هل بريدك الإلكتروني بأمان؟ إليك بعض النصائح
من دون شك البريد الإلكتروني أداة لا غنى عنها للتواصل، وغالباً ما يكون بمثابة الهوية الرقمية الأساسية للأفراد. ومع توقع وصول عدد مستخدمي البريد الإلكتروني العالمي إلى 4.73 مليار بحلول عام 2026 تزداد أهمية تأمين هذه الهوية الرقمية أكبر من أي وقت مضى.
يقول براندون مولر، الخبير الفني لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في كاسبيرسكي: «تماماً مثل اسمك، يحمل عنوان البريد الإلكتروني ثروة من المعلومات». ويضيف: «تعد عناوين البريد الإلكتروني الشخصية والمهنية أهدافاً رئيسية لمجتمع متنامٍ من مجرمي الإنترنت المتطورين».
يطلب كثير من مواقع الويب وتطبيقات الجوال تسجيل الدخول إليها عبر البريد الإلكتروني لإجراء عمليات الشراء على منصات التجارة الإلكترونية. في حين أن كلمات المرور ضرورية للوصول الكامل إلى حسابات الفرد، فإن عنوان البريد الإلكتروني وحده يوفر لمجرمي الإنترنت نقطة دخول حاسمة لمختلف الأنشطة الاحتيالية.
التصيد الاحتيالي
أحد أكثر التكتيكات شيوعاً التي يستخدمها مجرمو الإنترنت هو التصيد الاحتيالي. من خلال إرسال رسائل بريد إلكتروني احتيالية تبدو شرعية، يمكن للمهاجمين خداع الأفراد للنقر على روابط ضارة أو تنزيل مرفقات ضارة. يمكن أن تؤدي رسائل البريد الإلكتروني هذه إلى سرقة معلومات حساسة، مثل تفاصيل الحساب المصرفي، وأرقام التعريف، والعناوين الفعلية، وحتى كلمات المرور.
خطر آخر هو انتحال البريد الإلكتروني، حيث يقوم المتسللون بإنشاء عنوان بريد إلكتروني زائف يشبه إلى حد كبير العنوان الشرعي. يسمح هذا التكتيك لمجرمي الإنترنت بانتحال هوية الأفراد وخداع جهات الاتصال الخاصة بهم لمشاركة المعلومات الشخصية أو إرسال الأموال. قد يكون من الصعب اكتشاف هذا، حيث غالباً ما تمر التغييرات البسيطة في عنوان البريد الإلكتروني دون أن يلاحظها المتسلم وحتى مرشحات البريد العشوائي.
أدوات البحث العكسي
يمكن لمجرمي الإنترنت استخدام أدوات البحث العكسي عن البريد الإلكتروني لاكتشاف هوية مالك حساب البريد الإلكتروني. باستخدام هذه المعلومات، يمكنهم جمع مزيد من التفاصيل الشخصية المتاحة عبر الإنترنت، مثل الاسم الكامل للشخص أو تاريخ ميلاده، واستخدام هذه البيانات لارتكاب سرقة الهوية أو الاحتيال المالي.
نظراً لهذه المخاطر، من الأهمية بمكان اتخاذ خطوات استباقية لحماية عنوان بريدك الإلكتروني من الوصول غير المصرح به.
إذا تلقيت بريداً إلكترونياً مشبوهاً فأبلغ مزود الخدمة أو فريق تكنولوجيا المعلومات (شاترستوك)
كلمات مرور بين 10 و12 حرفاً
كلمة المرور القوية هي خط الدفاع الأول ضد الهجمات الإلكترونية. يوصي مولر بإنشاء كلمات مرور يتراوح طولها بين 10 و12 حرفاً، وتتضمن مزيجاً من الأحرف الخاصة والأرقام والأحرف الكبيرة والصغيرة. لإدارة كلمات مرور متعددة بأمان، فكر في استخدام مدير كلمات المرور. تعمل هذه الأداة كخزانة مشفرة، حيث تخزن كلمات المرور الخاصة بك وتملأها تلقائياً عند الحاجة.
تأكد من تنشيط مرشح البريد العشوائي لمزود البريد الإلكتروني الخاص بك. تساعد هذه الميزة في تصفية رسائل البريد الإلكتروني الضارة، مما يقلل من خطر الوقوع ضحية لهجمات التصيد الاحتيالي. ومع ذلك، كن دائماً يقظاً، حيث قد تفلت بعض محاولات التصيد الاحتيالي. إذا تلقيت بريداً إلكترونياً مشبوهاً، فأبلغ عنه مزود الخدمة أو فريق تكنولوجيا المعلومات.
تضيف المصادقة الثنائية طبقة إضافية من الأمان إلى حساب بريدك الإلكتروني من خلال طلب معلومات تعريف إضافية، مثل رمز يتم إرساله إلى جوالك. تضمن هذه الخطوة أنه حتى إذا تم اختراق كلمة مرورك، فلا يزال الوصول غير المصرح به إلى حسابك محظوراً.
فكر في استخدام حساب بريد إلكتروني مؤقت. يمكن استخدام هذا الحساب المؤقت للتسجيل في الخدمات دون المخاطرة بعنوان بريدك الإلكتروني الأساسي. إذا تم اختراق الحساب المؤقت، فلن يكون لذلك تأثير كبير على معلوماتك الشخصية أو المهنية.
كن على اطلاع وحذر، حيث إن الأمن السيبراني مجال متطور باستمرار، ومن المهم أن تظل على اطلاع بأحدث التهديدات وتقنيات الحماية. قم بتحديث برامجك بانتظام وتثقيف نفسك حول أفضل الممارسات لحماية هويتك الرقمية.
في الختام، نظراً لأن البريد الإلكتروني لا يزال يشكل حجر الزاوية في حياتنا الرقمية، فمن الضروري إدراك قيمته، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحمايته.
مواضيع ذات صلة :
سبب عجيب للإصابة بالسمنة.. الإنترنت فائق السرعة! | “الاتصالات” باشرت بتزويد باقة مجانية من الإنترنت للطلاب والمعلّمين | القرم: هناك خطرًا على الإنترنت في لبنان |