وزاراتٌ عائليةٌ تماماً كالصورةِ العائليةِ…!
كتبت إلهام سعيد فريحة في “الأنوار”:
كم هو عبثيٌّ المشهدُ عندما يغرِّدُ وزيرُ البيئةِ موجِّهاً النداءَ ومعلناً الحاجةَ الى صهاريجِ مياهٍ للتوجهِ الى بشامون، لتأمينِ مياهٍ لسياراتِ الاطفاءِ…
حزينٌ ومفجعٌ واقعُ الادارةِ اللبنانيةِ، التي وهي تتهيَّأُ للانتخاباتِ النيابيةِ، تذهبُ اليها عاريةً من الفيول والبنزين والاقلامِ والاوراقِ والمحابرِ…
نداءُ وزيرِ البيئةِ العاجزِ بعدَ موجةِ الحرائقِ، وبعدَ فضيحةِ مطمرِ الناعمة،
تقابلهُ في المشهدِ الصورةُ العائليةُ “للنجيبِ العجيبِ” في الفاتيكان، وهو لا يريدُ من رئاسةِ الحكومةِ إلاَّ زيادةَ الصُّوَرِ العالميةِ الى البومهِ العائليِّ والشخصيِّ…
بلدٌ يلهثُ وراءَ صفيحةِ بنزين وبطاقةٍ تمويليةٍ، يلهثُ رئيسُ حكومتهِ وراءَ صورةٍ فيما حكومتهُ وحتى اشعارٍ آخرَ…
وكما بُلِّغَ، لن تجتمعَ ولن تستقيلَ، بل ستُسيِّرُ اعمالها بالمراسيمِ الجوَّالةِ… والوزراءِ الجوالينَ على الطرقاتِ يبيعونَ وعوداً في الهواءِ كدواليبِ الهوا…
رئيسُ الحكومةِ لا يَعبأُ بشيءٍ، ولا تحرِّكهُ تظاهرةٌ ولا تحرُّكٌ شعبيٌّ ولا صراخُ جائعينْ… ما يهمُّهُ رضى الابوابِ العاليةِ الخارجيةِ التي تريدُ الاستقرارَ ولو على حسابِ لقمةِ اللبنانيِّ.
وعلى سيرةِ لقمةِ اللبنانيِّ، أين معالي الوزراءِ من حمايةِ المستهلكِ.
نعم مع كلِّ ارتفاعِ دولارٍ الفَ ليرةٍ يزدادُ جشعُ التجارِ ولا حسيبَ ولا رقيبَ،
ولا مَن يسـألُ بحيثُ صارَ الجوابُ عند كلِّ سؤالٍ عن سببِ تمنُّعِ مراقبي الاقتصادِ من الدورياتِ:
وهل يملكونَ ثمنَ بنزينٍ من اجلِ الدورياتِ؟
نعم الناسُ متروكونَ لمصيرهم، ورؤوسهم تحتَ مقصلةِ التجارِ فيما وزراءُ دواليبِ الهواءِ يصولونَ ويجولونَ في العالمِ…
وآخرهم وزيرُ الاقتصادِ الذي حوَّلَ وزارةَ الاقتصادِ الى شركةٍ عائليةٍ له ولشقيقهِ الذي يديرُ الوزارةَ كأنها حيٌّ من احياءِ بيروتَ، والأنكى انهُ وخلافاً للقوانينِ والاعرافِ،
سلَّمَ معاليهِ شقيقهُ الاشرافَ على شركاتِ التأمينِ ومشاكلها وعلاقاتها بالوزارةِ وبالمستفيدين…
وبينَ هفوةٍ واخرى، او خطيئةٍ وخطيئةٍ، يُطالعنا وزيرُ الاقتصادِ الذي يشبهُ “النجيبَ العجيبَ” في دورانهِ بتسعيراتٍ همايونيةٍ للدولارِ،
وكأنهُ وزيرُ الخزانةِ الاميركيةِ او حافظُ البنكِ الفيدراليِّ الاميركيِّ… وزراءٌ اتوا بالصدفةِ مع رئيسِ حكومةٍ يأتي دائماً في ساعاتِ العجزِ،
ولمراحلَ انتقاليةٍ يتحكَّمونَ بمصائرنا لدرجةٍ صرنا نتحسَّرُ على مواهبِ بعضِ وزراءِ حكومةِ حسان دياب، المطلوبِ الى التحقيقِ حتى اشعارٍ آخرَ في ملفِ إنفجارِ المرفأِ…
يبدو البلدُ وكأنهُ مجمَّدٌ، وفي حالةِ إنتظارٍ لما ستفرزهُ الانتخاباتُ النيابيةُ في اذار او في ايار…
وحتى صندوقُ النقدِ الدوليِّ يراوحُ بمفاوضاتهِ الى ما بعدَ الانتخاباتِ النيابيةِ،
التي يبدو أنها إن حصلتْ، فستفرزُ مفاجآتٍ كبيرةً ليسَ فقط،
على صعيدِ القرارِ النهائيِّ لسعد الحريري بعدم خوضِ الانتخاباتِ، بل على صعيدِ كُثُرٍ من الشخصياتِ وبعضِ اركانِ المنظومةِ…
من الان وحتى الانتخاباتِ إذا حصلتْ، سيتغيَّرُ الكثيرُ والاكيدُ ان شعباً متمرِّداً كشعبنا لن يبقى ساكتاً امامَ جلاديهِ…
لن يطولَ الامرُ حتى تعودَ الشوارعُ لتمتلىءَ بالناسِ وبالغضبِ الدافعِ صوبَ الحريةِ!
مواضيع ذات صلة :
مصير النازحين بلا أفق.. إلى أين سيتجهون بعد الحرب؟ | فيلم “الحزب” وهوكشتاين “الحبّوب” | جعجع: الممانعة تضعنا في الجحيم و”عم تغمقلنا”.. وربط لبنان بغزة “خطأ كبير” |