أنا أيضاً قصصت شعري.. “شيرين” صورة كلّ النساء!!
كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:
أنا أيضاً قصصت شعري، ليس لمرّة بل مرّات، وليس حبّاً بالشعر القصير، بل صفعة لكلّ شيء، لنفسي، لزلّاتي، للصدمات التي اضطرّ لمواجهتها كلّ يوم!
المرة الأولى، بعد صدمة عاطفية، قصصته بنفسي، لم أعرف ماذا انتابني حينها شعرت ببركانٍ يريد أن ينفجر في داخلي، ترجمت ذلك بأن حملت المقص ونظرت لنفسي بالمرآة وأخذت أقص شعري وأنا أبكي. لم أعرف وقتها لماذا بكيت؟ على ما أوصلني إلى تلك الحالة؟ أم على خصل شعري التي كانت تسقط حولي؟ لا يهم.
بعدما استفقت من حالتي تلك، سقطت بحالة أكثر قسوة، فشعري الذي كنت أحبّه، سقط أرضاً، تحوّل إلى أجزاء ميتة لا روح فيها. في حينها بقيت شهورًا عدّة أكره نفسي، أكره المرآة، أكره المقص وأكره شعري.. حتى استعاد القليل من طوله، في حينها بتّ استجمع ثقتي!
المرة الثانية، بعد وفاة والدي، كنت أريد أن أخرج من حالتي، أن أنظر إلى امرأة مختلفة غير المحطمة التي أصبحت على صورتها. هذه المرة لم أتهوّر، ذهبت إلى “الكوافير” كي يتولى هو هذه المهمة، كنت راضية عن النتيجة ولكن لم أتصالح مع نفسي، ربما لأنّي لم أقصّ شعري تبعاً لإرادتي، وإنّما لأهرب، لأغيّر قدري. ولكنّه أبداً لم يتغيّر!
المرة الثالثة، مؤخراً، هذه المرة كانت مختلفة. لا صدمات نفسية، لا أزمات، لا حبّاً عابراً، ولا شعوراً بالخذلان. أقصّ شعري لأنّ هذا ما أريده، ببساطة.. كان الأمر سلساً وكنت راضية، هذه المرة كانت الأولى التي أنظر فيها لنفسي في المرآة!
كما أنا، كما الكثيرات، كما كل امرأة “مكسورة”، “متمردة”، “متعبة”.. حلقت شيرين شعرها، كانت أكثر جرأة منّا أو ربما أكثر ضعفاً. كانت في حالة تمرد، أو لربما كانت منهكة. لا يهم! فهذا ما أرادته في لحظة، وهذا ما فعلته، وهذا ما هي عليه.. ونقطة على السطر!
لماذا حلقته؟ سؤال ليس “عاماً”. ولا يُطرح. هي نفسها لا تملك الإجابة، لا تملك التعابير التي تسمح لها بتجسيد تلك اللحظة. ربما تخبرنا لاحقاً. ربما تخرج بعد سنوات وتتحدث عن هذه اللحظة وهي تضحك، وربما لا. هذا خيارها!
نجومية شيرين، لا تعني تجريدها من حقّها في “الجنون”. جميعنا مجانين. وضعها المادي، الذي يتحدث عنه البعض لتسخيف حالتها، لا يعني شيئاً.. الألم النفسي لا يقاس بالدولارت، والانكسار لا يقاس بعدد المتابعين.
فجميعنا، أغنياء كنا أم فقراء، نجومًا كنا أم أناس عاديين، نعيش الوجع نفسه، الخسارة نفسها، الغصة نفسها، بغضّ النظر عن العوامل المحيطة!
شيرين ببساطة تشبهنا، تشبه العديدات منّا حينما اعترفت بأنّها ليست متزنة وتتلقى العلاج، وحينما باحت بفكرة الانتحار، وأنّ الرادع هو بناتها!
شيرين، التي صرّحت بأنّها حلقت شعرها قبل يوم من الطلاق وأنّ الهدف كان ألا تبقى جميلة بنظره فيحصل الانفصال بسرعة، عادت وناقضت نفسها بتأكيدها أنّها عاقبت نفسها بهذا الفعل، لتضيف بعفوية “أحبه أحبه جداً”. ومن يحقّ له أن يتعجب من بقايا حبّها؟ فمن منّا لم تحب الرجل السام الذي مرّ بحياتها، قبل أن تستفيق وتنتفض!
لم تخفِ شيرين أبداً انكسارها، ولم تتردد في طلب المساعدة. قالت أنّها تقاوم، وناشدت جمهورها وجميع من حولها مساندتها في هذه المرحلة. هي التي حلقت شعرها بنفسها وأمسكت بيدها الخصل، قالت ذلك وفي صوتها غصّة، لتشدد على رفضها وضع شعر مستعار هي لا تريد أن تكون “فايك”، تريد أن تتخّطى محنتها وأن تترك أثراً لدى بناتها!
شيرين قصّت شعرها، حلقته لأنّها “حرّة” ببساطة.. ويا حبذّا لو تقصّون ألسنتكم السامّة عن جلدها!
مواضيع مماثلة للكاتب:
ونحن أيضاً أشلاء.. | أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! |