الإنترنت بمهارة والتحدث معهم عن أهمية تطبيقات الرقابة الأبوية للحفاظ على الأمن السيبراني مع احترام الخصوصية الشخصية. يتضمن ذلك وضع حدود وتوقعات واضحة مع الأطفال ومناقشة أسباب استخدام التطبيق مع أي طفل.
6- تهافت الأطفال على تنزيل التطبيقات غير المتوفرة في بلادهم:
إذا أراد الأطفال تحميل تطبيق ما، ووجدوا أنه غير متوفر في منطقتهم، فسيبحثون عن بدائل غالبًا ما تكون نسخًا خبيثة من هذا التطبيق. وحتى لو لجؤوا إلى متاجر التطبيقات الرسمية مثل متجر جوجل بلاي، فإنهم يبقون عرضة للوقوع ضحية المجرمين السيبرانيين.
وقد وجد باحثو كاسبرسكي في المدة الممتدة من عام 2020 إلى عام 2022، أكثر من 190 تطبيقًا مصابًا ببرمجية حصان طروادة Harly Trojan في متجر جوجل بلاي، وقد سجلت هذه التطبيقات المستخدمين في خدمات مدفوعة دون علمهم. ووفق تقدير متحفظ، فقد حُملت هذه التطبيقات 4.8 ملايين مرة، لكن قد يكون الرقم الفعلي للضحايا أعلى من ذلك.
في هذا الشأن، يقول أندريه سيدينكو؛ وهو خبير في الأمن والخصوصية في شركة كاسبرسكي: “كما نرى، تؤثر العديد من توجهات المجتمع الحالية في الأطفال أيضًا، مما يجعلهم أهدافًا محتملة للمهاجمين عبر الإنترنت. ويشمل ذلك تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي والمنازل الذكية وزيادة شعبيتها، بالإضافة إلى التوسع في الألعاب الإلكترونية وقطاع التقنية المالية، لذلك، من المهم تعليم الأطفال منذ سن باكر أساسيات الأمن السيبراني، وكيفية تجنب فخاخ المجرمين السيبرانيين، وماهية التهديدات السيبرانية التي يمكن أن تحدث أثناء اللعب عبر الإنترنت، وكيفية حماية البيانات الشخصية بنحو صحيح. إذ أصبحت معرفة كل هذه الأمور حتمية على البالغين وأيضًا على الأطفال الصغار”.كيف تحمي أطفالك من التهديدات الإلكترونية في عام 2024؟
يوصى خبراء كاسبرسكي الوالدين باتخاذ بعض التدابير الاستباقية لحماية أطفالهم من التهديدات الإلكترونية في عام 2024، ومنها:
البقاء على اطلاع على أحدث التهديدات ومراقبة أنشطة الأطفال عبر الإنترنت باستمرار، وذلك لإنشاء تجربة أكثر أمانًا عبر الإنترنت للأطفال.
التواصل بشكل منفتح مع الأطفال حول المخاطر المحتملة التي قد يواجهونها عبر الإنترنت وفرض إرشادات صارمة لضمان سلامتهم.
لمساعدة الوالدين في تعريف أطفالهم بالأمن السيبراني وسط مشهد التهديدات المتطور، أصدر خبراء كاسبرسكي كتابًا بعنوان: (Kaspersky Cybersecurity Alphabet) يعلم الأطفال مفاهيم أساسية من قطاع الأمن السيبراني. وفي هذا الكتاب، سيتعرف الطفل التقنيات الجديدة، وسيتعلم قواعد السلامة السيبرانية الرئيسية، وسيكتشف كيفية تجنب التهديدات عبر الإنترنت. ويمكن تحميل نسخة مجانية من الكتاب بصيغة pdf للاطلاع على أساسيات الأمن السيبراني مع الطفل وبناء مستقبله الآمن عبر الإنترنت.
للوقاية من تحميل الأطفال أي ملفات خبيثة أثناء لعبهم بالألعاب الإلكترونية، يوصي خبراء كاسبرسكي الوالدين بتثبيت حل أمني موثوق مثل: (Kaspersky Premium) في أجهزة الأطفال.
يمكن للوالدين حماية أطفالهم بشكل فعال من التهديدات السيبرانية في عصرنا الرقمي باستخدام الأدوات المناسبة مثل تطبيق (Safe Kids) للرقابة الأبوية من كاسبرسكي.
مواضيع ذات صلة :
أطفال لبنان يعيشون كابوس الحرب ويُرعبهم صوت “أدرعي” | اليونيسف: القصف المتزايد يعرض الأطفال في لبنان لخطر كبير | براءة الأطفال في مهب الحرب.. وجروح نفسية لا تَلتئِم! |