هنا لبنان المحكمة الدولية تؤكد المؤكد.. كيروز لـ "هنا لبنان": كلّ ما لدينا دولة تخضع لإملاءات "الحزب"

أخبار بارزة, خاص, مباشر 13 آذار, 2022

كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان” :

مع انحدار مفهوم العدالة في لبنان إلى أدنى حدود، بفعل تحكم المجرمين بمفاصل الدولة والقضاء. وحيث أنّ العدالة في لبنان لم تتحقق يوماً في تاريخه الحديث، مر خبر الحكم الصادر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الغرفة الاستئنافية، القاضي بإدانة حسن حبيب مرعي وحسين حسن عنيسي المنتمين إلى حزب الله، مرور الكرام.
واقتصرت الردود على تعليق الرئيس سعد الحريري الذي دعا في بيان مقتضب إلى توقيف سليم عياش، ومحمّلًا حزب الله مسؤولية التغطية على الجريمة وحماية المجرمين الذين ينتمون إليه والتهرب من حكم العدالة الدولية.
في حين اعتبر الرئيس فؤاد السنيورة أن قرار المحكمة “يصوّب البوصلة من جديد ويكشف تورط حزب الله في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ويفضح زيف ادعاءات وممارسات هذا الحزب ضد لبنان واللبنانيين وهو ما يحتّم على الحزب تسليم المجرمين إلى العدالة دون أي تأخير”.
هذا في الكلام أما بالفعل فهذا الحكم كأسلافه من الأحكام حبر على ورق، لأن حزب الله هو الحاكم الآمر الناهي في ولاية لبنان الإيرانية، ولا من يردعه.
فسيطرة حزب الله بدأت بالتعاظم عندما سكت الجميع وحل الخوف، وزادت وتمادت هذه السيطرة عندما استعمل فائض القوة في الداخل في ٧ أيار، ولم يردعه أحد، لأن ذريعة الضعفاء كانت دائماً السلم الأهلي، وقوي أكثر عندما بانت الحقيقة التي انتظرناها كثيراً وكانت النتيجة تقديس الجاني وها هي لائحة القديسين أضيف إليها قديسون آخرون.
كان الأجدى يومها أن يضع كل حر في هذا الوطن إصبعه بوجه كل مستبد، وكان الأجدى أيضاً عدم الانصياع للمحتل في الدوحة، كما عدم الانصياع له عند طرح حكومات الوحدة الوطنية التي لم تجلب للبنان وللمؤسسات سوى الخراب والمحاصصات والفساد. كان على السياديين عدم مشاركة الاحتلال الإيراني الحكم والسلطة، كما عدم الانصياع له تحت ضغط فائض القوة، فكان من الأفضل أن نستشهد كما استشهد رفيق الحريري ورفاقه على أن نستشهد في كل يوم وعند كل امتحان… فجنون العظمة لا يجابه إلا بالجنون، ومن يبين أنيابه لا يجابه إلا باقتلاع هذه الأنياب، والفجور لا يجابه إلا بالفجور!
المطلوب اليوم عدم السكوت عن القاتل كما جرى دائماً والانكفاء عن الساحات… لأن الساحات عندما تخلو من الأبطال تتصاعد فيها رائحة الموت وتحجب العدالة ويحل الظلم والاستقواء.

وفي حديث لـ “هنا لبنان” مع النائب السابق إيلي كيروز تعليقاً على قرار محكمة الاستئناف في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قال: “إننا من البدايات مراهنون على المحكمة الدولية وكنا ننتظر الحكم العادل لكي لا يبقى المجرمون بلا عقاب، ويأتي حكم غرفة الاستئناف ليعطينا أملًا جديدًا بموضوع العدالة”.
وأضاف “حزب الله من أول يوم وقبل أن يعرف أي شيء عن المحكمة الدولية هو رافض لها وجرب طرح محكمة إسلامية ولم يعط هذه المحكمة فرصة”.
وعن إمكانية تسليم حزب الله للمتهمين بجريمة اغتيال الرئيس الحريري قال: “بالتأكيد لا، فبالعكس حاول السيد حسن نصرالله تقديس هؤلاء المجرمين، ونفس الشيء يحصل في تحقيقات المرفأ، فطلبهم وهدفهم هو قبع المحقق العدلي طارق البيطار، وإذا لم يتمكنوا من ذلك سيحاولون جعل التحقيق عاطلًا عن العمل وغير جديّ، وعدم تمكين المحقق العدلي من الوصول إلى أي مكان. فكل هذا ناتج عن عدم وجود دولة سيدة نفسها وسيدة قرارها وسيدة سياستها الخارجية، فكل ما لدينا، دولة تخضع لإملاءات حزب الله”.