أطفال لبنان إلى سوق العمل بأقل من دولار
نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريراً عن عمالة الأطفال في لبنان في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاجتماعية، نتيجة تدهور قيمة الليرة اللبنانية والانقسام السياسي الحاد الذي تعيشه البلاد.
وأشار التقرير إلى أن “معظم العاملين في ورش في بلدات سهل البقاع بلبنان أصبحوا من الأطفال، في وقت يعيش فيه لبنان انهياراً اقتصادياً ومجتمعياً”.
والتقت الصحيفة بعدد من هؤلاء الأطفال، والذي تركوا دراستهم من أجل العمل، ومن بينهم خليل، البالغ من العمر 11 عاماً، وشقيقه عباس البالغ من العمر 13 عاماً، وهما أصلاً من سوريا، ويعملان 6 أيام في الأسبوع في صف من ورش السيارات على بعد ساعة من الخيمة التي يقيمان فيها مع عائلتهما منذ تسع سنوات.
وقالت والدة فاطمة حسن للصحيفة، “حتى قبل الأزمة، لم يكن بإمكاننا تحمل تكاليف إرسال جميع أطفالنا إلى المدرسة، كانت تكلفة الحافلة المدرسية والدفاتر باهظة، على الأقل الآن يتعلمون مهنة ما”.
وأضافت الصحيفة، أنه “في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعيشها لبنان، لم يعد مستغرباً أن اللبنانيين أنفسهم وليس اللاجئين السوريين وحدهم، بدأوا في إرسال أطفالهم للعمل في وظائف مدفوعة الأجر”.
وفي سياق متّصل، تضاعف عدد الأطفال العاملين في 18 شهراً إلى حوالي واحد من كل 10، وفقاً لمسح أجرته مؤخراً جمعية حماية اللبنانية التي شاركت في حملة دعائية لم تصل إلى حد المطالبة بوضع حد لهذه العادة، معترفة بأنها شريان حياة لكثير من الآباء.
وقالت الأمم المتحدة، إن “غالبية العاملين في سهل البقاع، موطن الزراعة الرئيسي في لبنان وموقع معظم المخيمات غير الرسمية للاجئين السوريين، من الأطفال”.
وعلى صعيد آخر، لفتت “ذا تايمز”، الى أن “الأطفال العاملين في الزراعة يكسبون نصف دولارٍ في اليوم، وهي تكلفة المنخفضة تعتبر عامل جذب لأصحاب العمل، وحتى الميكانيكيون المتدربون يكسبون 40 ألف ليرة لبنانية أسبوعياً، أي أقل من دولارين بسعر الصرف الحالي”. فيما أشار البنك الدولي الى أن “حوالي 80% من اللبنانيين، ونسبة أعلى من السوريين، يعيشون في فقر”، وقالت الأمم المتحدة، إن “77% من العائلات ليس لديهم ما يكفي من الطعام أو المال لشراء الطعام”.
مواضيع ذات صلة :
أطفال لبنان يعيشون كابوس الحرب ويُرعبهم صوت “أدرعي” | اليونيسف: القصف المتزايد يعرض الأطفال في لبنان لخطر كبير | براءة الأطفال في مهب الحرب.. وجروح نفسية لا تَلتئِم! |