البريطانيون يلجؤون إلى رفيقات الذكاء الاصطناعي في مواجهة أزمة الوحدة

في ظل تزايد مشاعر الوحدة بين البريطانيين، يلجأ الآلاف إلى “الصديقات الافتراضيات” المدعومات بالذكاء الاصطناعي، حيث يعتمد ما يقرب من مليون شخص على ما يُعرف بالرفقاء الرقميين. وفقًا لتقرير صادر عن معهد الأبحاث للسياسات العامة (IPPR)، فإن “المجتمع يتغير بالفعل بفعل الذكاء الاصطناعي”، مع تقديرات تشير إلى أن حوالي 930,000 بريطاني استخدموا تطبيق الدردشة الرقمي Character.AI وحده.
بالإضافة إلى ذلك، لجأ العديد إلى تطبيقات أخرى مثل Replika، التي تروج لروبوتات الدردشة الخاصة بها كـ”صديق، شريك، أو مرشد”. في تطبيق Character.AI، يمكن للمستخدمين إنشاء روبوتات دردشة خاصة بهم وتزويدها بشخصيات محددة. تحمل بعض الروبوتات الشهيرة أسماء مثل “الصديق الشهير”، “الصديق المسيء”، و”صديق المافيا”.
أحد هذه الروبوتات، الذي شارك في أكثر من 250 مليون “دردشة” مع المستخدمين، يوصف بأنه “أفضل صديق لك الذي يحمل مشاعر سرية تجاهك”. ومع ذلك، حذر المعهد من أن الاعتماد على العلاقات الرقمية يحمل مخاطر. وأشار التقرير إلى أنه “بينما يمكن أن توفر هذه الرفقاء الدعم العاطفي، فإنها تحمل أيضًا مخاطر الإدمان وتأثيرات نفسية طويلة المدى، خاصة على الشباب”.
لطالما كانت الرفقاء والعلاقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي موضوعًا في الخيال العلمي، مع ظهور “الصديقات الافتراضيات” في أفلام مثل “Blade Runner: 2049″ و”Her”.
بلغ عدد مستخدمي Replika حوالي 30 مليون مستخدم حول العالم، بينما جذب Character.AI جمهورًا يصل إلى 20 مليون مستخدم، معظمهم من جيل الألفية. كما استخدم الملايين خدمة My.AI من Snapchat، وهي رفيق رقمي مدمج في تطبيق المراسلة الشهير.
حوالي 2.4% من حركة المرور على Replika تأتي من المملكة المتحدة، وفقًا لبيانات من محللي الصناعة Similarweb، مما يشير إلى أن الآلاف من البريطانيين لجأوا إلى “الصديقات” و”الأصدقاء” المدعومين بالذكاء الاصطناعي. تُظهر بيانات Similarweb أيضًا أن مستخدمي Replika هم في الغالب من الذكور.
في العام الماضي، تم رفع دعوى قضائية ضد Character.AI من قبل والدة صبي يبلغ من العمر 14 عامًا انتحر بعد التحدث لساعات مع أحد روبوتات الدردشة الخاصة بالتطبيق. أخبر الصبي الروبوت، الذي اتخذ شكل شخصية “دينيريس تارجارين” من مسلسل “Game of Thrones”: “أحب البقاء في غرفتي كثيرًا لأنني أبدأ في الانفصال عن هذا ‘الواقع'”. منذ ذلك الحين، أضاف Character.AI المزيد من ضوابط الوالدين. القضية لا تزال جارية.
أضاف تقرير المعهد أنه بينما تهدف قوانين السلامة على الإنترنت إلى منع روبوتات الدردشة الرقمية من إرسال ردود كراهية أو عنيفة، فإن “القضية الأوسع هي: ما نوع التفاعل مع الرفقاء المدعومين بالذكاء الاصطناعي الذي نريده في المجتمع؟”
يأتي ذلك في ظل وباء الوحدة في بريطانيا، حيث تشير الاستطلاعات إلى أن الجمهور أصبح أكثر عزلة منذ الجائحة. وجدت حملة “إنهاء الوحدة” أن 7.1% من الناس في بريطانيا يعانون من “الوحدة المزمنة”، مما يعني أنهم يشعرون بالوحدة “غالبًا أو دائمًا”. هذا الرقم ارتفع من 6% في عام 2020. كما ارتفعت نسبة البالغين الذين يبلغون عن شعورهم بالوحدة على الأقل في بعض الأحيان إلى 58%.
وجد المعهد أيضًا أن ما يصل إلى 70% من الوظائف “المكتبية” يمكن أن “تتغير بشكل كبير بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي”، مما يشير إلى توزيع واسع النطاق لملايين الأدوار عبر مكان العمل.
دعا التقرير إلى نقاش حول دور الذكاء الاصطناعي داخل المجتمع الديمقراطي. بينما أشار التقرير إلى وجود العديد من الفوائد التي يمكن جنيها من تبني الذكاء الاصطناعي، فإن بعض مجالات الابتكار قد تستفيد من “التباطؤ” حتى يتم فهم المخاطر بشكل أفضل، مثل ظهور الرفقاء المدعومين بالذكاء الاصطناعي.
قال كارستن يونغ، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في المعهد: “يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي أن يكون لها تأثير زلزالي على الاقتصاد والمجتمع: ستغير الوظائف، تدمر القديمة، تخلق جديدة، تحفز تطوير منتجات وخدمات جديدة، وتسمح لنا بفعل أشياء لم نكن نستطيع فعلها من قبل. لكن نظرًا لإمكاناتها الهائلة للتغيير، من المهم توجيهها نحو مساعدتنا في حل المشكلات الاجتماعية الكبيرة”.
مواضيع ذات صلة :
![]() غوغل وتجربة جديدة مع الذكاء الاصطناعي | ![]() خسر 30 ألف دولار.. “حبيبة” بالذكاء الاصطناعي تحتال على شاب | ![]() مايكروسوفت تطرد موظفين والسبب: إسرائيل والذكاء الاصطناعي |