دائرة صيدا جزين… القوات والتيار يفتّشان عن حليف
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
تفتش القوى المسيحية وتحديدًا القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر عمن تتحالف معه من القوى السنية في دائرة صيدا جزين، وحتى الساعة لم تتضح الصورة أمامها. لا سيما وأن التيار الوطني الحر مثلًا يشهد، وقبل أن يجد الحليف السني، صراعًا كبيرًا في صفوفه حول من هو المرشح الأقوى لديه؟ ومن هو الذي سيتبناه رئيس التيار النائب جبران باسيل؟ هل هو زياد أسود أو أمل أبو زيد أم سيكون في الجعبة أرنبٌ جديدٌ؟
لقد وضع قرار الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي هذه الدائرة في حيرة لجهة من هو السني الأقوى ومع من سيتحالف مسيحيًّا، وهنا يبرز الحديث عن مصير النائبة بهية الحريري، فهي ومن خلال نظرة سطحية للأمور يفترض أن تلتزم بقرار تعليق العمل السياسي الذي طال تيار المستقبل أيضًا ولكن في حقيقة الأمور فإن السيدة الحريري تسعى للبقاء في الساحة السياسية تحت عناوين وطنية واجتماعية. وسمعت، بحسب المعلومات، نصائح من أقرب المقربين إليها ولا سيما نجليها نادر وأحمد بأهمية البقاء في الساحة السياسية وتحديدًا الصيداوية، وتتحدّث المعلومات أيضًا عن تداول في مخارج تتيح للسيدة الحريري أن تترشح من دون أن تتسبب في كسرٍ متعمّدٍ لقرار الرئيس سعد الحريري بتعليق العمل السياسي، وأحد هذه المخارج أنه في حال تبنى السيد بهاء الحريري ترشيح شخصية في صيدا فهل يقف تيار المستقبل مكتوف الأيدي؟
وبانتظار القرار الواضح للسيدة الحريري فإن تحالفها إذا ترشّحت لن يكون واردًا مع التيار الوطني الحر، ولا يبدو أنه سيكون واردًا حتى الآن مع القوات اللبنانية، ولكنه قد يكون متاحًا مع المسيحي المتحالف مع الرئيس نبيه بري ويمكن القول للناخبين أن لائحة كهذه بعيدة عن النفوذ الإيراني باعتبار أن لا مرشحين مسيحيين لحزب الله عليها وأن أصوات مؤيديه الشيعة ستذهب لمرشحي التيار الوطني الحر.
التيار والقوات اللبنانية لن يجدا أيضًا في رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد حليفًا انتخابيًّا فهو على ما يقول ذاهب باتجاه قوى المجتمع المدني و”قوى الثورة والتغيير” لدى المسيحيين في جزين أيضًا.
الجماعة الإسلامية أيضًا، وبحسب المعلومات المتوفرة، بعيدة عن التيار الوطني الحر هذه المرة بعد تجربة فاشلة في انتخابات ٢٠١٨ وكذلك لا يبدو أن للتحالف مع القوات اللبنانية حظوظًا، وكذلك الدكتور عبد الرحمن البزري الذي عانى تحديدًا من التيار في الانتخابات التي جمعتهما على لائحة واحدة في العام ٢٠١٨.
في القوى السنية في صيدا تبرز أيضًا قوى الثورة، وهي على رغم حداثتها قد تكون أصواتها مؤثرة في النتائج إذا توحدت، ولكنها موحدة أم مشرذمة لا تبدو على استعداد لأن تتحالف مسيحيًّا مع القوات اللبنانية أو التيار الوطني الحر.
لا تستقيم الانتخابات في دائرة صيدا جزين من دون لوائح انتخابية تضم مرشحًا سنيًّا واحدًا، ولا تريد القوى المسيحية كالقوات والتيار أن يكون هذا المرشح “كمالة عدد” بل تريده مساهمًا فعليًّا في تحقيق حاصل انتخابي أو أكثر وهي مهمة تبدو صعبة حتى الآن ومن يحقق الخرق فيها يبدأ بكسب المعركة.
شاهد ملخص المقال بالفيديو :
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |