استعادة السيادة لإصلاح العلاقات مع الخليج!
رأى وزير الخارجية السابق فارس بويز، أن معظم المكونات السياسية في لبنان، لاسيما الرسمية منها، يحاولون التهرب من حقيقة ان دول العالم عموما، ودول الخليج العربي خصوصا، لا تعتبر لبنان دولة مستقلة بفعل السيطرة الايرانية عليه، ولطالما غالبية الدول على خلاف ان لم نقل على عداء مع إيران، يصبح لبنان بالفعل نفسه دولة شبه معادية لتلك الدول، وبالتالي فإن أي اصلاح للعلاقات مع دول الخليج، لا ولن يمر إلا باستعادة الدولة اللبنانية لسيادتها واستقلالها، وبإمساكها بزمام الأمور.
ولفت بويز في تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية، إلى ان السلطة الحاكمة في لبنان، تسبح في فلك الأوهام، اذ تعتبر بغالبيتها استقالة الوزير جورج قرداحي كافية لرأب الصدع مع المملكة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، علما ان هذه السلطة تدرك جيدا ان تصريحات قرداحي ومواقفه، لم تكن هي عمق المشكلة وأساسها، انما المشكلة هي باصطفاف لبنان الرسمي خلف ما يسمى بحلف الممانعة، وذلك بفعل سيطرة حزب الله على مفارق السلطة في البلاد، وبالتالي فإن زيارات الرئيس ميقاتي للخارج، ومحاولات رئيس الجمهورية تنميق تصاريحه ومواقفه تجاه دول الخليج، لا ولن تأتي بالمن والسلوى ما دام سيف الفصل بيد حزب الله، ما يعني ان لبنان سيبقى على عزلته العربية، الى ان يثبت انه دولة حقيقية باسطة لسلطتها وشرعيتها على كامل اراضيها.
وردا على سؤال، لفت بويز الى ان أزمات لبنان المتوالية والقاتلة، بدأت مع الصفقة الرئاسية التي قامت على محورين أساسيين، قضى المحور الأول بالتزام حزب الله بإيصال العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة، فيما قضى الثاني بالتزامه بتلبية كل طلبات حزب الله وضرورياته، وبتقديم الغطاء الرئاسي الكامل له، معتبرا بالتالي ان هذه الصفقة الثنائية، اخرجت مفاصل الحكم من يد الدولة، وكرست سيطرة حزب الله على القرار السياسي والتنفيذي والتشريعي، وجعلت عملية الاصلاح على اختلاف أنواعها، لاسيما اصلاح العلاقات مع الدول الخليجية، مستحيلة، “كفى تكاذبا وتهربا من الواقع والحقيقة، وكفا لفا ودورانا حول مرض عضال تتهرب السلطة من مداواته”.
وتابع: “يتصرف حزب الله بمنطق يتناقض مع مفهوم الدولة، واتت الصفقة الرئاسية، لتضفي على هذا المنطق مزيدا من الضمانات والحمايات، ولتحجب عنه المساءلة والمحاسبة على المستوى الرسمي، وربما هناك صفقة جديدة قيد الإبرام، وتقضي بالإبقاء على مضمون الصفقة الأولى لكن بشخص جبران باسيل كفريق ثان بدلا من العماد عون، أي تجديد الغطاء مقابل باسيل رئيسا للجمهورية اللبنانية، علما ان تجديد الصفقة الرئاسية يبدو مستحيلا في ظل المعطيات المحلية والإقليمية والدولية الراهنة”.
وختم بويز مؤكدا ان الخليج العربي يكن للبنان كل مودة وعاطفة ورغبة بالمساعدة للنهوض من سقطته الاقتصادية، الا ان هذه النظرة الخليجية الأخوية تجاهه، تتوقف عند حدود اللعبة السياسية، أي انه عندما يدخل لبنان في لعبة المحاور ويصبح طرفا في الاصطفافات الإقليمية، تتبدل الحسابات انطلاقا من حماية دول الخليج لسيادتها وللمنطقة العربية ككل.
مواضيع ذات صلة :
فعاليات الأشرفية تردّ على “الأخبار”: خط أحمر ممنوع الاقتراب منه! | علبة لبنة مقابل لا شيء | كم بلغ دولار السوق السوداء عصر اليوم؟ |