بو عاصي: مواجهتنا مع حزب الله تبدأ بقول كلمة الحق وإستعادة الشراكة والانفتاح

إعتبر عضو تكتل “الحمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أنه “لا يمكن ان نستمر كدولة يقودها ثلاثة سائقين لا يسيطرون سوى على مكابح حيث لا احد يحدّد وجهة السير أو هو قادرٌ على التقدّم إنما كل واحد قادرٌ على التعطيل”.

وفي مقابلة عبر منصة “هنا لبنان”، أكد أن “هذه الاشكالية تفاقمت بشكل يهدّد الكيان اللبناني مع وجود “حزب الله” الذي خلق حالة ضغط على الشركاء الاخرين فكانت نتيجتُها إقصاء فعلي لمفهوم الشراكة المؤسِّس للبنان، لمصلحة محورٍ إقليمي وليس للمصلحة اللبنانية العليا، ناهيك عن ضربٍ مطلق لكافة مفاهيم السيادة الوطنيّة”.

أردف: “من هذا المنطلق يأتي موقفنا الصلب ضد كسر الميثاق وضرب الشراكة وانتهاك السيادة. والكلّ يعرف أن موقفنا يمثّل تطلعات غالبية الشعب اللبناني”.

من كلف رعد ان يتخذ قراراً نيابة عن الدولة واللبنانيين؟!

ورداً على سؤال بشأن موقف رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي أطل على اللبنانيين معلناً أنهم سيتركون غازنا مدفونا تحت المياه حتى إشعارٍ آخر، أجاب بو عاصي: “من كلف رعد ان يتخذ قراراً نيابة عن الدولة اللبنانية والشعب اللبناني؟ بإمكانه بالطبع ان يتحدث بإسمه كمكون سياسي يمثل جزءاً من الشعب اللبناني ولكن لا يحق له أن يتفرّد بالقرار اللبناني. إرتباك الدولة اللبنانية وضعفها أمام حزب الله، في ملفّ ترسيم المنطقة الاقتصاديّة الخالصة كما كافة الملفّات، هو ثغرة تستفيد منها إسرائيل. وحده الاجماع الوطني يعطي قوّة تفاوضية للبنان”.

إستطرد قائلاً: “على “حزب الله” أن يدلي برأيه من ضمن تبادل الاراء بين المكونات اللبنانية لنصل الى خلاصة وفق آلية واضحة إنطلاقاً من الشراكة لتحديد كيفية الاستفادة من هذه الثروة الوطنية لما فيه مصلحة شعبنا والاجيال القادمة. مع الاشارة الى اننا بحاجة الى ما لا يقلّ عن سبع الى عشر سنوات كي نبدأ بالاستفادة منها. الثروة الوطنية من نفط وغاز لا تتعلق بالأشخاص، لا بالرئيس ميشال عون ولا بالنائب جبران باسيل بل بالشعب اللبناني المستدام، خصوصاً ان عمر الحكومة اضحى قصيراً والعهد في نهايته”.

لا مناعة لدينا ضد الازمات

من جهة أخرى، إعتبر بو عاصي أن “الازمات كجائحة كوفيد أو كتداعيات الحرب على اوكرانيا تصيب كل دول العالم ولكن المشكلة اننا كدولة لبنانية غير جاهزة دوماً للقيام برد فعل على ازمات بهذا الحجم لأننا منهمكون بأزماتنا اليومية ولا نتمتع بمناعة ضد الازمات والسبب كيفية ادارة الدولة من دون أي رؤية أو أي إصلاحات”.

هذا وشدّد أنه “لا يمكن للبنان ان يعيش منفتحاً على ثلاث دول فقط فيما في العالم 193 دولة، لقد شاهدنا كيف انتهى النموذج الالباني الذي إدعى الاكتفاء الذاتي قبل ان يعود وينفتح على العالم”.

كما لفت الى أن “لبنان بني على الاقتصاد الحر والانكماش الاقتصادي بدأ منذ عام 2011 من حكومة “القمصان السود” وإسقاط حكومة الحريري بالقوة ومعاداة الخليج العربي، فإنهار النمو من 8 نقاط الى نقطة خلال اشهر قليلة. لذا وصلنا الى المشكلة اليوم واساسها سياسي وانعكاسها مالي ونقدي واقتصادي واجتماعي”.

حين ترفض قبول صوت الاخر تصل الى “كاتم الصوت”

عن كيفية مواجهىة مشروع “حزب الله” في لبنان، أوضح أن “السياسة قول كلمة الحق وعدم فقدان البوصلة والثبات في المسار” وأردف: “مواجهتنا مع حزب الله تبدأ اولا بقول كلمة الحق وإستعادة الشراكة والقرار السياسي والانفتاح على كل دول العالم عوض ربط لبنان بمحور”.

