اللواء ماري كلود نجم!
كتب زياد مكاوي لـ”هنا لبنان”:
كان يمكن لهذه الحكومة أن تشكّل فرصةً ذهبيّة. حكومة انتقاليّة بين حكومات سياسيّة فشلت وأخرى متخصّصة وتملك كفاءة. كان في حكومة حسان دياب مزيج من الإثنين، لكنّها سقطت، بسبب شخصيّة رئيسها، وضعف بعض وزرائها، وارتباط بعضهم بأحزابٍ وزعماء، بالإضافة الى صعوبة الظروف.
أتت ماري كلود نجم الى وزارة العدل من خلفيّة أكاديميّة. سيّدة محترمة يحبّها طلابها. لم تمرّ أسابيع قليلة حتى بدأت تسقط في فخٍّ تلو الآخر. بحثنا حينها عن السبب، فوجدناه، وحينها بطُل العجب. الدكتورة يديرها اللواء.
بدا واضحاً أنّ النائب اللواء جميل السيّد يحرّك ويحرّض نجم. جعلها تترك شؤون القضاء واهتراء جسمه وواقع قصور العدل وأزمة التشكيلات القضائيّة لتركّز على قضيّة واحدة: مصرف لبنان وحاكمه رياض سلامة.
إذا تابعنا تغريدات السيّد على “تويتر” لوجدنا أنّ سلامة ينال النصيب الأكبر منها. إذا تابعنا تغريدات وتصريحات نجم لوجدنا الأمر نفسه. حتى أنّ الكلمة المكتوبة التي ألقتها نجم في إحدى جلسات مجلس الوزراء، بحضور سلامة، كتبها لها جميل السيّد بنفسه، وهي سرّبت مضمونها حينها الى مراسلة تلفزيونيّة مؤيّدة للتيّار الوطني الحر بهدف ضرب سلامة الذي اكتفى حينها بالابتسام، أثناء سماعه كلمة السيّد بصوت نجم.
وواصلت نجم حربها وعثراتها. شاركت في إعداد عقد التدقيق الجنائي الذي يتضمّن ثغرات قانونيّة عدّة. وحين دافع النائب ابراهيم كنعان عن فكرة تعديل قانون السريّة المصرفيّة، لإنقاذ التدقيق، جاء من يحرّكها، مع السيّد، لتهاجمه.
جاء الردّ من القوات اللبنانيّة والنائب جورج عدوان، عبر تقديم اقتراح قانون لتعديل قانون السريّة المصرفيّة، بينما كانت دوائر القصر الجمهوري ملتهية بمصالحة بين نجم وكنعان، سُرّب خبرها من بعبدا الى الإعلام، للتأكيد على “وحدة الصفّ”، بالشكل لا بالمضمون.
سقوطٌ جديد لوزيرة العدل التي لم تنجح بإلصاق صورة المكافِحة للفساد باسمها. حين أشاهدها أتخيّل فوراً جميل السيّد. كابوس!
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |