تقنية الـ”لاي فاي” حاجة للأمن وبديل فعلي عن الـ”واي فاي”… لكن؟

تختبر بعض المؤسسات نظام اتصالات جديداً يُعرف باسم “لاي فاي” Light Fidelity Li-Fi كبديل محتمل لشبكة “الواي فاي” Wi-Fi. ومن بينها موقع تصنيع ذخائر في المملكة المتحدة في جوسبورت، والذي يعمل موظفوه في مرافق حيث لا يُسمح بالإنترنت عبر الهاتف المحمول وشبكة “الواي فاي” بسبب المخاطر الأمنية المترتبة على استخدام عمليات الإرسال اللاسلكي حول الأسلحة المعقدة والذخائر المخزنة هناك.

وفي هذا السياق، قد يؤثر هذا الافتقار إلى الاتصال بشكل كبير على إنتاجية الموظفين، حيث لا يستطيعون الوصول إلى الوثائق الفنية عبر الإنترنت والملاحظات وغير ذلك. فماذا نعرف عن التقنية البديلة “لاي فاي”؟

تقنية “لاي فاي” (Li-Fi) هي اختصار لـ “Light Fidelity”، وعلى عكس تقنية “الواي فاي”، التي تستخدم الموجات الراديوية الكهرومغناطيسية لنقل البيانات، تستخدم تقنية “لاي فاي” مصادر الضوء ويمكنها نظريًا الوصول إلى سرعات تزيد عن 100 مرة أسرع من نظيرتها. وبشكل عام تعتمد تقنية “لاي فاي” على الضوء والأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية لتحميل البيانات.

تقنية الـ “لاي فاي” حاجة للأمن

تُعد تقنية “لاي فاي” نظامًا لاسلكيًا ثنائي الاتجاه ينقل البيانات عبر LED أو ضوء الأشعة تحت الحمراء. وبالفعل قد يثبت أنه بديل قابل للتطبيق خاصةً في المرافق المتخصصة حيث لا يكون “الواي فاي” خيارًا متاحاً.

وتقدر إحدى شركات الطاقة الإسبانية، “إيبردرولا”، أن السوق العالمية ستصل إلى قيمة تقترب من 36 مليار دولار في عام 2028، وأن معدل النمو السنوي المركب سيرتفع إلى 71.2 في المئة على مدى السنوات العشر المقبلة. وستقود منطقة آسيا والمحيط الهادئ النمو العالمي في تقنية الـ”لاي فاي”حتى عام 2028، متجاوزةً أوروبا.

وحالياً، يتم تقييم مدى سهولة استخدام تقنية “لاي فاي” وأدائها واستقرار الإشارة التي تنشئها حول ذخائر الدفاع في موقع التصنيع. وستكون التقنية مطلوبة بشدة حيث تكون حماية الأمن السيبراني المتزايدة مرغوبة وضرورية. ومن المقرر أن ينتهي المشروع التجريبي في أواخر عام 2024 وسيتم استخدام نتائجه لإعلام الاستثمارات المستقبلية.

على مقلب آخر، يختبر علماء بجامعة بوهانج للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية هذه التقنية في ظروف محددة مصممة لتقليل التداخل وضمان دقة البيانات. ويهدفون إلى اختبارها في ظروف العالم الحقيقي لفهم أفضل لكيفية عمل النظام في الممارسة العملية. هنا، سيكون هناك تداخل من البيئة المحلية مثل مصادر أخرى للضوء والغبار. كما يريدون اختبار ما إذا كان بإمكانهم حل الحواجز المادية، مثل الجدران في المنزل.

بماذا تختلف تقنية الـ”لاي فاي”؟

السرعة: تقدم “لاي فاي” سرعات نقل بيانات أعلى بكثير من الـ”واي فاي”. في تجارب مختبرية، أظهرت “لاي فاي” قدراتها على تحقيق سرعات تتجاوز بشكل كبير سرعات الـ”واي فاي” التقليدية.

الأمان: “لاي فاي” توفر مستوى عالياً من الأمان مقارنةً بالاتصالات اللاسلكية الأخرى مثل الـ”واي فاي”، التي يمكن أن تكون عرضة للتداخل والتجسس إذا لم تكن مشفرة بشكل جيد.

التداخل: تقنيات “لاي فاي” لا تتأثر بالتداخل الذي يمكن أن يحدث مع الموجات الراديوية، ما يجعلها مناسبة للاستخدام في بيئات حساسة مثل المستشفيات أو المصانع حيث قد يتسبب التداخل بمشكلات.

المدى: أحد القيود الرئيسية لتقنية “لاي فاي” هو مدى الإشارة، حيث يحتاج الضوء إلى خط رؤية مباشر بين المصدر والمستقبل. لذا، يمكن أن يكون الاستخدام في الأماكن المفتوحة أو الخارجية محدوداً حتى الآن.

مواضيع ذات صلة :