تابع: “الديمقراطية تصنعها المعارضة لا الموالاة فيما الديكتاتورية لا تقوم إلا على الموالاة. حين ترفض قبول صوت الاخر تصل الى “كاتم الصوت”. من حق المرء أن ينتقد رفع صور قاسم سليماني في معرض الكتاب، لكن لا يحق لأي كان الاعتداء الجسدي على من يختلف معه بالرأي”.

بعضهم مصاب بالمرض السوفياتي في الستينات

في ملف الموازنة التي أعدتها الحكومة، أوضح: “المقاربة العامة للموازنة المطروحة علينا كنواب لا تطمئن لأنها لا تتضمن إصلاحات بنيوية وتسعى لزيادة المداخيل للحفاظ على مستوى النفقات المعتاد. يجب معالجة ملفات الكهرباء والدين العام وحجم القطاع العام وباقي الامور في الموازنة تصبح تفاصيل. كيف يطلبون من المواطن تسديد المزيد من الضرائب ويحرمونه من أمواله؟!”.

أضاف: “المؤشرات في ما يتعلق بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي لا تبشر بالخير حتى الآن. كما ان بعضهم مصاب بالمرض السوفياتي في الستينات حين كانوا يعتبرون ان كل من هو من الخارج جاسوس، اذ إعتبر احد النواب في ساحة النجمة أننا أصبحنا تحت إنتداب منظمة الاغذية العالمية!!! إننا بأمسّ الحاجة للمساعدات الخارجية ولكن بطبيعة الحال وفق ضوابط ومع الحرص على عدم المس بالسيادة التي من المعروف من الذي يفرط بها ولمصلحة اي محور. لكن لا يمكن لفريق مصاب بـparanoia ضد الغرب ان يضرب إتفاقيات لمصلحة لبنان كما حدث مع الـ246 مليون دولار من البنك الدولي حيث تم تأخيره سنة ونصف السنة. يجب مقاربة الامور بشكل علمي وواقعي بين صندوق النقد الدولي ولبنان خصوصاً اننا نحن من بحاجة اليه”.

يدنا ممدودة لكل من يؤمن بسيادة لبنان وتعدديته

إنتخابياً، أكد بو عاصي أن “الناس وحدهم من يقررون في 15 أيار المقبل إن كان سيحصد ثقتهم مجدداً ويعود الى مجلس النواب، مضيفاً رداً على سؤال: “تفاعلهم معي جيد جداً ولكن الناس موجوعة بحاجة لمن يستمع لوجعها إلا انها في آن مؤمنة برسالة لبنان الديمقراطية ومدركة لأهمية مشاركتها بالعملية الانتخابية. إستعادة الشراكة وعدم الاستفراد بالقرار الوطني من العناوين الاساسية التي تهم الناس ولديهم وعي كبير بأن رغم الصعوبات الاقتصادية إلا ان المشكلة الاساسية سياسية والحلول الموقتة لا تنفع كما أن “الترقيع” غير مجدٍ”.

كذلك لفت بو عاصي الى أن “ما قاله الوزير السابق سليمان فرنجية يعبّر عما يخالج “حزب الله” وكل حلفائه أي لا مشكلة بأن يصل “كلهم يعني كلهم” ما عدا القوات اللبنانية لأنها خصمهم الاستراتيجي. هذا هو التوصيف الدقيق لتموضعنا بوجه مشروع حزب الله”.

أضاف: “في هذا الاطار يندرج التحالف بين “التيار العوني” وحركة “أمل” و”حزب الله” الذي يلعب دور ضابط الايقاع بينهما. لا أؤمن بتحالف انتخابي وتحالف سياسي، فبمجرد إيصالك اي طرف في الانتخابات تكون خدمته سياسياً”.

رداً على سؤال، أجاب: ” لم نمارس يوماً السياسة معتمدين على الخلافات في صفوف الطرف الآخر بل سياستنا مبنية دوماً على التواصل مع الناس. على سبيل المثال حملتنا الانتخابية عام 2018 لم تكن موجهة ضد احد بل مرتكزة على طروحاتنا وتواصلنا مع الناس وقدرتنا على إقناعهم بثوابتنا وبإدائنا”.

ختم بو عاصي: “كل صوت يمنح لـ”القوات اللبنانية” في الانتخابات هو فخر لنا ووسام على صدرنا ولكن الاهم هو مسؤولية على عاتقنا اياً يكن المكون الذي ينتمي اليه الصوت. يدنا ممدودة لكل من يؤمن بسيادة لبنان وتعددية مجتمعه ونحن كقوات لا نرتبك من هذا الامر بل نجاهر بايماننا اننا مجتمع تعددي ولكل جماعة خصوصياتها وهذا لا يمنع من وجود مساحات مشتركة بين المكونات لبناء وطن. كذلك يدنا ممدودة لكل من يؤمن بالديمقراطية ليس فقط في الاقتراع بل ايضا بفصل السلطات واستقلالية القضاء والشفافية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us